قدرة الله في الحيوان

كتابة:
قدرة الله في الحيوان

قدرة الله في الحيوان

خلق الله عز وجل الإنسان، وخلق حوله مخلوقات أخرى من الحيوانات التي تسبح في البحار، أو تحلق في السماء، أو تمشي على الأرض، وجميع هذه الحيوانات تنتمي إلى قبائل وأمم، ولها أشكال وألوان مختلفة، وهي أنواع وأجناس، كما أنها لا تعد ولا تحصى، قال الله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].


كل شيء في خلق الحيوانات فيه دلالة عظيمة على قدرة الله عز وجل، ففي خلقها إعجاز في النمو والتكاثر والولادة، والتصرفات وطريقة الحياة، ومن عظمته أنه تدبَّرَ أمر خلقها، فهو الرازق الذي يتولى شأنها من طعام، وشراب، وعلاج، ونماء، وبركة، وكلها بإذنه تطيعه وتسجد له، وتسبح بحمده حتى يأتيها أجلها. 


قدرة الله في تناسل الحيوانات

الأنعام

يقول الله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) [يس: 71-73]، جميع الأنعام من إبل وبقر وغنم ومعز هي مخلوقات حيوانية خُلِقَت من أجل منفعة الإنسان وإفادته، فسبحان الله الذي سخرها للإنسان ليأكل لحومها، ويشرب لبنها، ويلبس صوفها.


ومن عظيم قدرته أنَّه جعل فيها البركة والنماء على الرغم من قلة نسلها وعدم ولادتها أكثر من مولود واحد في السنة، فهي مع قلتها وكثرة من يأكل لحمها ويشرب شرابها من الإنسان إلا أنها تبقى من أكثر الحيوانات وجوداً على سطح الأرض.


النسور

من حكمة الله عزوجل أنَّه ميَّز تناسل النسور عن غيرها من الحيوانات الطائرة، فهي قليلة البيض والفراخ مقارنة مع العصافير التي تبيض وتلد باستمرار، فلو كان تناسلها كالعصافير أو الحمام لقضت على جميع الطيور، وحرمت البشر من الانتفاع منها بسبب العمر المديد الذي وهبه الله لها.


الذباب

من حكمة الله أنّ الذباب لا يعيش إلا أسبوعين تقريباً على الرغم من أن الذبابة الواحدة تبيض في الدورة الواحدة مئات الألوف، لأنها لو عاشت أشهر أو سنوات ستغطي القرى والدور والأجسام، وستأكل الطعام، وتزيد الأمراض والأضرار.


قدرة الله في خلق الحيوانات

وسيلة الهروب من الأعداء

وهب الله الحيوانات سمات وخصائص تميّزها عن غيرها، وتخدمها للدفاع عن نفسها أو الحصول على غذائها، فالأفاعي الصغيرة لديها القدرة على الهرب من أعدائها بسرعة كبيرة حفاظاً على نفسها من المخاطر، والضباع مزودة بسرعة الجري والقفز، والطيور الجارحة لها مخالب ومناقير لتمزيق اللحوم بسهولة، والظباء لها قدرة كبيرة على الجري والقفز.


وسيلة الحصول على الطعام

الأنعام: كل حيوان له وسيلة يحصل بها على طعامه، فمنها ما يعيش على النبات والحبوب؛ كالأنعام لذلك جعل الله أجهزتها الهاضمة قادرة على هضم وامتصاص وتحليل الأعشاب والحبوب التي تتناولها، فميَّزها الله بأفواه واسعة نسبياً، وخالية من الأنياب القوية والأضراس الصلبة، وجعل لها أسناناً قاضمة وقاطعة حتى تتمكن من أكل الحشائش بسرعة، وبلعها دفعة واحدة.


الحيوانات الكاسرة: الحيوانات الكاسرة والسباع الضارية؛ أي الأسود، والنمور، والذئاب التي تأكل اللحوم ولا غذاء لها إلا ما تفترسه من كائنات حية بعد مهاجمتها والقضاء عليها فقد منحها الله أنياباً قاطعة، وأضراساً صلبة، وأسناناً حادة، وعضلات قوية، ومخالب حادة حتى تتمكن من الاستيلاء على فريستها، كما زودَّها الله في معدتها بأحماض مساعدة لها في عملية هضم الغذاء.


الطيور الجارحة: للطيور الجارحة كالبوم والصقر منقار مقوس وحاد لتمزيق اللحوم، بينما تتميز مناقير الأوز والبط بأنها عريضة، ومنبسطة، ومفلطحة، ومناسبة للبحث عن الغذاء في الطين والماء، كما توجد على جانب مناقيرها زوائد صغيرة؛ كالأسنان حتى تساعدها على تقطيع الأعشاب، أما منقار البجعة فهو طويل، ويمتد منه كيس كالشبكة حتى يلتقط السمك.

4971 مشاهدة
للأعلى للسفل
×