محتويات
قصيدة أخي للشاعر ميخائيل نعيمة
قصيدة بعنوان (أخي) للشاعر اللبناني ميخائيل نعيمة:
أخي! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ
وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ
فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا
بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ
لنبكي حَظَّ موتانا
أخي! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ
وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ
فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا
لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم
سوى أشْبَاح مَوْتَانا
أخي! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ
ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ
فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا
ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا
سوى أجْيَاف مَوْتَانا
أخي! قد تَمَّ ما لو لم نَشَأْهُ نَحْنُ مَا تَمَّا
وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّا
فلا تندبْ فأُذْن الغيرِ لا تُصْغِي لِشَكْوَانَا
بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفْشِ والمِعْوَل
نواري فيه مَوْتَانَا
أخي! مَنْ نحنُ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ
إذا نِمْنَا، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ
لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا
فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقاً آخَر
نُوَارِي فيه أَحَيَانَا
قصيدة أمنية المهاجر للشاعر إيليا أبو ماضي
من قصائد الشاعر إيليا أبو ماضي بعنوان (أمنية المهاجر):
جعت والخبز وثير في وطابي
- والسّنا حولي وروحي في ضباب
وشربت الماء عذبا سائغا
- وكأني لم أذق غير سراب
محنة ليس لها مثل سوى
- محنة الزّورق في طاغي العُباب
ليس بي داء ولكني امرؤ
- لست في أرضي ولا بين صحابي
مرّت الأعوام تتلو بعضها
- للورى ضحكي ولي وحدي اكتئابي
كلّما استولدت نفسي أملًا
- مدّت الدّنيا له كفّ اغتصاب
أفلتت مني حلاوات الرؤى
- عندما أفلت من كفّي شبابي
بت لا الإلهام باب مشرع
- لي ولا الأحلام تمشي في ركابي
أشتهي الخمر وكأسي في يدي
- وأحس الروح تعري في ثيابي
ربّ هبني لبلادي عودة
- وليكن للغير في الأخرى ثوابي
أيّها الآتون في ذاك الحمى
- يا دعاة الخير، يا رمز الشّباب
كم هششتم وهششنا للمُنى
- وبكيتم وبكينا في مصاب
واشتركنا في جهاد أو عذاب
- والتقينا في حديث أو كتاب
وعرفتم وعرفنا مثلكم
- أنّما الحقّ لذي ظفر وناب
كلّ أرض نام عنها أهلها
- فهي أرض لاغتصاب وانتهاب
زعموا الإنسان بالعلم ارتقى
- وأراه لم يزل إنسان غاب
إنه الثعلب مكرًا وهو كالسّر
- طان غدرًا وحكيم كالغراب
يا رفاقي حطّموا أقداحكم
- ليس في الدّنيا رحيق لانسكاب
جفّ ضرع الشّعر عندي وذوى
- ولكم عاش لمرعى واحتلاب
أيّها السائل عني من أنا
- أنا كالشّمس إلى الشّرق انتسابي
لغة الفولاذ هاضت لغتي
- لا يعيش الشدو في بحر اصطخاب
لست أشكو إن شكا غيري النّوى
- غربة الأجسام ليست باغتراب
أنا في نيويورك بالجسم و بالرّ
- وح في الشرق على تلك الهضاب
في ابتسام الفجر في صمت الدّجى
- في أسى " تشرين " في لوعة "آب"
أنا في الغوطة زهر وندى
- أنا في لبنان نجوى وتصابي
إنّني ألمح في أوجهكم
- دفقة النّور على تلك الرّوابي
وأرى أشباح أيّام مضت
- في كفاح ونضال ووئاب
وأرى أطياف عصر باهر
- طالع كالشّمس من خلف الحجاب
ليته يسرع كي أبصره
- قبل أن أغدو تربا في تراب
قصيدة لبنان في أسمى المعاني لم يزل لجبران خليل جبران
هذه القصيدة بعنوان (لبنان في أسمى المعاني لم يزل) للكاتب والشاعر جبران خليل جبران:
لبنان في أسمى المعاني لم يزل
- لأولي القرائح مصدر الإيحاء
جبل أناف على الجبال بمجده
- وأناف شاعره على الشعراء
يا أكرم الإخوان قد أعجزتني
- عن أن أجيب بما يشاء وفائي
مهما أجد قولي فليس مكافئا
- قولا سموت به على النظراء
قصيدة فلسطين من غربة موثقة للشاعر نسيب عريضة
كتب الشاعر السوري نسيب عريضة هذه القصيدة بعنوان (فِلَسطِينُ من غُربةٍ مُوثَقَة):
فِلَسطِينُ من غُربةٍ مُوثَقَة
- نُراعيكِ في الكُربةِ المُطبِقة
فَتَعلُو وتهبُطُ منّا الصُدورُ
- ونَهفُو وأبصارُنا مُطرِقَة
ومن خلفِ هذا الخِضَمِّ البعيدِ
- نُحيِّيكِ بالدَمعةِ المُحرِقة
جِهادُكِ أَورى زِنادَ النُفوسِ
- فطارَت شَرارَتُها مُبرِقة
جِهادٌ ملأتِ بهِ الخافِقَينِ
- فضاقَت بهِ القُوَّةُ المُرهِقة
وسَطَّرتِ آياته في الخُلودِ
- بأرواحِ أبنائكِ المُزهَقة
فلسطينُ كم آرِقٍ بيننا
- وبعضُ البَليَّةِ ما أَرَّفَه
إلى ساحةِ المجدِ فيكِ يَتوقُ
- ولكنَّ حبلَ النَوى أوثَقَه
فيُمسي على ثَورةٍ في الحَشا
- ويُصبِحُ والعَينُ مُغرَورِقة
وتبكِي المُروءةُ مجروحةً
- وتأسى الأمانيُّ مُخلَولِقة
لدَمعِ اليتيمِ وأُمِّ اليتيمِ وكَظمِ
- الصُدورِ على المِخنَقة
حَذارِ من الدَمعِ يا أوصياءُ
- ففي لُجِّهِ عَطَشنُ المُحرَقة
ولو صادفَ الدَمعَ أسطولُكم
- لَخِفنا من الدَمعِ أن يُغرِقَه
بَني ربَّةِ البحرِ جُرتم علينا
- وكان لنا البَحرُ في مِنطَقة
أَحرَّرتُمونا لِتَستَعبِدوا
- أيسترهِنُ العبدَ من أعتَقه
إذا نَظَرَ الكونُ شَزراً إِلينا
- فأعيُنُنا تُحسِنُ الحَملَقة
وإِن يَرغَبِ العَسفُ في ذلِّنا
- فَويلَ المُذِلِّ وما أحمَقَه
فِلَسطينُ أحيَيتِ أيامَنا
- ومَجداً لنا كان ما أَبسَقَه
وسِرتِ إلى مَذبَحِ التَضحِياتِ
- لِتَشري الفِداءَ من المُوبِقة
وبالدَّمِ وهوَ نَجِيعُ الحياةِ
- سَقَيتِ الثَرى جَرعةً مُدهَقَة
فيا لَدِمائِك مُهراقةً
- فِداءً لأمجادنا المُهرَقَة
فِلَسطينُ سَيراً إلى المشنقة
- فِلَسطينُ صَعداً على المُحرَقة
ومُوتِي فِلَسطين فالموتُ فَخرٌ
- فِداءً لحُرِّيَّةٍ مُطلَقة