محتويات
- ١ قصيدة: يا أبا اليقظان أغواك الطمع
- ٢ قصيدة: بأبي يا ابن الفروع الناضرة
- ٣ قصيدة: بأبي ساكنة في جدث
- ٤ قصيدة: عادة الأيام لا أنكرها
- ٥ قصيدة: وصلت نعم ولكن صلة
- ٦ قصيدة: شامَ برق الشام بالروم جزوعا
- ٧ قصيدة: أيها المولى تلفت للشآم
- ٨ قصيدة: يا خليلي احبسا الركب إذا ما
- ٩ قصيدة: يا نزولًا بين أجراع الحمى
- ١٠ قصيدة: صاح ما وجدي بسكان المحل
- ١١ قصيدة: شفني وجدي وأبلاني السهر
- ١٢ قصيدة: بادر الفرصة واحذر فوتها
- ١٣ قصيدة: الخطايا
- ١٤ قصيدة: هزئت مية أن ضاحكتها
- ١٥ قصيدة: غادروني بالأثيل والنقا
- ١٦ قصيدة: نطح الغفر بطينا زابنا
- ١٧ قصيدة: مل بنا يا سعد وانزل بالحجون
- ١٨ قصيدة: أيها الساعي على آثارنا
- ١٩ قصيدة: ردت الروح على المضنى معك
- ٢٠ قصيدة: لاح شيب الرأس مني فاتضح
قصيدة: يا أبا اليقظان أغواك الطمع
قال الشاعر عنترة بن شداد:[١]
يا أَبا اليَقظانِ أَغواكَ الطَمَع
- سَوفَ تَلقى فارِسًا لا يَندَفِع
زُرتَني تَطلُبُ مِنّي غَفلَةً
- زَورَةَ الذِئبِ عَلى الشاةِ رَتَع
يا أَبا اليَقظانِ كَم صَيدٍ نَج
- خالِيَ البالِ وَصَيّادٍ وَقَع
إِن تَكُن تَشكو لِأَوجاعِ الهَوى
- فَأَنا أَشفيكَ مِن هَذا الوَجَع
بِحُسامٍ كُلَّما جَرَّدتُهُ
- في يَميني كَيفَما مالَ قَطَع
وَأَنا الأَسوَدُ وَالعَبدُ الَّذي
- يَقصِدُ الخَيلَ إِذا النَقعُ اِرتَفَع
نِسبَتي سَيفي وَرُمحي وَهُم
- يُؤنِساني كُلَّما اِشتَدَّ الفَزَع
يا بَني شَيبانَ عَمّي ظالِمٌ
- وَعَلَيكُم ظُلمَهُ اليَومَ رَجَع
ساقَ بِسطامًا إِلى مَصرَعِهِ
- عالِقًا مِنهُ بِأَذيالِ الطَمَع
وَأَنا أَقصِدُهُ في أَرضِكُم
- وَأُجازيهِ عَلى ما قَد صَنَع
قصيدة: بأبي يا ابن الفروع الناضرة
قال الشاعر الصنوبري:
بأبي يا ابنَ الفروع الناضرهْ
- والنجومِ المشرقاتِ الزاهرهْ
لي أخٌ لما رأَى نفسيَ من
- وجدها بالراحِ شِبْهَ الطائره
قال شِمْ كفَّ أبي قاسِمِنا
- فبحارُ الرّاحِ فيها زاخِره
قلت إنّا قد رُدِدْنَا مرَّةً
- وعلى اللهِ تمامُ العاشِرَه
قصيدة: بأبي ساكنة في جدث
قال الشاعر الصنوبري:
بأبي ساكنةٌ في جَدَثٍ
- سكنتْ منه إلى غير سَكَنْ
نفسِ فازدادي عليها حزنًا
- كلما زاد البلى زاد الحزن
قصيدة: عادة الأيام لا أنكرها
قال الشاعر أبو هلال العسكري:
عادَةَ الأَيّامِ لا أُنكِرُها
- فَرَحٌ تَقرُنُهُ لي بِتَرَح
إِن تَكُن تُفسِدُ ما تُصلِحُهُ
- فَكَذا الدَهرُ إِذا دَرَّ رَمَح
وَإِذا قامَ عَلى النَهجِ اِنثَنى
- وَإِذا سارَ عَلى القَصدِ جَنَح
وَيُرَبيكَ فَلا تَفرَح بِهِ
- فَهوَ كَالجازِرِ رَبّى فَذَبَح
غَيرَ أَنَّ النَهيَ مِنهُ كُلَّما
- جَمَحَ الدَهرُ بِوادِيَّ كَبَح
لَيسَ لِلعَينِ وَراءَ شَأوِهِ
- لِلعُلا وَالمُكرِماتِ مُطَّرَح
شَحَّ بِالعَرضِ وَجادَ بِاللُهى
- فَحَوى المَجدَ بِما جادَ وَشَح
فَإِذا هَمَّ بِأَمرٍ نالَهُ
- فَسَواءٌ جَدَّ فيهِ وَمَزَح
دارَ في الكَأسِ عَقيقٍ فَجَرى
- واطِفُ الدُرِّ عَلَيهِ فَطَفَح
نَصَبَ الساقي عَلى أَقداحِها
- شَبَكَ الفِضَّةِ تَصطادُ الفَرَح
قصيدة: وصلت نعم ولكن صلة
قال الشاعر أبو هلال العسكري:
وَصَلَت نُعمٌ وَلَكِن صِلَةٌ
- تُشبِهُ اللَحظَةَ في اِنتِقالِها
لَستُ أَدري أَتَمَتَّعتُ بِها
- أَم بِزَورِ الزورِ مِن خَيالِها
وَمَضى اللَيلُ سَريعًا مِثلَما
- أُنشِطَت دَهماءُ مِن عِقالِها
قصيدة: شامَ برق الشام بالروم جزوعا
قال الشاعر أبو المعالي الطالوي:
شامَ بَرقُ الشامِ بِالروم جَزُوعا
- فَاِنبَرَت أَجفانُهُ تذري الدُموعا
هَبَّ مِن عَليا دِمَشقٍ مَوهِنًا
- هَبَّةَ المِصباحِ في اللَيلِ ذَريعا
جزع الآفاق في هَبَّتِهِ
- وَأَتى الروم سُرى الأَيمِ جَزُوعا
خَفَقَت راياتُهُ في أُفقِهِ
- خَفَقانَ القَلبِ قَد أَمسى مَرُوعا
وَقَعَت شُعلَتُهُ وَسطَ الحَشا
- وَسَناهُ طالَ في الجَوِّ رَفيعا
لَيسَ يَدري وَقعَها غَيرُ شَجٍ
- فارَقَ الأَوطان مِثلي وَالرُبوعا
أَو مُعَنّىً بِهَوىً تَيَّمَهُ
- مِن غَزالٍ راحَ لِلوَصلِ مَنوعا
يُخجِلُ الشَمسَ سَناءً وَسَنا
- وَمَهاةَ الرَملِ جِيدًا وَتَليعا
أَسهَرَ الجَفنَ خَلِيّاً عَن كَرًى
- مُقلَةً لَم تُطعَمِ النَومَ هُجُوعا
كَيفَ يَكرى ناظِرٌ فارَقَهُ
- ناظِرُ العَيشِ مِنَ اللَيلِ هَزيعا
وَشَبابٍ شَرخُهُ مُقتَبلٌ
- كانَ في الصَدِّ لَدى العَبدِ هَزيعا
لَم يَكُن إِلّا كُحُلمٍ وَاِنقَضى
- أَو خَيالٍ في الكَرى مَرَّ سَريعا
أَزمَعَت حَسرَتُهُ لا تَنقَضي
- آهِ ما أَعجَلَ ما وَلّى زَميعا
لَستُ أَرضى مِنَّةَ السُقيا لَهُ
- وَسَحابُ الجفنِ يَسقيهِ الرَبيعا
وَالَّذي هاجَ الجَوى قَمَرِيَّة
- بِالضُحى تَهتِفُ بِالأَيكِ سُجوعا
كُلَّما ناحَت عَلى أَفنانِها
- هاجَتِ الصَبَّ غَرامًا وَوُلُوعا
وَإِذا غَنَّت لَهُ عَنَّت لَهُ
- ذِكرَةٌ لِلشامِ زادَتهُ نُزوعا
يا سَقى اللَهُ حِماها وَابِلًا
- مُسبِلَ الطَرفِ مِنَ الغَيثِ هَمُوعا
حَيثُ ربعُ اللَهوِ مِنها آهِلٌ
- وَالمَغاني في مَغانيها جَميعا
قصيدة: أيها المولى تلفت للشآم
قال الشاعر أبو المعالي الطالوي:
أَيُّها المَولى تَلَفّت لِلشآم
- بأَبي الجَنّةُ وَالبَيتُ الحَرام
وَاِعطَفن نَحوَ حِماها نَظرَةً
- تَشفِها مِما اِعتَراها مِن سقام
شِم لَها مُرهَف عَزمٍ طالَ ما
- كانَ مِن قَبلُ لَها وَاللَهِ حام
أطعم المَوتَ الزُؤام القابِجي
- وَسَقى سَقّاءَهُ كَأسَ الحِمام
فَاِبنُ عُلوان عَلا في أَرضِها
- وَاِبنُ بُستان رعى رَعيَ السَوام
زادَ في النَقصِ بِها مَنقوصها
- قدوةُ الغاغَةِ بَل شَيخُ العَوام
وَغَدا المَقصورُ في شيعَتِهِ
- يَقتَدي لا بِإِمام بَل إِمام
فَإِلَيكُم وَإِلى اللَهِ أَتَت
- تَشتَكي الحال بِعَبرات سِجام
تَسأَلُ المَولى أَمانًا مِنهُما
- وَمِنَ المَولى لَها نجح المَرام
قَد كَفى ما حَلّها مِن حادِثٍ
- هُدَّ وَاللَهِ لَهُ رُكنًا شَمام
فَقَد اِسماعيل مُفتي قُطرِها
- الإِمام الحَبرُ وَالبَرّ الهُمام
شَيخُ أَشياخ دِمَشق جادَهُ
- سبلُ الأَنواءِ مَوصولُ الرِهام
وَأَدام اللَهُ مَولانا لَنا
- رُكنَ مَجدٍ دائِمٍ حَتّى القِيام
قصيدة: يا خليلي احبسا الركب إذا ما
قال الشاعر أبو البحر الخطي:
يا خَلِيلَيَّ احْبِسَا الرَّكْبَ إذَا مَا
- جِئْتُمَا عَن أَيْمَنِ الحَيِّ الخِيَامَا
وابلُغَا سُعدَى عن الصَّبِّ الذي
- غَادرَتْهُ غَرَضَ السُّقْمِ السَّلامَا
واسْأَلاهَا وارْفُقَا جهدَكُما
- عَجَبًا واسْتَفْهِمَاهَا لا مَلامَا
ما لَهَا تحمِلُ أعْبَاءَ دَمِي
- وَهْيَ لا تسطيعُ مِنْ ضَعْفٍ قِيَامَا
وبَرِيقٍ لاحَ وَهْنًا بعدَمَا
- هَدَأَ الطَّائِرُ في الوَكْرِ ونَامَا
في كَثِيفَاتِ الحَواشي دُلَّجٍ
- يتجاوبْنَ فَيُشْبهنَ السَّوَامَا
بِتُّ أَرْنُوهُ بعينٍ ثَرَّةٍ
- تَكِفُ الدَّمْعَ فُرَادَى وتُوَامَا
وَهْوَ يَفْرِي حِلَلَ اللَّيّلِ كَمَا
- جَرَّدَ الفَارِسُ في الحَرْبِ حُسَامَا
وصَبًا هَبَّتْ سُحَيْرًا فَرَوَتْ
- خَبَرًا أوْقَعَ في القَلْبِ كَلامَا
حَدَّثَتْ أنَّ عُرَيبًا باللّوَى
- نَقَضُوا العَهْدَ ولمْ يَرْعَوا ذِمَامَا
واسْتَحَلّوا من دَمِ الصَّبِّ ولَمْ
- يرْقُبُوا إلاًّ ولمْ يَخْشَوا أَثَامَا
يا عُرَيْبًا حلَّلُوا سفكَ دَمِي
- إنَّما حَلَّلتُمُ شَيْئًا حَرَامَا
نمتُمُ عَنْ سَهَرِي لَيلًا بِكُمْ
- ومَنَعْتُمْ جفنَ عيني أن يَنَامَا
ما لكُمْ بدَّلْتُمونِي سَادَتِي
- بالرِّضَا سُخْطًا وبالوصْلِ انْصِرَامَا
كُلَّما عَنَّ لهُ ذِكْرُكُمُ
- أسْبَلَتْ أجفانُهُ الدَّمعَ سِجَامَا
وإذَا غَنَّتْ حَمَاماتُ الحِمَى
- حَمَتِ النَّومَ وأَهْدتْهُ الحِمَامَا
لا يَلَذُّ العَيْشَ في يَقِظَتِهِ
- لا ولا يَأْلفُ باللَّيْلِ المنَامَا
فَهْوَ بينَ اليَأْسِ مِنْكُمْ والرَّجَا
- مَيِّتٌ حَيٌّ فَدَاووهُ لِمَامَا
قصيدة: يا نزولًا بين أجراع الحمى
قال الشاعر أبو بحر الخطي:
يا نُزُولًا بَينَ أَجْرَاعِ الحِمَى
- بُعْدُكُمْ عَنْ عَينيَ النَّومَ حَمَى
هَلْ تُعِيرُونَ جُفُونِي هَجْعَةً
- أمْ تَرَوْنَ النَّومَ شَيئًا حُرِّمَا
أَرسَلَتْ مِنْ دَمعِها في حُبِّكُمْ
- عَارِضًا يَهْمِي وتَيَّارًا طَمَى
وأَسَالَتْ ذَاكَ مُبْيَضًّا فإنْ
- طَالَ هَذَا البُعْدُ أجْرَتْهُ دَمَا
إنَّ عَينًا لا تَرَاكُمْ لا تَرَى
- فَرْقَ مَا بَينَ هُدَاهَا والعَمَى
وكَذَاكَ السَّمْعُ يشْكُو بَعْدَكُمْ
- عَارِضَ الوَقْرِ بِهِ والصَّمَمَا
سَادَتِي أَسْلَمتُ في الحُبِّ لَكُمْ
- أَفَيَنْجُو سَالِمًا من أَسْلَمَا
إنْ يَكُنْ أَذنَبْتُ في حُبِّكُمُ
- فَأَقيلُونِي ذُنُوبِي كَرَمَا
قصيدة: صاح ما وجدي بسكان المحل
قال الشاعر أبو بحر الخطي:
صَاحِ ما وَجْدي بسُكَّانِ المَحلِّ
- بالذي تَحْوِيْهِ أرْقَامُ السِّجِلِّ
فَأَرِحْ جَاريَةَ الأَقْلامِ منْ
- خِطَطٍ مَنْ يَبْتدِرْهُنَّ يَكِلِّ
غَيرَ أنِّي أَبْعَثُ الرِّيحَ لَهُمْ
- بِسَلامٍ إنْ تَعِدْهُ لا يَمَلِّ
عَبِقٌ يَنْفضُّ رَيَّاهُ عَلَى
- كُلِّ حَزْنٍ يَتَخطَّاهُ وسَهْلِ
وكَلامٍ يَستمِلُّ الوَجْدَ مِنْ
- خَاطِرٍ ملآنَ مِنْ ذَاكَ ويُمْلِي
يا نُزُولًا بَينَ أجْرَاعِ الحِمَى
- وفُؤَادِي حَيْثُمَا حَلُّوا يَحلِّ
وأبَى العُشَّاقُ لَوْلا حَسَدِي
- كَلَّ مَنْ يأتِيكُمُ بالكُتْبِ قَبْلِي
لَغَدَا أكْثَرُ ما في الأَرْضِ مِنْ
- وَرَقٍ كُتْبي لَكُمْ والخَلْقُ رُسْلِي
يا شَوَى قَلْبي على البُعْدِ فَهَلْ
- مِنْ لِقًا يُعدِي علَى ذَاكَ وَوصْلي
وغَزَانِي عَسْكَرُ الشَّوْقِ فَلَمْ
- يَكُ عن شَيءٍ سِوَى قَلْبي يَحِلِّ
إنَّ مَنْ أَمْطَرَهُ البُعْدُ وَبَالًا
- أفَلا يُنْعشُهُ القُربُ بِوَبْلِ
كُلَّمّا أعْطَشَنِي اليأسُ بِهَيْهَا
- تَ مِن الوَصْلِ تَعلَّلتُ بِعَلِّ
كُنْتُ والأرْضُ إذَا صَافَحَها
- قَدَمِي أُثْقِلَها أَعْظَمَ ثِقْلِ
قصيدة: شفني وجدي وأبلاني السهر
قال الشاعر محمود سامي البارودي:
شَفَّنِي وَجْدِي وأَبْلانِي السَّهَرْ
- وَتَغَشَّتْنِي سَمَادِيرُ الْكَدَرْ
فَسَوادُ اللَّيْلِ مَا إِنْ يَنْقَضِي
- وَبَيَاضُ الصُّبْحِ مَا إِنْ يُنْتَظَرْ
لا أَنِيسٌ يَسْمَعُ الشَّكْوَى وَلا
- خَبَرٌ يَأْتِي وَلا طَيْفٌ يَمُرْ
بَيْنَ حِيطَانٍ وَبَابٍ مُوصَدٍ
- كُلَّمَا حَرَّكَهُ السَّجَّانُ صَرْ
يَتَمَشَّى دُونَهُ حَتَّى إِذَا
- لَحِقَتْهُ نَبْأَةٌ مِنِّي اسْتَقَرْ
كُلَّمَا دُرْتُ لأَقْضِي حَاجَةً
- قَالَتِ الظُّلْمَةُ مَهْلًا لا تَدُرْ
أَتَقَرَّى الشَّيءَ أَبْغِيهِ فَلا
- أَجِدُ الشَّيءَ وَلا نَفْسِي تَقَرْ
ظُلْمَةٌ مَا إِنْ بِهَا مِنْ كَوْكَبٍ
- غَيرُ أَنْفَاسٍ تَرامَى بِالشَّرَرْ
فَاصْبِرِي يَا نَفْسُ حَتَّى تَظْفَرِي
- إِنَّ حُسْنَ الصَّبْر مِفْتَاحُ الظَّفَرْ
هِيَ أَنْفَاسٌ تقَضَّى وَالْفَتَى
- حَيْثُمَا كَانَ أَسِيرٌ لِلْقَدَرْ
قصيدة: بادر الفرصة واحذر فوتها
قال الشاعر محمود سامي البارودي:
بَادِر الْفُرْصَةَ وَاحْذَرْ فَوْتَهَا
- فَبُلُوغُ الْعِزِّ في نَيْلِ الْفُرَصْ
وَاغْتَنِمْ عُمْرَكَ إِبَّانَ الصِّبَا
- فَهْوَ إِنْ زَادَ مَعَ الشَّيْبِ نَقَصْ
إِنَّمَا الدُّنْيَا خَيَالٌ عَارِضٌ
- قَلَّمَا يَبْقَى وَأَخْبَارٌ تُقَصْ
تَارَةً تَدْجُو وَطَوْرًا تَنْجَلِي
- عَادَةُ الظِّلِّ سَجَا ثُمَّ قَلَصْ
فَابْتَدِرْ مَسْعَاكَ وَاعْلَمْ أَنَّ مَنْ
- بَادَرَ الصَّيْدَ مَعَ الْفَجْرِ قَنَصْ
لَنْ يَنَالَ الْمَرْءُ بِالْعَجْزِ الْمُنَى
- إِنَّمَا الْفَوْزُ لِمَنْ هَمَّ فَنَصْ
يَكْدَحُ الْعَاقِلُ فِي مَأْمَنِهِ
- فَإِذا ضَاقَ بِهِ الأَمْرُ شَخَصْ
إِنَّ ذَا الْحَاجَةِ مَا لَمْ يَغْتَرِبْ
- عَنْ حِماهُ مِثْلُ طَيْر في قَفَصْ
وَلْيَكُنْ سَعْيُكَ مَجْدًا كُلُّهُ
- إِنَّ مَرْعى الشَّرِّ مَكْرُوهٌ أَحَصْ
وَاتْرُكِ الْحِرْصَ تَعِشْ فِي رَاحَةٍ
- قَلَّمَا نَالَ مُنَاهُ مَنْ حَرَصْ
قَدْ يَضُرُّ الشَّيءُ تَرْجُو نَفْعَهُ
- رُبَّ ظَمْآنَ بِصَفْوِ الْمَاءِ غَصْ
مَيِّزِ الأَشْيَاءَ تَعْرِفْ قَدْرَهَا
- لَيْسَتِ الْغُرَّةُ مِنْ جِنْسِ الْبَرَصْ
وَاجْتَنِبْ كُلَّ غَبِيِّ مَائِقٍ
- فَهْوَ كَالْعَيْرِ إِذَا جَدَّ قَمَصْ
إِنَّمَا الْجَاهِلُ فِي الْعَيْنِ قَذَىً
- حَيْثُمَا كَانَ وَفِي الصَّدْرِ غَصَصْ
وَاحْذَرِ النَّمَّامَ تَأْمَنْ كَيْدَهُ
- فَهْوَ كَالْبُرْغُوثِ إِنْ دَبَّ قَرَصْ
يَرْقُبُ الشَّرَّ فَإِنْ لاحَتْ لَهُ
- فُرْصَةٌ تَصْلُحُ لِلْخَتْلِ فَرَصْ
سَاكِنُ الأَطْرَافِ إِلَّا أَنَّهُ
- إِنْ رَأَى مَنْشَبَ أُظْفُورٍ رَقَصْ
وَاخْتَبِرْ مَنْ شِئْتَ تَعْرِفهُ فَمَا
- يَعْرِفُ الأَخْلاقَ إِلَّا مَنْ فَحَصْ
هَذِهِ حِكْمَةُ كَهْلٍ خَابِرٍ
- فَاقْتَنِصْهَا فَهِيَ نِعْمَ الْمُقْتَنَصْ
قصيدة: الخطايا
قال الشاعر أسامة محمد زامل:
ما بقائي ما انتظاري ما احتمالي!
- ما مجيئي ما ذهابي ما قعودِي!
إنْ غدوتُ عاجزًا عنْ حمْلِ سيفِي
- للدِّفاع عن كيانِي ووُجودِي
ووقفتُ أبكمًا لا أستطيعُ
- أنْ أقولَ لا لأشباهِ القرُودِ
وعجزتُ عنْ رغيفٍ صارَ وعدًا
- كاذبًا كالأُخْرَياتِ منْ وعودِي
وشربتُ الطّينَ والأمواهُ تحتِيْ
- لعدوُّيْ صَفْوُهَا خلْفَ السُّدودِ
وأكلتُ الجِفتَ والزّيتُ يُضيءُ
- كالنّجومِ فوق أجْبالِ جُدودِي
ومشيتُ مشيةَ العُرجانِ كيلا
- ينهبَ الوجهُ نصيبي في الطّرودِ
وسقفتُ البيتَ من سَعْفٍ وقصرِيْ
- فرسَخيْنِ ليسَ إلّا عنْ حدودِي
وخنَسْتُ كلبَ ليلٍ كلّما شا
- بَ الرياحَ نتْنُ بارودِ الجُنودِ
ووصلتُ العتمَ بالنّورِ لأجنيْ
- دِرهمَيْنِ اثنيْنِ من نسلِ الهُنودِ
وركِبتُ القدمين كيْ أبيتَ
- بين أهلِي والطّريقُ فيْ صُعودِ
وفرِحتُ كلّما ابْتاعَ رئيسيْ
- بدمِي سيّارةً من نوعِ "أودِي"
وبردتُ ظفرَ شيخَ فتنةٍ كيْ
- أستضيءَ ساعتينِ بالوَقودِ
وخرجتُ حافيًا حتّى أُهنّي
- ما تبقىْ مِنْ فلولٍ بالصّمودِ
وشمِتُّ في قريبٍ وفرحتُ
- لانتصارِ خصْم أوطانيْ اللّدودِ
وشكرتُ من أتوني باليهود
- كونهُمْ عادوا لتعزيزِ صُمودِي
وافْتِكاكِي منْ أساطيرِ جُدودي
- بلْ وتحريرِ نِسائِي مِنْ قُيودِي
والمُناداةِ بحقٍّ في الشّذوذِ
- بلْ وإرْجاعِ سَدومَ للوُجودِ
ما دعائي ما بكائي ما صيامي!
- ما صلاتي ما ركوعي ما سجودِي!
إنْ رقبتُ دهمَهمْ مسْرىْ رسُولي
- وكفى غرْبٌ وأغنَى عنْ رُدودِي
وشهدتُ ضربَهم أُختيْ بنيسَ
- ملقيًا لومي عليْها في برودِ
وخنقت الحقّ وهْوَ لي أبٌ نصْـ
- رًا لمن زوّج أمّي من يهودِي
قصيدة: هزئت مية أن ضاحكتها
قال الشاعر تميم بن أبي مقبل:
هَزِئَتْ مَيَّةُ أَنْ ضَاحَكْتُهَا
- فَرَأَتْ عَارِضَ عَوْدٍ قَدْ ثَرِمْ
وبَيَاضًا أَحْدَثَتْهُ لِمَّتِي
- مِثْلَ عِيدَانِ الحَصَادِ المُنْحَصِمْ
يا ابْنَة الرِّحَّالِ لَوْ جَارَيْتِني
- سَالِفَ الدَّهْرِ لجَارَيْتِ الرَّقِمْ
وخُصُومٍ شُمُسٍ أَرْمِي بِهِمْ
- شُعَبَ الجَوْرِ إِذَا لْمْ يَسْتَقِمْ
وقُعُودِي عِنْدَ ذِي غَادِيَةٍ
- تَقْذِفُ الأَعْدَاءَ عَنِّي بِالكَلِمْ
نَتَنَادَى ثُمَّ يَنْمِي صَوْتَنَا
- صَلَقٌ يَهْدِمُ حَافَاتِ الأُطُمْ
وحَنِين مِنْ عَنُودٍ بَدْأَةٍ
- أَقرَعِ النقْبَةِ حَنَّانِ لَحِمْ
قصيدة: غادروني بالأثيل والنقا
قال الشاعر محيي الدين بن عربي:
غادَروني بِالأَثيلِ وَالنَقا
- أَسكُبُ الدَمعَ وَأَشكو الحُرَقا
بِأَبي مَن ذُبتُ فيهِ كَمَدًا
- بِأَبي مَن مُتُّ مِنهُ فَرَقا
حُمرَةُ الحَجلَةِ في وَجنَتِهِ
- وَضَحُ الصُبحِ يُناغي الشَفَقا
قَوَّضَ الصَبرُ فَطَنَّبَ الأَسى
- وَأَنا ما بَينَ هذَينِ لَقا
مَن لِبَثّي مَن لِوَجدي دُلَّني
- مَن لِحُزني مِن لِصَبٍّ عَشِقا
كُلَّما ضَنَّت تَباريحُ الهَوى
- فَضَحَ الدَمعُ الجَوى وَالأَرَقا
فَإِذا قُلتُ هَبوا لي نَظرَةً
- قيلَ ما تُمنَعُ إِلّا شَفَقا
ما عَسى تُغنيكَ مِنهُم نَظرَةٌ
- هِيَ إِلّا لَمحُ بَرقٍ بَرَقا
لَستُ أَنسى إِذ حَدا الحادي بِهِم
- يَطلُبُ البَينَ وَيَبغي الأَبرَقا
نَعَقَت أَغرِبَةُ البَينِ بِهِم
- لا رَعى اللَهُ غُرابًا نَعَقا
ما غُرابُ البَينِ إِلّا جَمَلٌ
- سارَ بِالأَحبابِ نَصّاً عَنَقا
قصيدة: نطح الغفر بطينا زابنا
قال الشاعر محيي الدين بن عربي:
نطح الغفرُ بُطينًا زابنا
- والثريا كُللت بالأفقِ
دبر القلب بهقعاتٍ على
- شَولةٍ طالعةٍ بالمشرق
هَنعة الأنعام في أفلاكها
- ذرعت بلدتها في الغَسَقِ
نثرةُ الذابحِ للطرفِ رات
- بلعًا يشكو كمينَ الحُرَق
جبهةُ السعد إذا ما زَبَرَتْ
- علمها وسط خباءٍ أزرق
صَرفَ المقدمُ عَوَّاء له
- مؤخر يثقله في الطرق
وسماك سَبحتْ أرجلُه
- رِشاءٍ طالعٍ كالزورَق
قصيدة: مل بنا يا سعد وانزل بالحجون
قال الشاعر أبو الحسن الششتري:
مِلْ بِنا يا سعْدُ وانزِلْ بالحجُونْ
- هذه الأعْلاَم تبْدو للعُيونْ
والْتفتْ غرْبِيَّها كَيُما تَرَى
- نارَ مَنْ تهْواهُ بِالشّعبِ اليمينْ
للقِرَى شُبَّتْ قديمًا نارُها
- وهِيَ لا تُطْفى على طولِ السنينْ
قَرِّب النَّفْس ولاَ تَبْخَلْ بِها
- إِن أردْتَ الشُّرب من عَين اليقينْ
هِمْ بحَرْف العَيْنِ واعْشَق أهْلهُ
- تَعْلم المعْنى مِنَ السّرِّ المصُونْ
جَرِّرْ الذَّيْلَ ولا تَلْوِ على
- ذُلِّ هذا الكَوْنِ واصْبرْ للمُجون
قصيدة: أيها الساعي على آثارنا
قال الشاعر الأفوه الأودي:[٢]
أَيُّها الساعي عَلى آثارِنا
- نَحنُ مَن لَستَ بِسَعّاءٍ مَعَه
نَحنُ أَودٌ حينَ تَصطَكُّ القَنا
- وَالعَوالي لِلعَوالي مُشرَعَه
يَومَ تُبدي البيضُ عَن لَمعِ البُرى
- وَلِأَهلِ الدارِ فيها صَعصَعَه
ثُمَّ فينا لِلقِرى نارٌ يُرى
- عِندَها لِلضَيفِ رُحبٌ وَسِعَه
قصيدة: ردت الروح على المضنى معك
ردّت الروحُ على المضنى معك
- أحسنُ الأيامِ يوم أرجعَك
تَبعًا كانت ورقَّا في النوى
- وقليل للهوى ما أتبعك
إن يكنْ إثرُك لم يهلكْ أسًى
- هو ملاك إليه أستشفعك
مر من بعدك ما روّعني
- أتُرى يا حلو بُعدى روّعك
قمتَ بالبينِ وما جرّعني
- وحملتُ الشَّطرَ ممّا جرّعَكْ
كم شكوتُ البثَّ يا ليلُ إلى
- مطلعِ البدرِ عسى أن يُطلِعَكْ
قصيدة: لاح شيب الرأس مني فاتضح
قال الشاعر أبو العتاهية:
لاحَ شَيبُ الرَأسِ مِنّي فَاِتَّضَح
- بَعدَ لَهوٍ وَشَبابٍ وَمَرَح
فَلَهَونا وَنَعِمنا ثُمَّ لَم
- يَدَعِ المَوتُ لِذي لُبٍّ فَرَح
يا بَني آدَمَ صونوا دينَكُم
- يَنبَغي لِلدينِ أَن لا يُطَّرَح
وَاحمَدوا اللَهَ الَّذي أَكرَمَكُم
- بِنَبيٍّ قامَ فيكُم فَنَصَح
بِنَبيٍّ فَتَحَ اللَهُ بِهِ
- كُلَّ خَيرٍ نِلتُموهُ وَشَرَح
مُرسَلٌ لَو يُوزَنُ الناسُ بِهِ
- في التُقى وَالبِرِّ شالوا وَرَجَح
فَرَسولُ اللَهِ أَولى بِالعُلى
- وَرَسولُ اللَهِ أَولى بِالمِدَح
لقراءة المزيد من الموضوعات ذات الصّلة، اخترنا لك هذا المقال: بحر الرمل في الشعر الحر.
المراجع
- ↑ "يا أبا اليقظان أغواك الطمع"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 18/01/2021م.
- ↑ "أيها الساعي على آثارنا"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 18/01/2021م.
- ↑ "آه لو تعلم عندي موقعك"، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 18/01/2021م.