محتويات
الخلافة الإسلاميّة ومبدأ الشّورى
بعد انتقال النّبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- إلى الرّفيق الأعلى فوجئ الكثير من الصّحابة والمسلمين بوفاته، وخصوصًا دون أن يحدّد خلفًا له من بعده، يدير شؤون الدّولة الفتيّة، إلّا أنّه كانت هناك إشارات إلى أحقّيّة الخلافة من بعده بأبي بكر الصّديق، ثمّ عمر بن الخطّاب، ثم عثمان بن عفّان، ثمّ عليّ بن أبي طالب –رضي الله عنهم أجمعين- أضف إلى ذلك البيان القرآني في كيفيّة اختيار الخليفة بطريقة المشاورة فيما بين الصّحابة الكرام، والاتّفاق على من يتابع طريق الدّعوة ونشر الدّين الجديد: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}.[١] وعلى من يتولّى أمرهم أن يكون قرشيًّا، ويشاورهم فيما يعرض له، {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}.[٢] وبعد هذا سيتمّ التّعرّف على قائمة دول الخلافة الإسلامية بالترتيب.[٣]
قائمة دول الخلافة الإسلامية بالترتيب
كما سبق ذهب عصر النّبوّة وبدأ عصر الخلافة وهو متابعة لعصر النّبوّة إلّا أنّه لم يعد هناك وحي سماويّ ولا نبيّ مرسل، وقد اكتمل كتاب الله بحجّة الوداع للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ}.[٤] فقد اكتمل الدّين، ورفعت الأقلام وجفّت الصّحف، وبدأ عصر جديد، وإن وقعت بعض الخلافات التي لا تذكر، ثمّ عاد الجميع إلى رشدهم، ونهج قرآنهم وسنّة نبيّهم -صلّى الله عليه وسلّم- وكانت قائمة دول الخلافة الإسلاميّة بالترتيب، على الشّكل الآتي:
الخلافة الرّاشدة
وتبدأ بعد وفاة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في السّنة الحادية عشرة للهجرة، وكان أوّل خليفة فيها أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- وآخر خليفة الحسن بن عليّ -رضي الله عنه- الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان سنة إحدى وأربعين للهجرة حقنًا لدماء المسلمين التي أريقت بين عليّ ومعاوية بسبب الفتنة، وسمّي بعام الجماعة، وسمّيت بالرّاشدة لأنّ العدل فيها كان شبيهًا بعدل النبوّة لقربها منه وقرب الخلفاء الرّاشدين من رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- ودامت حوالي إحدى وثلاثين عامًا تعاقب عليها خمسة خلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن رضي الله عنهم جميعًا.[٥]
الخلافة الأمويّة
وتبدأ بالخليفة معاوية بن أبي سفيان، عندما تنازل له الحسن بن علي عن الخلافة سنة إحدى وأربعين للهجرة حقنًا لدماء المسلمين؛ وعندما أصبح معاوية خليفة للمسلمين، كانت رقعة الدولة الإسلاميّة تقوم على شبه الجزيرة العربيّة، والشّام، والعراق، ومصر، وخراسان، وأمّا باقي الجهات التي وصلت إليها الجيوش الإسلامية فيما وراء تلك البلاد، فإنّها كانت تفتقر إلى الاستقرار، فاستؤنفت الفتوحات، وتحقّقت الانتصارات، وتوسعت رقعة الدّولة الإسلاميّة، دامت دولة الخلافة الأمويّة قرابة إحدى وتسعين سنة، تعاقب على الحكم فيها أربعة عشر خليفة أوّلهم معاوية بن أبي سفيان وآخرهم مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الذي توفي سنة مئة واثنتين وثلاثين للهجرة وبذلك تنتهي دولة الخلافة الأمويّة لتبدأ دولة الخلافة العبّاسيّة.[٦]
الخلافة العبّاسيّة
انتقلت الخلافة من بني أميّة إلى بني العباس عنوة، وبعد سفك دماء كثيرة، خلال ثورة بني العبّاس على الأمويين، فقتلوا الخليفة وآلـ بيته، ولم يُبقوا على أحد إلّا من فرّ بنفسه، ودخل أبو العباس عبد الله بن محمد الكوفة، وبويع في مسجدها، وألقى خطابًا في أهل الكوفة، بيّن فيه حقهم في الخلافة، فكان هو الخليفة الأوّل في دولة بني العبّاس، ولقّب بالسّفاح إمّا لكثرة أعطياته أولسفكه دماء كثيرة، وقد انقسم حكم بني العبّاس إلى عصرين: العصر العبّاسيّ الأوّل وهو عصر قوّة وازدهار، بدأ بالخليفة أبي العبّاس السّفاح، وانتهى بمقتل المتوكّل، ودام حوالي مئة وأربعة عشر عامًا، والعصر العبّاسي الثّاني وهو عصر ضعف وانهيار وانقسام وتفكّك وحكم بالقوّة، حيث تفككت دولة الخلافة إلى دويلات، أقام العديد منها دول خلافة، مثل، الدولة الفاطميّة في مصر، ودولة بني أميّة في الأندلس وغيرها دول عديدة، حتّى جاء العصر العثمانيّ.[٧]
الخلافة العثمانيّة
نشأت سنة ستمئة وتسعة وتسعين للهجرة، وسمّيت بذلك نسبة إلى مؤسس الإمبراطورية الأمير عثمان، دامت حوالي ستمئة سنة، تميّزت السّنوات المئتين الأولى من الحكم العثماني بغزوات وانتصارات، وتوحيد الأمّة الإسلاميّة تحت راية واحدة، بعد أن كانت مفكّكة لدويلات، وتحوّلت مدينة القسطنطينية إلى مركز ثقافيّ وحضاريّ، ثمّ تحوّلت إلى مرحلة جمود وضعف، ثمّ إلى مرحلة تفكّك وانهيار، وكان ذلك في عهد السّلطان عبد الحميد الثّاني سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة وألف للهجرة ويقابلها سنة اثنتين وعشرين وتسعمئة وألفٍ للميلاد، وبهذا التّاريخ تكون قد غابت شمس الخلافة الاسلاميّة إلى أن يشاء الله أنْ تُشرق من جديد، هذه قائمة دول الخلافة الإسلامية بالترتيب. [٨]
أسباب سقوط الخلافة العثمانيّة
إنّ الدّولة العثمانيّة في أوّل عهدها كانت ملتزمة بشرع الله في كلّ صغيرة وكبيرة، كما أنّها كانت ملتزمة بمنهج القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة الشّريفة خلال مسيرتها الدّعويّة والجهاديّة، أمّا أواخر عهدها فقد انحرفت وابتعدت عن تحكيم شرع الله تعالى الذي جلب للأفراد والأمّة تعاسة في الدّنيا وضنكًا في العيش، وإنّ آثار الابتعاد عن شرع الله الذ كانت ملتزمة فيه لتبدو على الحياة، في وجهتتها الدّينيّة والسّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، ومن أسباب السّقوط:[٩]
- الابتعاد عن منهج القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة.
- عدم اعتماد الإسلام مصرًا أساسيًّا للتّشريع.
- التّخلّف العلميّ والثّقافيّ.
- اتّساع رقعة الدّولة دون القدرة على حمايتها كاملة.
- توالي الحروب الصّليبية على الدّولة.
- اكتفاء العثمانيّين بجمع الخراج من البلاد المفتوحة دون الوقوف على حاجات النّاس.
- التّمرّد الدّخلي والحركات الانفصاليّة.
- تآمر الدول الأوروبية على الدولة العثمانية في أواخر عهدها بسبب الضّعف والوهن الذي أصابها.
- عدم قيادة أغلب السّلاطين العثمانيّين بعد عهود المجد والقوّة الجيوش بأنفسهم بسبب ما أصابهم من الغرور.
- الجيش الانكشاريّ الذي كان رمز القوّة في معارك العثمانيّين، أصبح رمزًا للضّعف والوهن آخر عهدها.
- غياب السّلاطين وعدم ممارستهم السّلطة بأنفسهم واستلام أمور الدّولة من غير الأكفاء من النّاس.
- زواج السّلاطين بالأجنبيات، وسيطرتهنّ على عواطف أزواجهنّ وتحكّمهنّ بسياسة بلادهنّ وبمقدّراتها.
- سريان عادة القتل من قبل السّلطان لمن يهدّد عرشه من إخوته أو أولاده، ممّا أدّى إلى تفكّك روابط الأسرة السّلطانيّة.
- خيانة الوزراء الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر.
- تبذير السّلاطين الفاحش الذي كان يفوق أحيانًا ثلث واردات الدّولة.
- تراكم الدّيونالتي اقترضوها من الدّول الأوربيّة.
المراجع
- ↑ سورة الشورى، آية: 38.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 159.
- ↑ "الخلافة الإسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 3.
- ↑ "الخلافة الراشدة"، www.wikiwand.com/ar، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "قيام الدولة الأمويّة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "عباسيون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "الدولة العثمانية المجهولة"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسباب سقوط الدّولة العثمانيّة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-06-2019. بتصرّف.