قراءات القران الكريم

كتابة:
قراءات القران الكريم

القرآن الكريم

كتاب الله -سبحانه وتعالى- الذي أنزله على عبده ونبيه محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- بلسان عربي فصيح معجزة باقية تحدَّى بها أهل الفصاحة والبيان، وحاشى لله أن يضاهي كلامَه كلامٌ في الفصاحة والبلاغة والبيان، وقد نزل القرآن الكريم على قلب رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في ليلة القدر، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}[١]، وجعل في القرآن الكريم كلَّ ما يحتاج المرء من قوانين وأحكام وتشريعات وحدود تنظم شؤون حياة الشعوب، وجعل لقارئه أجرًا وثوابًا عظيمًا وقد وردَ القرآن الكريم عن رسول الله بقراءات متعددة تختلف في اللفظ وتتفق بالمعنى، وفيما يأتي حديث عن قراءات القرآن الكريم كاملة.

تاريخ قراءات القرآن الكريم

نزل كتاب الله تعالى على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بسبع حروف، وهذه الحروف لا تختلف في الكتابة فقط، بل تختلف في النطق والتشكيل وعلامات الوقف وغير ذلك، وقد اختلفت هذه القراءات لاختلاف لهجات العرب، فكانت قراءات القرآن الكريم تتوافق مع كلِّ لهجات العرب في الجزيرة العربية آنذاك، وعندما جمع الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- القرآن الكريم، جمعه على شكل واحد بينما اختلف القراءات فكانت بداية سبع قراءات ثمَّ أصبحت عشرة، وكلُّها جاءت عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- ونقلها الصحابة -رضوان الله عليهم-، وقد ذكر القرآن الكريم في آياته أنَّه نزل بلسان عربي مبين، وهذا لأنَّ العرب لا تختلف باللغة وإنَّما تختلف بالقليل من الكلمات، وجدير بالذكر إنّه لا خلاف ولا حرج في أن يقرأ الإنسان القرآن الكريم بأي قراءة شاء من قراءات القرآن الكريم، فقد روى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "إنَّ هذا القُرآنَ أُنزِلَ على سَبعةِ أحرُفٍ، فأيَّ ذلك قَرَأْتم فقد أصَبْتم.."[٢]، لذلك نقل الناس القراءات كلها واختص بعض الصحابة والتابعين بتعليمها، فنُسب أسماء القراءات إلى معلميها الأوائل ليس لاختراعهم إياها بل لنقلهم هذه القراءات حرفيًا، والله أعلم.[٣]

قراءات القرآن الكريم

في الحديث عن قراءات القرآن الكريم جدير بالذكر بداية إنَّه ثبت في صحيح السنة النبوية المباركة عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ علَى حَرْفٍ فَراجَعْتُهُ، فَلَمْ أزَلْ أسْتَزِيدُهُ ويَزِيدُنِي حتَّى انْتَهَى إلى سَبْعَةِ أحْرُفٍ"[٤]، وبناء على هذا الحديث يعتقد بعض الناس أنَّ عدد قراءات القرآن الكريم سبع قراءات وأنَّ كلَّ حرف من الحروف السبعة هو بمثابة قراءة، وهذا خطأ، ولكن الراجح أنَّ أهل العلم جمعوا سبع قراءات كاملة للقرآن الكريم ثمَّ أضافوا عليها ثلاث قراءاتٍ أخرى، وقراءات القرآن الكريم العشر كما وردت مع اسماء رواتها بالترتيب هي:[٥]

  • رواية نافع: واسمه أبو رؤيم، كان قارئًا في المدينة وهو من تابعي التابعين وقد توفي في المدينة سنة 196هـ.
  • رواية ابن كثير: وهو عبد الله بن كثير وكان قارئًا في مكة المكرمة وهو من التابعين، توفي في مكة سنة 120هـ.
  • رواية أبي عمرو: وهو أبو عمرو بن العلاء البصري المتوفَّى في الكوفة في العراق سنة 154هـ.
  • رواية ابن عامر: وهو عبد الله بن عامر، من التابعين، عاش في دمشق ومات فيها سنة 118هـ.
  • رواية عاصم بن أبي النجود: وهو من التابعين من قرَّاء الكوفة، توفي فيها سنة 128هـ.
  • رواية حمزة: وهو حمزر بن حبيب الزيات، قارئ من قارئي الكوفة، توفي سنة 156هـ.
  • رواية الكسائي: وهو علي بن حمزة النحوي، واحد من قراء الكوفة أيضًا، توفي سنة 189هـ.
  • رواية أبو جعفر يزيد بن القعقاع: وهو من التابعين، توفي في المدينة سنة 128هـ.
  • رواية يعقوب: وهو يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، توفي في البصرة سنة 205هـ.
  • رواية خلف: وهو خلف بن هشام البزار البغدادي، توفي في بغداد سنة 229هـ.

أصح القراءات من حيث قوة التواتر

تختلف قراءات القرآن الكريم من حيث القوة في التواتر، فأقوى القراءات العشر تواترًا هي قراءة نافع، ثمَّ تأتي بعدها قراءة ابن عامر وقراءة ابن كثير، وجدير بالقول إنّ بعض القراءات اختلف فيها الناس، فذمَّ بعض الناس قراءة حمزة وما خرج منها من فروع، ويعتقد بعض الناس أيضًا أنَّ انتشار قراءة حفص بن عاصم في الوقت الحالي هو دليل على أنَّها أصح قراءات القرآن الكريم ولكنَّ الصحيح أنّ قراءة حفص بن عاصم لم تكن منتشرة كحالها الآن، وإنَّما في القديم كانت قراءة أبي عمرو وقراءة نافع الأكثر انتشارًا في العالم الإسلامي، ثمَّ بعد وصول الحكم العثماني اعتمدت قراءة حفص بن عاصم، والله أعلم.[٦]

فضل قراءة القرآن الكريم

تعتبر قراءة كلمات الله تعالى من أعظم الأعمال التي توجب الأجر والثواب من الله -سبحانه وتعالى-، وقد حثَّ الشرع المسلمين جميعًا على قراءة القرآن الكريم، صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وذكرهم وأنثاهم، لأنَّ كتاب الله طريق هداية وصلاح، قال تعالى في سورة الإسراء: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}[٧]، وروى أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: "اقرؤوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابِه.."[٨]، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "من قرأ حرفًا من القرآنِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها"[٩]، ففي كلِّ حرف أجر وثواب من الله -جلَّ وعلَا-، والله تعالى أعلم.[١٠]

المراجع

  1. سورة القدر، آية: 1-2.
  2. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم: 17821، صحيح.
  3. "القراءات العشر"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4991، صحيح.
  5. "القراء العشرة ورواتهم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
  6. "روايات القرآن الكريم"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
  7. سورة الإسراء، آية: 9.
  8. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 1165، صحيح.
  9. رواه ابن باز، في مجموع فتاوى ابن باز، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 381 /24، إسناده صحيح.
  10. "فضل قراءة القرآن وتعلمه"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 21-05-2019. بتصرّف.
4327 مشاهدة
للأعلى للسفل
×