في رثآء حمزه بن عبدالطلب

كتابة:
في رثآء حمزه بن عبدالطلب

قصيدة: بكت عيني وحق لها البكاء

وهذه القصيدة لـحسان بن ثابت، وفيما يلي نص القصيدة:[١]

بَكَت عَيني وَحَقَّ لَها بُكاها

وَما يُغني البُكاءُ وَلا العَويلُ

عَلى أَسَدِ الإِلَهِ غَداةَ قالوا

أَحَمزَةُ ذَلِكَ الرَجُلُ القَتيلُ

أُصيبَ المُسلِمونَ بِهِ جَميعاً

هُناكَ وَقَد أُصيبَ بِهِ الرَسولُ

أَبا يَعلى لَكَ الأَركانُ هُدَّت

وَأَنتَ الماجِدُ البَرُّ الوَصولُ

عَلَيكَ سَلامُ رَبِّكَ في جِنانٍ

مُخالِطُها نَعيمٌ لا يَزولُ

قصيدة: هل تعرف الدار عفا رسمها

وهذه القصيدة للشاعر حسان بن ثابت، وفيما يأتي نص القصيدة: هَل تَعرِفُ الدارَ عَفا رَسمَها

بَعدَكَ صَوبُ المُسبِلِ الهاطِلِ

بَينَ السَراديحِ فَأُدمانَةٍ

فَمَدفَعِ الرَوحاءِ في حائِلِ

سَأَلتُها عَن ذاكَ فَاِستَعجَمَت

لَم تَدرِ ما مَرجوعَةُ السائِلِ

دَع عَنكَ داراً قَد عَفا رَسمُها

وَاِبكِ عَلى حَمزَةَ ذي النائِلِ

أَلمالِئِ الشيزى إِذا أَعصَفَت

غَبراءُ في ذي السَنَةِ الماحِلِ

التارِكِ القِرنَ لَدى قِرنِهِ

يَعثُرُ في ذي الخُرُصِ الذابِلِ

وَاللابِسِ الخَيلَ إِذا أَحجَمَت

كَاللَيثِ في غاباتِهِ الباسِلِ

أَبيَضُ في الذَروَةِ مِن هاشِمٍ

لَم يَمرِ دونَ الحَقِّ بِالباطِلِ

ما لِشَهيدٍ بَينَ أَرماحِكُم

شَلَّت يَدا وَحشِيِّ مِن قاتِلِ

إِنَّ اِمرَأً غودِرَ في أَلَّةٍ

مَطرورَةٍ مارِنَةِ العامِلِ

أَظلَمَتِ الأَرضُ لِفِقدانِهِ

وَاِسوَدَّ نورُ القَمَرِ الناصِلِ

صَلى عَلَيكَ اللَهُ في جَنَّةٍ

عالِيَةٍ مُكرَمَةِ الداخِلِ

كُنّا نَرى حَمزَةَ حِرزًا لَنا

مِن كُلِّ أَمرٍ نابَنا نازِلِ

وَكانَ في الإِسلامِ ذا تُدرَءٍ

لَم يَكُ بِالواني وَلا الخاذِلِ

لا تَفرَحي يا هِندُ وَاِستَحلِبي

دَمعًا وَأَذري عَبرَةَ الثاكِلِ

وَاِبكي عَلى عُتبَةَ إِذ قَطَّهُ

بِالسَيفِ تَحتَ الرَهَجِ الجائِلِ

إِذ خَرَّ في مَشيَخَةٍ مِنكُمُ

مِن كُلِّ عاتٍ قَلبُهُ جاهِلِ

أَرداهُمُ حَمزَةُ في أُسرَةٍ

يَمشونَ تَحتَ الحَلَقِ الذائِلِ

غَداةَ جِبريلُ وَزيرٌ لَهُ

نِعمَ وَزيرُ الفارِسِ الحامِلِ[٢]

قصيدة: طرقت همومك فالرقاد مسهد

وهذه القصيدة للشاعر كعب بن مالك، وفيما يأتي نص القصيدة:[٣]

طرقَتْ هُمومُكَ فالرقادُ مسهَّدُ

وَجَزِعْتُ أَنْ سُلِخَ الشَّبابُ الأَغْيَدُ

وَدَعَتْ فؤادَكَ للهَوَى ضمْريَّةٌ

فهواكَ غوريٌّ وصَحْبُكَ مُنْجِدُ

فدَعِ التَّمادِيَ في الغَوايَةِ سادِرًا

قَدْ كُنْتَ في طَلَبِ الغَوايَةِ تُفْنَدُ

وَلَقَدْ أَنَى لَكَ أنْ تناهَى طائِعًا

أو تَسْتَفيقَ إذا نهاكَ المْرشِدُ

وَلَقَدْ هُدِدْتُ لفَقْدِ حَمْزَةَ هُدَّةً

ظَلَّتْ بَناتْ الجَوْفِ مِنْها تَرْعُدُ

وَلَوَ أنَّهُ فَجِعَتْ حِراءُ بمِثْلِهِ

لَرَأَيْتَ رأسَي صَخْرِها يَتَبَدَّدُ

قَرْمٌ تَمَكَّنَ في ذُؤابَةِ هاشِمٍ

حَيْثُ النُّبُوَّةُ والنَّدَى والسُّؤْدُدُ

والعاقِرُ الكُومَ الجِلادَ إذا غَدَتْ

ريحٌ يكادُ الماءُ مِنها يُجْمُدُ

والتارِكُ القِرْنَ الكَميَّ مُجَدَّلاً

يَوْمَ الكَرِيهَةِ والقَنا يَتَقَصَّدُ

وتَراهُ يَرْفُلُ في الحديدِ كَأَنَّهُ

ذُو لِبْدَةٍ شَثْنُ البراثِنِ أَرْبَدُ

عَمُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ وَصَفِيُّهُ

وَردَ الحِمامَ فطابَ ذاكَ المَوْرِدُ

وَأَتَى المَنِيَّةَ مُعَلِماً في أُسْرَةٍ

نَصَرُوا النبيَّ ومِنْهُمُ المسْتَشْهِدُ

ولَقَدْ إخالُ بذاكَ هِنْداً بُشِّرَتْ

لتُميتَ داخِلَ غُصَّةٍ لا تَبْرُدُ

مِمّا صَبَحْنَا بالعَقَنْقَلِ قَوْمَها

يومًا تَغيَّبَ فيهِ عَنْها الأَسْعَدُ

وبِبِئرِ بَدْرٍ إذْ يَرُدُّ وُجُوهَهُمْ

جِبْريلُ تَحْتَ لوائِنا وَمُحَمَّدُ

حَتَّى رأيتُ لَدَى النَّبيِّ سَراتَهُمْ

قِسْمَيْنِ يَقتُلُ مَنْ نَشاء وَيطْرُدُ

فأقامَ بالعَطَنِ المُعَطَّنِ مِنْهُمُ

سَبْعون عتبةُ مِنْهمُ والأسْوَدُ

وابنُ المغيرَةِ قَدْ ضَرَبْنا ضَرْبَةً

فوقَ الوريدِ لها رَشاشٌ مُزْبِدُ

وَأُيَّةُ الجُمَحيُّ قَوَّمَ مَيْلَهُ

عَضْبٌ بأيدي المؤمنينَ مُهَنَّدُ

فأتاكَ فَلُّ المشرِكينَ كَأَنَّهُمْ

والخيلُ تَثْفُنُهمْ نَعامٌ شُرَّدُ

شتَّانَ مَنْ هُوَ في جَهَنَّمَ ثاويًا

أبدًا وَمَنْ هُوَ في الجِنانِ مخلَّدُ

المراجع

  1. "بكت عيني وحق لها البكاء"، الديوان.
  2. "هل تعرف الدار"، الديوان.
  3. "طرقت همومك"، الديوان.
5097 مشاهدة
للأعلى للسفل
×