الزنجبيل
ينحدر الزنجبيل من عائلة الزنجبيريا ويرجّح أنّ منطقة جنوب شرق آسيا هي موطنه الأصلي، ويعود تاريخه إلى أكثر من 5000 سنة عندما استخدمه الصينيون في شكل علاج، وعُرِفَ الزنجبيل في بداية الأمر في الصين والهند، وأخذه التجار إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويُعدّ شائعًا في هذا العصر في الحضارتين الشرقية والغربية، ويُستخدم في الطبخ، ويتكاثر بزرع قِطَع من الساق الأرضية ويجرى حصادها بأخذ الساق الأرضية من التربة، وتنظيفها، وتجفيفها تحت أشعة الشمس.
وتأتي الساق الأرضية الجافة للزنجبيل بأشكال غير منتظمة ومتفرقة، ويتفاوت لونها بين الأصفر الداكن إلى البرتقالي الشاحب مرورًا بالبُنّي الفاتح، ويحتوي الزنجبيل على الزيوت العطرية بنسبة 2%، ويُقطَّر الزيت من الساق الأرضية لاستخدامه في صناعات الأغذية والعطور.[١][٢]
فوائد الزنجبيل
ارتبط تناول الفواكه والخضروات بأنواعها كافة منذ زمن بعيد بتقليل خطر الإصابة بالعديد من المشكلات المرضية المرتبطة بنمط الحياة، وتُسهم بعض الأعشاب والتوابل في تقديم فوائد صحية إضافية أيضًا، وواحد من هذه الأعشاب هو الزنجبيل؛ إذ يحتوي على العديد من المعادن والفيتامينات التي تتضمن؛ البوتاسيوم، وفيتامين ج، وفيتامين ب6، والنياسين، والفوليت، والحديد، والصوديوم، والمغنيسيوم، والرايبوفلافين، والزنك، والفوسفور، كما أنّه يحتوي على البروتين، والألياف الغذائية، والكربوهيدرات، والسعرات الحرارية، وفيما يأتي توضيح لعدد من الفوائد التي يمنحها استخدام الزنجبيل، التي تكفل دعم صحته ووقايته من الإصابة بعدد من الأمراض، وعلاج أمراض أخرى:[٣][٤]
- بعد الزنجبيل من العلاجات العشبية المساعدة في التخلُّص من الأنفلونزا ونزلات البرد، خصوصًا الزنجبيل الطازج غير المجفف.
- تساعد المركبات الفينولية الموجودة في الزنجبيل في التخفيف من تهيج الجهاز الهضمي، كما أنّها تثبّط تقلصات المعدة أثناء تحرك الغذاء والسوائل عبر القناة الهضمية، وتحفّز إنتاج العصارة الصفراوية واللعاب، كما يبدو أنّ للزنجبيل آثارًا مفيدة في إنزيمات التربسين، والليباز البنكرياسي، وزيادة حركة الأمعاء؛ ممّا يُشير الى أنّه يساعد في الوقاية من سرطان القولون والإمساك.
- قد يساعد تناول الزنجبيل فمويًا في التخفيف من الألم لدى بعض الأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل التنكسي بدرجة بسيطة، كما لوحظ أنّ تناول الزنجبيل يعمل بدرجة مكافئة للأيبوبروفين والديكلوفيناك بتخفيفه الألم المصاحب لالتهاب مفاصل الركبة والحوض.
- يخفف الزنجبيل من آلام الحيض، فلوحظ أنّ تناول مسحوق الزنجبيل خلال الأيام الأولى من الدورة الشهرية يقلل من الآلام بفاعلية مكافئة لأدوية المسكنات.
- يقلل تناول الزنجبيل من خطر تجلّط الدم، ويقلل من مستوى الكولسترول في الدم.
- يعالج الزنجبيل العديد من مشكلات الغثيان؛ إذ يتخلص من الغثيان والتقيؤ الحاصلين بعد العمليات الجراحية؛ إلّا أنَّه أكثر فاعلية عندما يتعلق الأمر بالغثيان الصباحي المرتبط بالحمل، وبالرغم من أنّ الزنجبيل آمن، إلّا أنّه لا بُدّ من استشارة الطبيب قبل استهلاك كميات كبيرة منه خلال الحمل؛ إذ يعتقد بعضهم أنّ الكميات الكبيرة منه خلال الحمل تزيد من خطر الإجهاض، لكن لا توجد دراسات كافية تدلّ على ذلك.[٥]
- يخفف من آلام العضلات؛ إذ أُثبِتَ أنّ الزنجبيل فعّال ضد آلام العضلات النّاتجة من ممارسة التمارين الرياضية، ففي إحدى الدراسات قد قلل تناول 2 غرام من الزنجبيل يوميًا لمدة 11 يومًا كثيرًا من آلام العضلات لدى الأشخاص الذين يمارسون تمارين المرفق، وليس للزنجبيل تأثير فوري لكنّه قد يكون فعّالًا في الحدّ من زيادة آلام العضلات، ويعتقد أنّ هذه الآثار نتيجة الخصائص المضادة للالتهابات الموجودة في الزنجبيل.[٥][٦]
- تحسين مستويات السكر في الدم؛ إذ يقلل الزنجبيل كثيرًا من مستوى السكر في الدم، ويُقلل من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، فقد تكون للزنجبيل خصائص قوية مضادة للسكري، وفي دراسةٍ أجريت مؤخرًا على 41 مشاركًا من مرض السكري من النوع الثاني، خفّض 2 غرام من مسحوق الزنجبيل يوميًا من نسبة السكر الصّيامي في الدم بنسبة 12٪، كما تحسّنت مستويات السكر التراكمي كثيرًا، ممّا أدى إلى انخفاضه بنسبة 10٪ على مدى 12 أسبوعًا.[٥][٧]
أضرار الزنجبيل
يُعدّ الزنجبيل آمنًا عند تناوله فمويًا بطريقة صحيحة، كما يُحتمل أن يصبح آمنًا عند وضعه على الجلد بطريقة صحيحة ولمدة قصيرة، علمًا أنّ بعض الأشخاص قد يعانون من أعراض جانبية بسيطة عند تناوله، بما في ذلك؛ الإسهال، والحرقة، كما لاحظت بعض النساء زيادة النزف خلال الدورة الشهرية أثناء تناول الزنجبيل، كما يعاني بعض الأشخاص من تهيّج الجلد عند وضعه عليه.
ويزيد الزنجبيل من خطر النزيف لدى من يتناوله، كما يحتمل أنّه يزيد من خطر النزف عند الحامل؛ مما دفع بعض الخبراء بنصح الحامل بعدم استخدامه عند اقتراب موعد الولادة، وتزيد الجرعات العالية منه من تفاقم بعض المشكلات المتعلقة بالقلب، كما يتطلب تناول الأشخاص المصابين بمرض السكري له إجراء تعديلات على أدوية السكري بمراجعة المختصين؛ إذ إنّه يقلّل من مستوى السكر في الدم، أو يزيد من مستوى الإنسولين فيه أو كليهما، ويجدر التنويه إلى أنّه يُمنَع تناول الزنجبيل وتركيبة النيفيديبين الدوائية في الوقت ذاته؛ إذ إنّ ذلك يُبطئ من تخثر الدم، ويزيد من احتمال ظهور الكدمات والنزيف.[٨]
الزنجبيل لتخفيف القلق والتوتر
يُعدّ التوتر أو القلق من أكثر الحالات النفسية انتشارًا على مستوى العالم، وينشأ في صورة ردة فعل الإنسان على محيطه الذي يُشعِره بتهديد، سواء أكان التهديد جسميًا أم نفسيًا أم اجتماعيًا أم غيره، وقد يظهر هذا التهديد حقيقيًا أو متخيّلًا. وبدأ الناس في العقود الأخيرة باستخدام الأدوية المهدئة والمضادة للاكتئاب بعد بدء انتشار الوعي بحقيقة الاضطرابات النفسية، وتأثيرها الذي قد يصبح خطيرًا جدًا في بعض الحالات سواء على الفرد أو من حوله، لكنّ هذه الأدوية عادةً تسبب ظهور أعراض جانبية؛ لذلك بدأ البحث عن بدائل عشبية.
أُخضِعَت مجموعة من الفئران لدراسة تأثير مستخلص الزنجبيل مع دواء الديازيبام من حيث تخفيف القلق، وبعد تقسيم الفئران عدة مجموعة وإعطاء إحداها الزنجبيل، ومجموعة أخرى دواء الديازيبام، ومجموعة ثالثة تُرِكَت من دون أي علاج، وبعد تعريض الفئران لغرفة مظلمة لرفع مستوى التوتر، وفحص مستويات التوتر بعد ذلك، أظهرت النتائج تأثير الزنجبيل مقارنة بالمجموعات الأخرى؛ إذ نجح في تقليل مستويات التوتر لدى الفئران؛ إلّا أنّ درجة تخفيف التوتر، تختلف باختلاف الجرعة المُستخدَمة من الزنجبيل.[٩]
المراجع
- ↑ "Ginger", britannica, Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ↑ "Ginger", indepthinfo, Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ↑ Jenna Fletcher (3-1-2020), "Why is ginger good for you?"، medicalnewstoday, Retrieved 12-2-2020. Edited.
- ↑ "GINGER", webmd, Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "11 Proven Health Benefits of Ginger", www.healthline.com, Retrieved 13-06-2019. Edited.
- ↑ Black CD, Herring MP, Hurley DJ (9-2010)، "Ginger (Zingiber officinale) reduces muscle pain caused by eccentric exercise."، ncbi، Retrieved 13-06-2019. Edited.
- ↑ Nafiseh Khandouzi, Farzad Shidfar,* Asadollah Rajab (2015), "The Effects of Ginger on Fasting Blood Sugar, Hemoglobin A1c, Apolipoprotein B, Apolipoprotein A-I and Malondialdehyde in Type 2 Diabetic Patients"، ncbi, Retrieved 13-6-2019. Edited.
- ↑ "Ginger", emedicinehealth,17-9-2019، Retrieved 16-10-2019. Edited.
- ↑ "The Effects of Ginger Extract and Diazepam on Anxiety Reduction in Animal Model", semanticscholar, Retrieved 24-10-2019. Edited.