فوائد من سورة الحجر
تناولت سورة الحجر فوائد كثيرة وبيان بعضها فيما يأتي:[١]
- اشتغال الكافر في الدنيا بالأكل والتمتع بملذاتها والأمل فقط، قال -تعالى-: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)،[٢] فهي الهدف الأساسي والمهم بالنسبة له وهنا جاء تنبيه عظيم للمؤمنين.
- وتحذير من الوقوع في شباك التلذذ والتمتع والانشغال بالآمال الكاذبة فهي ليست من صفات المؤمنين وأخلاقهم، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتركهم واحتقار ما هم فيه "يتحدث عن الكفار" وتدلُّ الآية الكريمة على تهديد الله -تعالى- للكافرين.
- قضية استراق الشياطين للسمع وعقاب الله -تعالى- لهم هي قضية غيبية يجب الإيمان بها؛ فهناك الكثير من ظواهر هذا الكون تتعلق بالغيب ومنها هذه القضية، فالنصوص القرآنية والحديثية تخبر أنَّ لهذه الظاهرة "ظاهرة الشهب" صلة وطيدة بمنع الشياطين من استراق السمع من أخبار السماء في قوله -تعالى-: (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ).[٣]
- الظواهر الكونية من الأدلة على وجود الله -تعالى-؛ مرت في سورة الحجر مجموعة من الآيات التي تحدثت عن ظواهر كونية وكلها تدلُّ على وجود الله -تعالى- وبيان بعضها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ).[٤]
- قال -تعالى-: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ).[٥]
- قال -تعالى-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ).[٦]
- تطرقت موضوعات الآيات إلى ذكر خلق آدم -عليه السلام- وخلق الجان؛ في قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ)،[٧] وقوله -تعالى-: (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ).[٨] عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خُلِقَتِ الملائكةُ من نُّورٍ، وخلق الجانَّ من مارِجٍ من نارٍ ، وخلق آدمَ مِما وُصِفَ لكمْ).[٩]
- يخبر الله -تعالى- أنَّ سلاح الشيطان هو تزيين الأعمال للإنسان وإغوائه وكيف يقوم المؤمنون المخلصون بالتغلب عليه؛ في قوله -تعالى-: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).[١٠]
- ويقوم الشيطان بتزيين الشهوات وتزيين المنكر والإغواء عن الحق وعن صراط الله المستقيم والإغواء عن السنن، ويخبر الله -تعالى- أنَّ عباده المخلصين ليس للشيطان عليهم بسلطان.
- ذكرت الآيات الكريمة عدد أبواب جهنم؛ وهي سبعة أبواب في قوله -تعالى-: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ)،[١١] وأسماؤهم: جهنم، السعير، لظى، الحُطمة، سقر، الجحيم، الهاوية، وكل هذه الأسماء وَرَدَ ذكرها في القرآن الكريم.[١٢]
- سنة الأنبياء -عليهم السلام- مع أصحابهم في الحرب؛ ومثاله أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقدم أصحابه ويجعلهم أمامه.
- جاء في الآيات الكريمة شَرَفَ قسمِ الله -تعالى- بحياة محمد -صلى الله عليه وسلم- في قوله -تعالى-: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)،[١٣] يقول ابن كثير: "أقسم الله -تعالى- بحياة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وفي هذا تشريف عظيم ومقام رفيع وجاه عريض".
التعريف بسورة الحجر
سورة الحجر هي سورة مكية نزلت بعد سورة يوسف عدد آياتها 99 آية،[١٤] سميت بسورة الحجر بسبب ذكر قصة أصحاب الحجر وهم قوم صالح -عليه السلام- وتناولت السورة ذكرهم في خمس آيات، وتعد سورة الحجر السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي ذكرتهم بهذه التسمية ولا يعرف لها اسما آخر، فالحجر هو مكان كان قد سكن فيه قوم ثمود مع نبيهم صالح -عليه السلام-.[١٥]
يقع الحجر أو ما يسمى بحجر ثمود بين المدينة والشام وهو وادٍ بين خيبر وتيماء،[١٦] قام قوم ثمود بنحته في الجبال ليحميهم من الزلازل والصواعق ولكنّ الله -تعالى- أهلكهم بشيء لم تخطر في أذهانهم ولم يستعدوا له، وهو الصيحة فتركتهم أمواتاً لم تنفعهم كل الاحتياطات التي فعلوها لحماية أنفسهم فقال -تعالى-: (فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ).[١٧][١٨]
الموضوعات التي تناولتها سورة الحجر
بيان الموضوعات التي تناولتها سورة الحجر ما يأتي: [١٩]
- بدأت سورة الحجر بتناول موضوع التحدي بإعجاز القرآن الكريم والتنبيه لفضله.
- تحذير وإنذار المشركين على عدم إسلامهم لله -تعالى- وأنهم سيندمون ندماً كبيراً.
- بينت السورة طبيعة المكذبين بهذا الدين، وما هي الأسباب الحقيقة للتكذيب.
- تحدثت عن خلق الإنسان وما منحه الله -تعالى- من شرف وميزات لا تتواجد لغيره من المخلوقات.
- ذكرت عداوة الشيطان للبشر عندما أمر الله -تعالى- بأن يكون خليفة الأرض منهم.
- ذكر قصة إبراهيم ولوط -عليهما السلام- وقصة أصحاب الأيكة وأصحاب الحجر، وكيف أنَّ الله -تعالى- أهلكهم بشركهم وكفرهم.
- ختمت سورة الحجر آياتها بتثبيت النبي -صلى الله عليه وسلم- على كل المحن التي تواجهه وانتظاره للنصر، وأن يصفح ويسامح الذين يؤذونه ويوكل أمره إلى الله -عز وجل-.
المراجع
- ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 2862-2894. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية:3
- ↑ سورة الحجر، آية:18
- ↑ سورة الحجر، آية:19
- ↑ سورة الحجر، آية:22
- ↑ سورة الحجر، آية:26
- ↑ سورة الحجر، آية:26
- ↑ سورة الحجر، آية:27
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة ام المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3238، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ سورة الحجر، آية:39-40
- ↑ سورة الحجر، آية:44
- ↑ "عدة أبواب جهنم وأسماؤها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية:72
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ اسلام ويب (28/8/2012)، "مقاصد سورة الحجر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2022. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 320.
- ↑ سورة سورة الحجر، آية:84
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ الشيخ محمد حامد الفقي (2/1/2013)، "وقفات مع سورة الحجر"، الالوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/1/2022. بتصرّف.