فولتارين (Voltaren) هل يناسب مرضى الربو؟

كتابة:
فولتارين (Voltaren) هل يناسب مرضى الربو؟


فولتارين (Voltaren)

يحتوي الفولتارين Voltaren مادة ديكلوفيناك البوتاسيوم الفعالة، وهي مصنفةٌ ضمن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، إذ تقلل مادة الديكلوفيناك من إنتاج هرمون البروستاغلاندين المسؤول عن التسبب بالألم والالتهاب، وتبعًا لهذه الآلية صنّف الفولتارين كمسكنٍ للآلام.[١]


يصنع الفولتارين ضمن شركة غلاسكو سميث كلاين GSK البريطانيّة، وهي الآن تضمّ مجموعةً من الشراكاتِ المصنِّعة والممتدةِ في شتّى دول العالم، كمثل كندا، فرنسا، أستراليا والمكسيك، وقد تمّ اعتماد الفولتارين كدواء يصرف دون وصفة طبية في فبراير من عام 2020 م، حيث وافقت مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدامه كمسكنٍ لآلام المفاصل عندئذٍ.[٢]


فولتارين (Voltaren): هل يناسب مرضى الربو؟

من الأفضل أن يتجنب مرضى الربو استخدام الفولتارين،[٣] إذ ينتمي كلّ من الفولتارين والأسبرين إلى مجموعة مضادات الالتهاب اللاستيروئيديّة، وغالبًا ما يرتبط استعمال هذه المجموعة الدوائية بحدوث ردود الفعل التحسسية لدى المصابين بمرض الربو، بحيث يظهر تفاعل الفولتارين مع الربو بملاحظة العلامات الشديدة الآتية:[٤]


  • التشنج القصبيّ Bronchospasm.
  • صدمة الحساسيّة Anaphylactic shock.


إذًا ما الذي يجب فعله قبل استخدام الفولتارين؟ لا بدّ من إخبار الطبيب حول أي تاريخٍ مرضي متعلقٍ بالربو أو بوجود مرض من شأنه التسبب بضيق التنفس، وفي حالِ تم اعتماد الفولتارين كدواءٍ لهذه الحالات، فتجب الإشارة لضرورة التوجه للطوارئ عند ملاحظةِ أيّ من علامات نوبات الربو المتمثلة بالآتي:[٥]


  • الصفير عند التنفس: أي سماع صوت الأزيز من منطقة الصدر.
  • صعوبة التنفس: أي الشعور بالضيق في منطقة الصدر.


هل يرتبط استخدام الفولتارين بتفاقم أعراض مرض الربو؟ نعم، بل قد يتسبب بردود الفعل التحسسية، بالأخصّ لدى الأشخاص الذين قد سبق لهم التعرض لحساسية عند استخدام الأسبرين،[٦] وتبعًا لكون المصابين بمرض الربو لديهم في الأساس حالةٌ من تضيق الممرات الهوائية، فهذا الأمر يجعلهم أكثر عرضةً لحدوث ردود الفعل التحسسية الشديدة،[٧] والتي تتمثل عندئذٍ بحدوث العلامات الآتية:[٦]


  • الإصابة المزمنة بالتهاب الأنف والجيوب.
  • تواجد السلائل الأنفية المتمثلة بالزوائد أو الأورام.
  • عدم المقدرة على تحمّل أي من مركبات مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية.
  • تشنج القصبات المفرط والمرتبط بحدوث الوفاة.


ما مبدأ عمله؟ يقوم مبدأ مضادات الالتهاب اللاستيرويدية المتمثلة بالفولتارين على تثبيط إنزيمات الأكسدة الحلقيّة COX، ولكنّ هذا الآلية العلاجية يتبعها تنشيطٌ لهرمون ليبوكسيجيناز LOX، وهذا بالضبط ما يسبب زيادةً في إنتاج الليكوترين المصنفِ كأحد الوسائط الالتهابية والمسبب للتشنج القصبي وتفاقم نوبات مرض الربو، ووفقًا لهذهِ الآلية فقد تمّت دراسة تبعات استخدام مضاد الالتهاب اللاستيروئيدية على مختلف المراحل العمرية للمصابين بمرض الربو،[٨]فكانت الدراسات متمثلةً بالنقاط الآتية:


  • دراسة نشرت في مجلة الدواء الأمريكية عام 2016 م: وقد تضمنت حقائقها "أن الاستخدام قصير المدى للديكلوفيناك قد زاد من شدّة نوبات الأزمة لدى الأطفال، وقد تسبب بدخول بعض الحالات إلى المشفى".[٩]


  • دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية BMJ عام 2004 م: وقد تضمنت نتائجها "أن استخدام الديكلوفيناك قد قلل من التدفق الهوائيّ بنسبة 16-25%، وكما أنّ 93% من مستخدمي الأسبرين قد لوحظ لديهم تفاقم أعراض مرض الربو عند استخدامهم الديكلوفيناك".[١٠]


  • دراسة نشرت في مجلة نقابة أخصائيي التخدير عام 2003 م: بحيث أعربت نتائجها "بأن استخدام الديكلوفيناك ضمن الجرعة الطبية لمرة واحدةٍ لم يرتبط بحدوث تشنج قصبي ملحوظ، حيث تمّ استخدام الأقراص الفوارة بجرعة 1-1.5 ملغم/ كلغم ضمن 70 طفلًا، وقد كانت المحصلة حدوث انخفاض بمقدار 15% ضمن وظائف الرئة، وهذا وفقًا لجهاز قياس التنفس".[١١]


بدائل الفولتارين لمرضى الربو

تسبب الأدوية المسكنة آثارًا جانبيةً بدورها، لكنّ شدّة هذه الآثار أو مدى حدوثها قد يكون أقلّ ضمن بعض البدائل، وهذا المبدأ فعّال إن تمّ تطبيقه باستخدام بدائل الفولتارين لمرضى الربو، حيث يمكن لهؤلاء اعتماد الطرق الآتية للتخلّص من الآلام:[١٢]


  • استخدام تركيبة الباراسيتامول: حيث إن هذه التركيبة تعتمد آلية عملٍ مختلفة عن الفولتارين، وبهذا تعدّ آمنة الاستخدام على صعيد المصابين بالربو، بالتحديد إن تمّ استخدام الباراسيتامول لتقليل الألم وتخفيف الحمّى.
  • تطبيق الكمادات، وتعتمد هذه الطريقة على خيارين موضحين ضمن الآتي:
    • الكمادات الباردة: وعادة ما تستخدم للإصابات الحادة المتمثلة بالتواء الكاحل، حيث إنها فعالة لتقيل التورم والألم.
    • الكمادات الساخنة: وعادةً ما تستخدم للإصابات المزمنة والمتكررة، ولكن يوصى بتجنب استخدامها ضمن الإصابات الحديثة.


  • إجراء النشاط البدني: وهذا الخيار مفيدٌ إزاء عدم الشعور بالراحة ضمن منطقة الإصابة، ويمكن اعتماده لآلام المفاصل كمثالٍ.
  • الحصول على الاسترخاء: وعادة ما تعتمد التقنيات المتمثلة باليوغا والتأمل لتخفيف الألم المرتبط بالقلق والضغط، حيث يمكن تطبيق هذا الخيار ضمن الصداع التوتريّ.
  • تجربة التقنيات التكميلية: ويقصد بهذه النقطة استخدام العلاج بالإبر كمثال، حيث إن هذه التقنيات مفيدة لبعض الأشخاص ومرتبطةٌ بمخاطر أقلّ.


لا يتوجب استخدام مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كمسكناتٍ لمرضى الربو، حيث إن هنالك عدّة بدائل يمكن اعتمادها للتخلص من الألم، كمثل استخدام الكمادات أو تناول الباراسيتامول، ولكنّ تحديد الآلية المناسبة يتمّ وفقًا لإشراف الطبيب.[١٢]


أمور مُعتبرة عند أخذ فولتارين

لا يعدّ الفولتارين خيارًا مناسبًا لمرضى الربو، إذ إنه قد يسبب ردود الفعل التحسسية الشديدة لهم، حيث تظهر هذه التفاعلات الجسدية بهيئةِ ضيق التنفس، تورم الوجه والشفتين، الحكّة وقرحة المعدة، وكما أنّ استخدام الفولتارين قد يجعل هذه التفاعلات الجسدية أشد، بالأخصّ لدى المصابين مسبقًا بحساسية تجاه مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية المتمثلة بالأسبرين،[١٣] ولهذا ينصح باستخدام أقراص الباراسيتامول كمسكن بديل عنه.[١٢]


بالإضافة لذلك، لا يتمّ استخدام مسكنات الألم التي تصرف دون وصفةٍ طبيةٍ المتمثلة بالفولتارين لمدة تتجاوز 10 أيام، وكما أن هذا الاستخدام يرتبط بحدوث تأثيرات أشدّ ضمن كبار السنّ، ويشير كورين بلات المتحدث باسم الأكاديمية الأمريكية للتحسس للأمر قائلًا: "قد يحتاج الدواء إلى ساعتين لإحداث تأثيره، وهذا ما يجعل العلاقة بين استخدام دواء معين وحدوث تأثيراته لدى مرضى الأزمة أمرًا غامضًا"،[١٢] وهنا لا بدّ من إيضاح بعض الأمور المعتبرة عند أخذ الفولتارين.


الآثار الجانبية للفولتارين

تقتضي ملاحظة ردود الفعل التحسسية الناجمة عن استخدام الفولتارين أن يتوجه الشخص إلى الطبيب المختصّ على الفور، بالأخصّ إن لوحظت علامات هذا التحسس ضمن الجلدِ كحدوث التقشر أو تغير اللون، أو تمت ملاحظتها كإحدى علامات النوبة القلبية أو السكتة الدماغيّة،[١٤] وفي الآتي قائمةٌ بأكثر آثار الفولتارين شيوعًا، وكيف يمكن التعامل معها منزليًا:


  • عسر الهضم:[١٤] يمكن الحفاظ على شرب 8 أكواب يومية من الماء وتجنب الاستلقاء لتجنّب هذه المشكلة.[١٥]
  • الإسهال:[١٤] يوصى عندئذٍ بتناول البروبيوتيك وإدراج الألياف الغذائية بالتدريج ضمن النظام الغذائيّ.[١٦]


  • الإمساك:[١٤] ينصح بممارسة التمارين الرياضيّة والإقبال على تناول القهوة، حيث تحفز هذه الإجراءات عضلات الجهاز الهضميّ.[١٧]
  • الحكّة:[١٤] يعمد المصاب عندئذٍ إلى تطبيق الكمادات الباردة على المنطقة لمدةِ 5-10 دقائق، مع الحفاظ على ترطيب الجلد.[١٨]


  • التعرّق:[١٤] يحتاج المصاب عندئذٍ إلى الاستحمام اليوميّ، وكما يمكن استخدام الصابون المضاد للبكتيريا.[١٩]
  • تورّم الأطراف:[١٤] عندما يحافظ المصاب على النشاط البدنيّ ورفع الأجزاء المصابة وتمسيدها بالمساج فإنه قد يقلل من التورم الحادث.[٢٠]
  • انسداد الأنف:[١٤] يفيد استخدام أجهزة استنشاق البخّار بالتزامن مع الكمادات الدافئة في تخفيف وطأة هذا الأثر على المصاب.[٢١]


يمكن التعامل مع بعضِ الآثار الجانبية للفولتارين ضمن المنزل وفقًا لإرشادات مقدم الرعاية الصحيّة، لكنّ هنالك عدّة أعراض تتطلب استشارة الطبيب الفورية، حيث تتمثل بتأثير الفولتارين على صحّة الفحوصات المخبرية أو ضغط الدم.[١٤]


موانع استخدام فولتارين

قد يلجأ الطبيب ضمن بعض الحالات إلى إعطاء جرعات صغيرةٍ من الفولتارين ومن ثمّ زيادة هذه الجرعات بالتدريج، وتفيد هذه الآلية في جعل الجسم يتقبّل استخدام الفولتارين وتجنبه حدوث ردود الفعل التحسسية،[٢٢] ولكنّ هنالك بعض الحالات التي تندرج كموانع تامةٍ لاستخدام الفولتارين،:[٢٣] وهي موضحةٌ كالآتي


  • حالات النزيف المعديّ، بالأخص التي يلاحظ ضمنها نزول دم مع البراز.[٢٣]
  • حالات التهاب المستقيم، إذ يوصى بتجنب استخدام تحاميل الفولتارين عندئذٍ.[٢٣]
  • حالات الحمل والرضاعة، حيث قد يرتبط استخدام الفولتارين بالتعرض للإجهاض والتأثير على الطفل.[٢٤]
  • حالات قرحة المعدة أو الأمعاء.[٢٣]
  • المصابون بمشاكل الكلى والكبد.[٢٣]
  • المصابون بالفشل القلبّي.[٢٣]
  • الخاضعون لعمليات فتح المجرى الجانبي للشريان التاجيّ.[٢٣]


هناك بعض الحالات التي يوصى ضمنها بتجنب استخدام الفولتارين، والتي يندرج ضمنها الحمل أو الإصابة بالبواسير، وكما قد يعمد الطبيب إلى تأجيل استخدام الفولتارين في حال وجود التهابٍ حديث، وذلك كي لا يقوم الفولتارين بإخفاء أعراض الالتهاب.[٢٤]


التفاعلات الدوائية مع فولتارين

إن استخدام الفولتارين بالتزامنِ مع تناول أدويةٍ أو أطعمة معينة قد يتسبب بتداخلات دوائية وتفاعلات تؤثر على صحة الجسم، وهذا ما يجب إخبار الطبيب بهِ قبل المباشرة باستخدام الفولتارين، حيث تتلخص التفاعلات الدوائية مع الفولتارين بالقائمة الآتية:[١٣]


  • الأسبرين.
  • الوارفارين.
  • الديجوكسين.
  • الليثيوم.
  • الميتفورمين.
  • الميثوتركسيت.
  • سيكلوسبورين.
  • تريميثوبريم.
  • الريفامبيسين.
  • الفينيتوين.
  • سولفينبيرازون.
  • الكورتيكوستيرويد.


لا يناسب الفولتارين مرضى الربو، ويوصى دائمًا بمراجعة الطبيب المختصّ قبل استخدام أي دواء، حتّى وإن كان يصرف دون وصفة طبية، حيث إن الفولتارين واحدٌ من هذه الأدوية، لكنّه يتعارض مع عدّة أدوية تتمثل بمدّرات البول، المضادات الحيويّة ومثبطات مستقبلات بيتا،[١٣]ويوصى كذلك بتجنب تناوله مع الأطعمة الحارة أو الكحول.[٢٥]

المراجع

  1. "Voltaren Rapid 25 Tablets", www.voltaren.com.au, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  2. "Annual Report 2019", www.gsk.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  3. "Everyday Pain Relief: Asthma", www.webmd.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  4. "Voltaren (diclofenac) Disease Interactions", www.drugs.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  5. "Voltaren", www.news-medical.net, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "VOLTAREN", /www.rxlist.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  7. "Asthma and Anaphylaxis", www.allergy.org.a, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  8. "Risk of asthma exacerbation associated with nonsteroidal anti-inflammatory drugs in childhood asthma", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  9. "Risk of asthma exacerbation associated with nonsteroidal anti-inflammatory drugs in childhood asthma", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  10. "Systematic review of prevalence of aspirin induced asthma and its implications for clinical practice", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  11. "Use of diclofenac in children with asthma", WWW.associationofanaesthetists-publications.onlinelibrary.wiley.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث "Everyday Pain Relief: Asthma", www.webmd.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت "VOLTAREN", www.medsafe.govt.nz, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Voltaren ", www.drugs.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  15. "Home and natural remedies for upset stomach", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  16. "Diarrhea", www.mayoclinic.org, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  17. "13 home remedies for constipation", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  18. "How to relieve itching", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  19. "Excessive Sweating: Treatment Tips", www.webmd.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  20. "Edema", www.mayoclinic.org, Retrieved 11/5/2021.
  21. "10 tips for getting rid of a stuffy nose", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  22. "Everyday Pain Relief: Asthma", www.medicinenet.com, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  23. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Voltaren Tablets and Suppositories", www.nps.org.au, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  24. ^ أ ب "VOLTAREN", www.medsafe.govt.nz, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  25. "Diclofenac", www.nhs.uk, Retrieved 11/5/2021. Edited.
6515 مشاهدة
للأعلى للسفل
×