محتويات
فوائد وعبر من سورة التوبة
تشتمل سورة التوبة على مجموعة من الأحكام؛ وهي كما يأتي:[١]
- نظمت هذه السورة علاقة المؤمنين بغيرهم من المشركين وأهل الكتاب.
- يجب على المسلم القيام بالدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- وإعطاء الدين حقه من الدعوة.
- الابتعاد عن النفاق.
- نصرة دين الله -تعالى-، وعدم التثاقل منه وإعلاء كلمته.
- الأمر بإجارة المستجير ودعوته إلى دين الإسلام، وهو وسيلة لنشر الأمان في بلاد المسلمين.
- الإدراك بأن دين الإسلام هو دين القوة والعزة.
- إعطاء حق حرية الدين، فالدعوة إلى الإسلام تكون بالموعظة والمجادلة بالتي هي أحسن وليس بالإجبار.
- تجديد التوبة إلى الله -تعالى-، وصدق النية مع الله.
- الدنيا متاع زائل ولا تغني من الله شيئاً، لذلك يجب عدم التثاقل عن الدين ونصرته، والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- عطية الله -سبحانه وتعالى- لا تأتي مرة واحدة وإنما تكون بالتدرج وعلى دفعات؛ حتى يستشعر المسلم نعم الله -عز وجل- عليه.
ولقد نزلت سورة التوبة وبينت أحوال المنافقين، وهي كما يأتي:[٢]
- بيان صفات المنافقين؛ وهي حلف الأيمان الكاذبة، وعدواتهم لله ورسوله الأمين، والاستهزاء بالدين والنبي الكريم والمؤمنين، وخوفهم من نزول سورة في القرآن تفضحهم، واعتذارهم بأنهم يلعبون ويستهزؤوا وهذا عذر قبيح.
- عدم قبول الخوض في كتاب الله وسنة نبيه الأمين.
- الكفر بالله لا يقتصر على القلب فقط وإنما يكون بالأقوال والأفعال المكفرة، كالاستهزاء بدين الله -تعالى-.
- الله -سبحانه وتعالى- حكم عليهم بعد قبول توبتهم حتى يتوبوا من النفاق.
- التوبة من النفاق والكفر مقبولة، فمن تاب توبة صادقة ينال مغفرة الله -سبحانه وتعالى- وعفوه.
تعريف سورة التوبة
سورة التوبة أو سورة براءة، هي السورة التاسعة في ترتيب المصحف، وهي سورة مدنية، ما عدا آية 128 وآية 129 فقد نزلتا في مكة، وعدد آياتها 129، وهي السورة الوحيدة في القرآن التي لا تبدأ بالبسملة؛ لأنها ابتدئت ببراءة من المشركين، وفيها فضحٌ للمنافقين.[٣]
أسماء سورة التوبة
سميت سورة التوبة بأسماء عديدة كما يأتي:[٤]
- سورة براءة، لأنها تبدأ ببراءة من المشركين، قال -تعالى-: ﴿ بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.[٥]
- سورة التوبة، وذلك لتكرار ذكر التوبة فيها، وهذين الاسمين أشهر أسمائها؛ التوبة وبراءة، قال -تعالى-: (فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ).[٦]
- سميت الفاضحة، فقد فضحت المنافقين وهتكت سترهم، قال -تعالى-: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ﴾.[٧]
- سورة العذاب، فقد تكرر فيها ذكره.
- سميت المقشقشة؛ والقشقشة هي التبرئة، فقد بينت صفات المنافقين فمن ابتعد عن هذه الصفات فهو من المؤمنين.
- سميت المنقرة؛ أي بحثت وكشفت؛ لأنها كشفت المنافقين وأخرجت ما في قلوبهم.
- سميت البحوث؛ صيغة بحث مبالغ بها، فهي بحثت وأخرجت أحوال المنافقين.
- سميت الحافرة؛ من الحفر؛ لأنها حفرت ما في قلوب المنافقين.
- سميت المثيرة؛ فقد أخرجت أحوال المنافقين من الخفاء إلى الظهور.
- سميت المبعثرة؛ فقد بعثرت المنافقين وأظهرت أسرارهم.
- سميت المدمدمة؛ أي المهلكة.
- سميت المخزية؛ لأنها أخدت المنافقين وفضحتهم.
- سميت المنكلة؛ أي العقاب.
- المشردة؛ فقد فككت شمل المنافقين.
وهذه السورة هي أكثر سورة لها أسماء عديدة بعد سورة الفاتحة، فقد ورد لها أسماء كثيرة بينت فيها فداحة المشركين، وخبث نواياهم، وعداوتهم للإسلام والمسلمين.
سبب عدم بدء سورة التوبة بالبسملة
هناك عبر وفوائد اقتضت الحكمة فيها عدم ذكر البسملة في سورة التوبة، وهي كما يأتي:[٨]
- لأنها بدأت بالسيف، وهذا أرجح الأقوال؛ فبدئها بالسيف لا يتناسب بذكر بسم الله الرحمن الرحيم فيها، لأنها تختص بالرحمة والمغفرة.
- ومنهم من قال إنها وسورة الأنفال سورة واحدة؛ لذلك لم تذكر بها البسملة؛ أي تكملة لسورة الأنفال.
- العادة عند العرب؛ بعض العلماء قالوا جرت العادة عند العرب في الجاهلية، أنهم إذا أرادوا أن يرسلوا كتاباً فيه وعيد وتهديد، ونقض للعهود أرسلوه بدون مقدمة، فعندما نزلت سورة التوبة بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى المشركين يخبرهم بنقض العهد، وقرأ عليهم سورة التوبة ولم يبدأها بالبسملة؛ دلالة على عدم الرحمة في مثل هذه الأمور، وأن الله بريء من المشركين ونفاقهم.
المراجع
- ↑ صالح المغامسي، تأملات قرآنية، صفحة 1. بتصرّف.
- ↑ وهبه الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 291. بتصرّف.
- ↑ فخر الدين الرازي، تفسير الرازي مفاتح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 521. بتصرّف.
- ↑ محمد اسماعيل المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:1
- ↑ سورة التوبة، آية:3
- ↑ سورة التوبة، آية:58
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 120. بتصرّف.