محتويات
قصيدة حرائق حزن في فؤادي تجدد
يقول الشاعر اللواح:
حرائق حزن في فؤادي تجدد
- وواكف دمع في الخدود تخدد
ولي زفرة في إثر أخرى تصعدت
- تكاد بروحي للخياشيم تصعد
ولي مقلة شكري وجسم معذب
- كذاك فؤادي من لظى الحزن مفأد
وكادت ضلوعي أن تقد بزفرة
- وطرفي بأطراف النجوم مسهد
لئن بكت الورقا هديلاً فإنني
- لأبكي أَبا الخرصين لا أتفند
قصيدة زهرة الحزن
يقول الشاعر قاسم حداد:
هذه الهاربة العينين والجرح الذي يضحك
أمي
هذه الخاصرة التعبى من الحزن وبرد
الجهة الأخرى ومني
هي أمي
هذه الثلجية الفودين
من حوّل هذا الليل قنديلاً يغني
آه يا أمي
لقد أعطيتني صوتاً له طعم الملايين
التي تمشي إلى الشمس وتبني
كنت في صدرك عصفوراً
رمته النار، سمته يداً تخضر
ها عصفورك الناري في السجن يغني
أنت يا هاربة العينين والجرح الذي يضحك
قصيدة الحزن
يقول الشاعر نزار قباني:
علمني حبك.. أن أحزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
أدخلني حبك.. سيدتي
مدن الأحزان
أنا من قبلك لم أدخل
مدن الأحزان
لم أعرف أبداً
أنّ الدمع هو الإنسان
أنّ الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسان
قصيدة أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد
يقول الشاعر أبو فراس الحمداني:
أوصيك بالحزن لا أوصيك بالجلد
- جل المصاب عن التعنيف والفند
إني أجلك أن تكفي بتعزية
- عن خير مفتقد يا خير مفتقد
هي الرزية إن ضنت بما ملكت
- منها الجفون فما تسخو على أحد
بي مثل ما بك من حزن ومن جزع
- وقد لجأت إلى صير فلم أجد
لم ينتقصني بعدي عنك من حزن
- هي المواساة في قرب وفي بعد
لأشركنك في اللأواء إن طرفت
- كما شركتك في النعماء والرغد
أبكي بدمع له من حزني مدد
- وأستريح إلى صبر بلا مدد
ولا أسوغ نفسي فرحة أبداً
- وقد عرفت الذي تلقاه من كمد
وأمنع النوم عني أن يلم بها
- علماً بأنك موقوف على السهد
يا منفرداً بات يبكي لا معين له
- أعانك الله بالتسليم والجلد
هذا الأسير المبقى لا فداء له
- يفديك بالنفس والأهلين والولد
قصيدة نصف حزن كامل
يقول الشاعر قاسم حداد:
نصفُ حزنِ الأمس كانَ مؤجَّلاً
كي يستقيمَ الوزنُ في نثر القصيدة
نصفُه يكفي لتفسير الجِراح
ومَحوَها في دفتر الأطفال
نصفٌ كاملٌ
فالحزن يَقصُرُ عن قصيدتنا
ويستعصي على نفي الضحايا
وابتكار حقيقةً أخرى تفي بالوردة الثكلى
قصيدتنا النَثيرةُ تَخرجُ من تخوم القوس
مَنْ يقوى على تقدير إيقاع البُكاء
كأنَّ حزنَ الناس بَحرٌ ثالثٌ
نصفٌ حزينٌ
والبقيةُ شهقةُ القتلى
وجوقةُ نادمين ونادبين
لكأنَّ نصفَ الحزن فعلٌ ناقصٌ
لا يقبل التأجيل.
قصيدة حزن المطر
يقول الشاعر قاسم حداد:
هذا الشتاء الذي يرتدي معاطفه الرمادية
ويجيء
أحبه كثيراً
لكنه يجلب لقلبي الحزن المألوف
لا أكون كئيباً ولكني أحزَنْ
لأن الشتاء دون كل الفصول
يجعلكِ هاجساً لجوجاً في ذاكرتي
يجعلك ذاكرتي ذاتها
ويكفي أن تدق ساعة المطر
وتبلل كتف الزنزانة
لكي تتفجر الذكريات
الذكريات التي تحطك في روحي كالوهج الشرس
تتفجر كدموع الطفل الذي تركوه وحيداً
وذهبوا
وشتاء هذا العام سيكون حزيناً أكثر
ليس لأنك ما زلت في طرف المسافات
وأنا في الطرف الآخر
ليس لأن السفن لا تبحر في الصحراء
ليس لأن المطر يموج بي كاللهفة
ليس لأن الرسائل ..
ولكن لأنك سوف تنتظرين
في إحدى الليالي المغسولة بالشوق
ولأنني لن أجيء
في هذا الشتاء
قصيدة ألا من لمعتاد من الحزن عائدي
يقول الشاعر الفرزدق:
ألا مَنْ لمُعتادٍ منَ الحُزْنِ عَائِدي
- وَهَمٍّ أتَى دونَ الشّرَاسيفِ عامدي
وكم من أخٍ لي ساهرِ اللّيلِ لمْ يَنَمْ
- وَمُسْتَثْقِلٍ عَنّي مِنَ النّوْمِ رَاقِدِ
وَما الشّمسُ ضَوءْ المَشرِقَينِ إذا بدتْ
- ولَكِنّ ضَوْءَ المَشْرِقَينِ بِخَالِدِ
ستَسْمَعُ مَا تُثْني عَلَيكَ إذا التَقتْ
- عَلى حَضْرَمَوْتٍ جامَحَاتُ القَصَائِدِ
ألمْ تَرَ كَفَّيْ خَالِدٍ قَدْ أدَرّتَا
- عَلى النّاسِ رِزْقاً من كَثيرِ الرّوَافِدِ
وَكانَ لَهُ النّهْرُ المُبَارَكُ فارْتَمَى
- بمثْل الزّوَابي مُزْبداتٍ حَوَاشِدِ
فَما مِثْلُ كَفَّيْ خالِدٍ حينَ يَشترِي
- بِكُلّ طَرِيفٍ كُلَّ حَمْدٍ وَتَالِدِ
فَزِدْ خالِداً مثْلَ الذي في يَمينِهِ
- تَجِدْهُ عنِ الإسلامِ من خَيرِ ذائدِ
كَأني ولا ظُلْماً أخافُ لخَالِدٍ
- مِنَ الشامِ دارٍ أوْ سِمامَ الأساوِدِ
وَإني لأرْجو خَالِداً أنْ يَفُكّني
- وَيُطْلِقَ عَنّي مُثْقَلاتِ الحَدائدِ
هُوَ القَائِدُ المَيْمُونُ والكاهلُ الذي
- يَثُوبُ إلَيْهِ النّاسُ منْ كُلّ وَافِدِ
بِهِ تُكشَفُ الظَّلماءُ من نُورِ وَجهِهِ
- بِضَوْءِ شِهَابٍ ضَوْؤهُ غَيرُ خَامِدِ
ألا تَذكُرُونَ الرحْمَ أوْ تُقرِضُونَني
- لكُمْ خُلُقاً منْ وَاسعِ الحِلمِ ماجِدِ
فإنْ يَكُ قَيْدي رَدّ هَمّي فَرُبّما
- تَرَامَى بهِ رَامي الهُمُومِ الأبَاعِدِ
من الحامِلاتِ الحَمدَ لمّا تَكَشّفَتْ
- ذَلاذِلُها وَاستَأوَرَتْ لِلْمُنَاشِدِ
فَهَلْ لابنِ عَبْدِ الله في شَاكِرٍ لكم
- لمَعرُوفِ أنْ أطْلَقْتُمُ القَيدَ حامِدِ
وَمَا مِنْ بَلاءٍ غَيرَ كُلّ عَشِيّةٍ
- وَكُلِّ غَداةٍ زَائِراً غَيرَ عَائِدِ
يَقولُ ليَ الحَدّادُ: هلْ أنتَ قَائِمٌ
- وَهَلْ أنَا إلاّ مِثْلُ آخَرَ قَاعِدِ
كَأني حَرُورِيٌّ لَهُ فَوْقَ كَعْبِهِ
- ثَلاثُونَ قَيْداً من قَرُوصٍ مُلاكِدِ
وَإمّا بدَينٍ ظاهرٍ فَوْقَ سَاقِهِ
- فَقَدْ عَلِمُوا أنْ لَيْسَ دَيني بناقدِ
وَرَاوٍ عَليّ الشِّعْرَ مَا أنَا قُلْتُهُ
- كمُعْترِضٍ للرّمْحِ دُونَ الطّرَائِدِ