محتويات
قراءة في رواية الفرسان الثلاث
تعدّ هذه الرواية من روائع الأدب الفرنسي، وذلك لكونها اكتسبت شهرةً واسعة في الأوساط العالمية، فقد ترجمت هذه الرواية لغير قليل من اللغات، وأثارت اهتمام القراء بوصفها تتحدث عن عالم الفروسية في الدولة الفرنسية، وكيفية حياة الفرسان ومبادئهم، وقد امتدت شهرتها إلى يومنا هذا فهي تعدّ أنموذجًا على النزعة الرومانسية في الرواية، التي أنتهت بمجرد ظهور الواقعية.[١]
أحداث رواية الفرسان الثلاثة
تبدأ أحداث هذه الرواية مع بطلها دارتنيان، وهو متوجه إلى باريس قاصدًا خدمة الملك الفرنسي لويس الثالث عشر، فاتجه إلى صديق والده تريفيل الذي يعد قائد حرس الملك الفنرسي، لكنه يفقد في الرحلة رسالة التوصية التي كتبها والده، ومع ذلك يرسل تريفيل دارتنيان إلى المدرسة العسكرية لكونه صغير السن، وذلك بعد مبارزته لرجل غريب استطاع التغلب عليه وسرقتها.[٢]
ونجد أن دارتنيان يصدم مع فارسين هما أتوس، وبورتوس في أثناء محاولته القبض على السارق الذي سرق رسالة توصية والده، ويتفق معه على اللقاء في مبارزة كل منهما على حدة، لكنهما يأتيان في الوقت نفسه، ومعهم صديقهم الثالث أراميس، وقبل أن تبدأ المبارزة يصدم الفرسان الثلاثة ودارتنيان مع حرس الكاردينال فتتوقف مبارزته مع الفرسان الثلاثة ليتحول لحليف معهم ضد فرسان الكاردينال الذين يقتلون على أيديهم، ليصبح دارتنيال صديقًا لهم، وثم نراهم يقدمونه للملك الفرنسي.[٣]
ومن ثم نرى أنّ الأحداث تتوجه لتدور حول شخصية ملكة فرنسا، ودوق باكنغهام رئيس وزراء إنجلترا اللذان كانا يحبان بعضهما، وفي آخر لقاء سري بينهما أهدت الملكة للدوق اثنتي عشرة ماسة، لكن الكاردينال يكتشف م خلال جواسيسه الأمر ويخبر الملك بذلك، الأمر الذي دفع الملك إلى طلب الملكة أن ترتدي هذه الماسات في حفل قريب، مما جعل مالكلة ترسل دارتنيان إلى إنجلترا ليستعيد الماسات، وليعود بحوزته الماسات بعد أن سُرق منها اثنتين.[٤]
شخصيات الرواية
تدور الرواية حول عدد من الشخصيات كالآتي:
دارتنيان
تعد شخصية دارتنيان الشخصية الرئيسة في الرواية، فهو قروي فرنسي يرغب في الإلتحاق بفرسان الملك، لكنه في الطريق يجد عدوًا ويجد ثلاثة أصدقاء، فنراه يخدم الملكة بطاعة وينقذها من غضب الملك، بعد أن تم إخباره بأنها سلمت اثنتي عشرة ماسة لدوق باكنغهام، لكنه يستطيع بمساعدة رفاقه الثلاث الاتيان بالماسات.[٥]
ومن ثم نراه يغرم بخياطة الملكة، التي تخطف مرتين من قبل عدوه الذي سرق رسالته في أثناء سفره، لكنه لم يستطع العثور على حبيبته حية إذ تم قتلها على يدي ميلادي انقامًا منه، لكنه في النهاية يستطيع أن يمسك بميلادي ويقتلها على جرائمها الكثيرة. [٦]
أتوس
هو أحد الفرسان الثلاثة وأكبرهم وأقواهم، وقد كان في السابق كونت دولافير، لكن خيانة زوجه له، واكتشفه أنها لصة جعله يغير اسمه، وينظم إلى حرس الملك، ليكتشف لاحقًا أن زوجه لم تمت بعد أن حاول شنقها لكونه لصة سرقت من المعبد، لكنه بعد أن تأكد من بقاء ميلادي على قيد الحياة يقرر أن يطاردها ويقدمها للمحاكمة.[٧]
ميلادي
هي من الشخصيات المعادية، وهي نفسها زوجة أتوس السابقة، لكنها غيرت اسمها إلى ميلادي كلارك، ووأصبحت جاسوسة للكاردينال، فهي من تسببت بسرقة ماستين من دوق باكنغهام، وأوقعت دارتنيال بالحب، حتى تتمكن من اغتياله، ومن ثم نراها تككلف بقتل دوق باكنغهام لإنهاء الحرب، لكنه لحظة وصولها إلى إنجترا تقع أسيرة عند أخيها اللورد ونتر، لكنها توغر قلب حارسها على دوق بكنغهام ليقتله[٨]
الزمان والمكان في رواية الفرسان الثلاثة
سارت أحداث هذه الرواية في فرنسا في القرون الوسطى حيث سادت الملكية، وسلطة الكنيسة، وسلطت الضوء على الصراع الخفي الائر بين كلتا السلطتين، حتى أنهما كانا يتنافسان في بناء قوة عسكرية تسعى لحراستهما، ونرى أن الملك لويس الثالث عشر كان يسعد دائما بتغلب فرسانه على فرسان الكاردينال.[٩]
فهذه الرواية كشفت عند عدد من الأفكار والقضايا، مها الحديث عن الغدر والخيانة، ومنها ما هو متعلق بالجانب الرومانسي والحب، ومنها ما كان يتعلق بالشرف والواجب، لكن هذه الرواية كانت تركز عدستها على قيمة الصداقة، لا سيما تلك التي نشأ بين دارتنيان وأصدقائه الثلاثة الذين كانوا يضعون حياتهم فداءً لصديقه في أكثر من محنة، فقد عكست هذه الرواية المزاج الثقافي الذي كان سائدًا في أوروبا ولا سيما في فرنسا.[١٠]
المراجع
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 6-12. بتصرّف.
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 24-42. بتصرّف.
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 48-80. بتصرّف.
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 100-130. بتصرّف.
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 200-210. بتصرّف.
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 308. بتصرّف.
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 240. بتصرّف.
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 50-55. بتصرّف.
- ↑ إلكسندر دوماس، الفرسان الثلاث، صفحة 310. بتصرّف.