فيروس الكبد

كتابة:
فيروس الكبد

الكبد

يُعدّ الكبد أكبر عضو في جسم الإنسان، ويوجد في الجهة اليمنى من أسفل القفص الصدري، وله دور مهم وأساسي في الحفاظ على صحة جسم الإنسان، ووظائفه تتضمّن تخزين العديد من العناصر والمواد المهمة للجسم؛ مثل: سكر الجلوكوز، والحديد، بالإضافة إلى تخزينه الفيتامينات، والأملاح المعدنية، وتصنيع البروتينات التي تُعدّ من أهم العناصر الضرورية لصحة الجسم، ويُفرِز عصارة تساعد الأمعاء في هضم المواد الغذائية، كما أنّها تقضي على الجراثيم الضارة في الجسم، ويتخلّص الكبد من السموم الموجودة في الطعام والأدوية، ويحلّل المُعقّد من المركبات التي تدخل الجسم. في بعض الأحيان يصاب الشخص بالتهابات في الكبد بسبب أنواع معينة من الفيروسات تؤثر في أدائه وظائفه، وفي هذا المقال يُسلّط الضوء على هذه الفيروسات والالتهابات التي تسببها.[١]

 

التهاب الكبد الفيروسي

هو تهيّج يضر بالكبد ويؤدي إلى حدوث خلل في وظائفه، وقد يشكل خطرًا كبيرًا قد يصل إلى الإصابة بتشمع فيه، كما هو واضح من اسم المرض (التهاب الكبد الفيروسي)، فالسبب وراء الإصابة به فيروس، ويُقسّم 5 أنواع مختلفة تبعًا لنوع الفيروس المسبب له؛ هي: (أ، و ب، و ج، و د، و ي). وفي ما يأتي توضيح لكلّ نوع على حدة:[٢]

  • التهاب الكبد أ؛ الذي يحدث نتيجة الإصابة بفيروس ينتقل من خلال تناول الطّعام أو شرب الماء أو البراز الذي تعرّض للتلوث من شخص مصاب به.
  • التهاب الكبد ب؛ الذي ينتقل من خلال ملامسة سوائل الجسم المُعدية؛ كالدّم، أو السّائل المنويّ، أو الإفرازات المهبلية، حيث أحدها ملوّث بالفيروس، كما ينتقل من خلال مشاركة إبر تعاطي المخدّرات أو مشاركة الأشياء الخاصة -كشفرات الحلاقة-، وتشير التّقديرات إلى أنّ عدد المصابين به يبلغ 350 مليون شخص في العالم، ومنهم 1.2 مليون في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • التهاب الكبد سي؛ إذ تتشابه طرق انتقاله مع طرق انتقال الفيروس ب، لكنّه أكثر انتشارًا من خلال الدّم، والإصابة به تتفشّى بشكل كبير في أمريكا.
  • التهاب الكبد د؛ هي حالة نادرة الحدوث.
  • التهاب الكبد ي؛ التهاب ينتقل من خلال الماء، وينتشر بشكل كبير في المناطق التي لا يتوفر فيها نظام صرف صحي جيّد.

 

أعراض التهاب الكبد

أعراض التهاب الكبد مختلفة وفقًا للفيروس المسبب له، لكن هناك مجموعة أعراض عامة مشتركة بين الأنواع الخمسة؛ وهي:[٣]

  • التعرض لاصفرار الجلد وبياض العين لدى المريض.
  • ارتفاع درجة حرارة المريض.
  • الشعور المستمر بالتعب والإرهاق.
  • الشعور بآلام متواصلة في العضلات.
  • الصداع الشديد الممتد.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور المستمر بالغثيان والتقيؤ المتكرر.
  • آلام شديدة في المعدة.
  • الإسهال المستمر.
  • تغيّر لون بول المريض ليصبح غامقًا.

 

أسباب التهاب الكبد الفيروسي

كما هي الأعراض تختلف حسب الفيروس المسبب، كذلك تختلف أسباب التهاب الفيروسي للكبد تبعًا لنوعه أيضًا، فعلى سبيل المثال، تتضمّن أسباب فيروس الكبد أ ما يأتي:[٤]

  • تناول المريض أطعمة ملوّثة بالفيروس المسبب.
  • شرب ماء ملوّث بالفيروس.
  • احتكاك مباشر بشخص مصاب.
  • ممارسة الجنس مع شخص مصاب.

يحدث التهاب الكبد ب نتيجة توفر مجموعة من الأسباب، ولعلّ من أهمها ما يأتي ذكره:[٥]

  • أ‌خذ عينة دم ملوّثة بهذا الفيروس.
  • ممارسة الجنس مع شخص مصاب.
  • حقن الجسم عن طريق استخدام إبر ملوّثة.
  • انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها خلال مرحلة الحمل.

أمّا عن التهاب الكبد سي فإنّ الإصابة به تنتج من عدد من الأسباب، ولعلّ من ضمنها مجموعة تتمثل في ما يأتي ذكره:[٦]

  • نقل عينة من الدم الملوّث بالفيروس.
  • الحقن بإبر ملوّثة.
  • الإصابة بعدوى جنسية، أو فيروس؛ كفيروس نقص المناعة البشرية.

يحدث التهاب الكبد د نتيجة الإصابة السّابقة بالتهاب الكبد ب؛ إذ لا يتكاثر الفيروس (د) من دون وجود النوع (ب)، أمّا عن النوع (ي) فقد يصيب الشخص نتيجة العيش في مناطق نظام الصّرف الصّحي فيها سيئ وينتقل من خلاله.  

علاج التهاب الكبد الفيروسي

تختلف طريقة العلاج المتبعة اعتمادًا على مسبب الإصابة بالمرض، وهناك مجموعة من الوسائل الخاصة بعلاج كلّ نوع من هذا الالتهاب، وهي مُلخّصة في ما يأتي ذكره:

  • علاج التهاب الكبد (أ)، لم يُكتشَف أيّ علاج دوائي خاص بالتهاب الكبد من النوع (أ)، لكن على المصاب به الحرص على أن ينفّذ بعض الأمور، ومنها: أخذ أكبر قسط من الراحة، والابتعاد عن تناول الأدوية، بالتّحديد الأودية المسكّنة للألم؛ كالباراسيتامول، والأدوية المضادة للتقيؤ، مع ضرورة شرب كميات كافية من السّوائل لتعويض السوائل المفقودة نتيجة الإسهال والتقيؤ، ومن المهم أيضًا أن يحتاط المريض حتى لا ينقل العدوى إلى غيره بألّا يتبادل أشياءه مع أشخاص آخرين، وأن يهتم بنظافة يديه وغسلهما بالماء والصابون باستمرار، وبشكل خاص بعد خروجه من الحمام، وعليه أن يبقى محافظًا على هذا الأسلوب لما لا يقل عن ثلاثة أسابيع منذ بداية ظهور أعراض المرض.[٤][٧]
  • علاج التهاب الكبد (ب)، صُنِعَ دواء خاص لعلاج المصاب به واسمه الإنترفيرون، الذي يُعدّ ذا فاعلية واضحة في سيطرته على الإصابة بهذا النوع، وهناك أدوية أخرى اكتُشِفت أثارها القوية منذ وقت قريب. وما زال العلماء في طور البحث عن أدوية جديدة لها قدرة على شفاء المرض بآثار جانبية أقلّ من الأدوية الأخرى.[٥]
  • علاج التهاب الكبد سي، يُفضّل لهذه الحالة استخدام دواء يُسمّى إنترفيرون ألفا بأخذ 3 حُقَن بشكل أسبوعي، بالإضافة إلى حبوب من دواء ريبافيرين لمدة تتراوح بين 6 -12 شهرًا.[٦]
  • علاج التهاب الكبد (د)، كما هي الحالة في النوع (ج) من التهاب الكبد الفيروسي، يُستخدَم دواء انترفيرون ألفا في علاج نوع (د) أيضًا بالتهاب، وهي حالة شديدة وخطيرة.[٨]
  • علاج التهاب الكبد ي، لم يُكتشَف أيّ علاج لالتهاب الكبد من النوع (ي)، وبالرغم من ذلك، فهو لا يُعدّ خطيرًا؛ لأنّه غالبًا ينمو إلى حدّ معيّن، ثم يوقف نموه بنفسه بشكل تلقائي، ويوصي الأطباء بتناول كميات كافية من السّوائل، والحصول على تغذية وراحة كافيتين، ومع ذلك، يستخدم الأطباء أدوية الريبافيرين أو أدوية بيجنترفيرون ألفا 2.[٩]


الوقاية من الإصابة بفيروس الكبد الوبائي

هناك مجموعة من الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها لتقي من الإصابة بالتهابات الكبد الفيروسية، أو تقلل من فرص حدوثها، ومن هذه الإجراءات ما يأتي[١٠]،[١١]:

  • الحفاظ على الأدوات الشخصية معقّمةً، وعدم استخدامها بواسطة أكثر من فرد، وعدم مشاركة استخدام الحقن.
  • المحافظة على النظافة العامّة، والحرص على غسل اليدين وتعقيمهما باستمرار.
  • تجنّب تناول الأطعمة غير المطبوخة، والأطعمة والمشروبات الملوثة.
  • التأكد من نظافة مصدر مياه الشرب.
  • الابتعاد عن العلاقات غير الشرعية المحرمة.
  • الابتعاد عن تناول الكحول، وتعاطي المخدرات.
  • فحص الدم، والتأكد من خلوّه من الأمراض قبل نقله إلى شخص آخر.
  • أخذ مطعومٍ ضد فيروسات الكبد.


المراجع

  1. Matthew Hoffman, MD (2019-5-18), "Picture of the Liver"، webmd, Retrieved 2019-10-17. Edited.
  2. April Kahn , Valencia Higuera (2017-5-9)، "Hepatitis"، healthline., Retrieved 2019-10-17. Edited.
  3. staff clevelandclinic (2015-5-22), "Hepatitis: Viral Hepatitis A, B, & C"، clevelandclinic, Retrieved 2019-10-17. Edited.
  4. ^ أ ب WHO staff (2019-7-9), "Hepatitis A"، WHO, Retrieved 2019-10-17. Edited.
  5. ^ أ ب staff mayo clinic (2018-5-16), "Hepatitis B"، mayoclinic, Retrieved 2019-10-17.
  6. ^ أ ب Michael W. Smith, MD (2019-8-23), "Hepatitis C and the Hep C Virus"، webmd, Retrieved 2019-10-17. Edited.
  7. "Hepatitis A", www.mayoclinic.org, Retrieved 1-11-2019. Edited.
  8. Beth Sissons (2019-6-31), "Hepatitis D: Everything you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-17. Edited.
  9. staff niddk.nih. (2017-6-), "Hepatitis E"، niddk.nih., Retrieved 2019-10-17. Edited.
  10. April Kahn,Valencia Higuera (2017-5-9)، "hepatitis"، www.healthline.com, Retrieved 2019-10-15. Edited.
  11. Adam Felman (2017-11-24), "What's to know about viral hepatitis?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-10-15. Edited.
2667 مشاهدة
للأعلى للسفل
×