قراءة رواية الجانب المظلم

كتابة:
قراءة رواية الجانب المظلم


قراءة رواية الجانب المظلم

رواية الجانب المظلم هي رواية للكاتب محمد عصمت، مزج فيها بين الواقع والفانتازيا، واستطاع من خلالها أن يصيب القارئ بمشاعر مختلطة، فتارة يصاب القارئ بالتعاطف، وتارة بالخوف وأخرى بالكره، ومن براعة أسلوبه ووصفه الدقيق في الرواية، فإن القارئ يمكنه أن يتخيل الأحداث كما لو كان يراها أمام عينيه.[١]


ويمكن قراءة ونقد رواية الجانب المظلم من خلال النقاط الآتية:[١]

اللغة والسرد

استخدم عصمت في روايته مزيج لطيف من السرد والحوار باللغة العربية الفصحى التي تتخللها الكلمات العامية، ويمكننا القول أن الرواية في العموم كانت ذا لغة سهلة وسلسة، لكنها قوية ومنمقة في نفس الوقت.[١]

الحبكة

تبدأ رواية الجانب المظلم بظهور الدرويش وتنتهي بظهوره، وبين البداية والنهاية يبقى هناك جانب مظلم لا نعرف عنه شيئًا، ولا يربط شخصيات الرواية الأخرى التي ظهرت فيها إلا أنهم يقيمون في نفس المكان أو الحارة، وتبدأ حبكة الرواية حين تشاهد الشخصيات واقعة معينة، ويؤثرون الكتمان على الحديث والمصارحة.[١]


لكنهم لا يعلمون أنه من المقدر لهم الالتقاء ثانية مجبرين لا بإرادتهم ورغبتهم، وتسلسل حدوث هذه الأحداث كان شيق بدرجة كبيرة، وهذا ما جعل الحبكة رائعة ومميزة، وأكثر ما يميز الحبكة هو المشاعر المختلطة التي تبدأ بالتعاطف نحو الشخصيات، ثم لا يلبث هذا التعاطف أن يتلاشى تدريجيًا خلال الأحداث.[١]

الشخصيات

في الرواية يطرح الكاتب الشخصية ويفصلها بطريقة رائعة، ويبين من خلال كل شخصية فيها أن لكل منها جانب مظلم، لذا لن يخطر على بال القارئ أن الشخصية التي يتعاطف معها في لحظة مؤثرة، أن تكون هي الشخصية الأكثر شرًا وشراسة، وأن الشخصية التي يكون كارهًا لها ناقمًا عليها هي الأكثر رحمة ورفقًا بالضعفاء.[١]


لكن سيعلم القارئ في النهاية أن لكل شخصية منهم جانبها المظلم الذي لا يظهر إلا في اللحظة التي ستحدد مصيرها.[١]

الإسقاط

هناك بعض الإسقاطات الخفية في الرواية، والتي يسلط بها الكاتب الضوء على أنواع مختلفة من الفساد، سواء الأخلاقي أو الأسري أو الوظيفي والمؤسسي، من خلال طرح وسرد العديد من المواقف التي يمكن أن تكون للبعض عابرة، لكنها تعد سبب حتمي ورئيسي في توجيه محور الأحداث بهذا الشكل.[١]

الوصف

وصف الكاتب للمشاعر كان مميزًا للغاية في الرواية، كما أنه برع في وصف التأثيرات الفيسيولوجية على كل شخصية فيها، وهذا ما جعل المشاهد سهلة التخيل كأنها ترى أمام القارئ، كما أن وصف الأحداث نفسه كان دقيقًا للغاية، بحيث يشعر القارئ أنه بداخل المشهد بالفعل.[١]

النهاية

كان لدى بعض القراء تعليقات واستفسارات حول النهاية، إذ إنهم استنكروا عدم رجوع الأبطال لمنازلهم على الرغم من الأهوال التي تظهر ليلًا، ومن جانب آخر يصفون النهاية بأنها قاسية.[١]


كما استنكر بعض القراء عدم معاقبة بسنت بطريقة جدية في النهاية، على الرغم من أنه من المفترض أن يظهر أن الجزاء من جنس العمل، ويتساءل البعض لما حكم الكاتب على الشخصيات بالموت وكأن إمكانية إعطائهم فرصة أخرى للتكفير عن ذنبهم كان أمرًا غير ممكن.[١]


اقتباسات من رواية الجانب المظلم

هناك العديد من العبارات المميزة التي ذكرت في رواية الجانب المظلم، والتي يمكن تسليط الضوء على أقوى الاقتباسات منها فيما يأتي:

  • "مضى الدرويش متمهلًا حتى وقف في منتصف الحارة تقريبًا وهو يرفع يديه للسماء ببطء: (يا رب ليه أمهلت مفسد كهذا الضو؟!)".[٢]
  • "كانت الحارة ساكنة ساكتة إلى أن ظهر الدرويش على أولها، بخطوات بطيئة واثقة ظهر يطوي الأرض طيًا كأنه ملكها، ناظرته كلاب الحارة للحظات قبل أن تترك القمامة لشأنها وتفر هاربة من أمامه بفزع".[٣]
  • "لكن أحيانًا يقسو القدر علينا فيعطينا دور البطولة في الشقاء والتعب، ويخفي علينا الفرح والهناء خلف ستار المسرح".[٤]





المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "الجانب المظلم"، جود ريدس، اطّلع عليه بتاريخ 1/3/2022. بتصرّف.
  2. محمد عصمت، الجانب المظلم، صفحة 17.
  3. محمد عصمت، الجانب المظلم، صفحة 15.
  4. محمد عصمت، الجانب المظلم، صفحة 21.
3955 مشاهدة
للأعلى للسفل
×