قصائد عن الأم

كتابة:
قصائد عن الأم

قصائد عن الأم نبع الحنان

وفيما يأتي أجمل القصائد التي قيلت في الأم، نبع الحنان:

قصيدة: الأم تلثم طفلها وتضمه

يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:[١]

الأُمُّ تَلْثُمُ طِفْلَها وتَضُمُّهُ

حرمٌ سَمَاويُّ الجمالِ مُقَدَّسُ

تَتَألَّهُ الأَفكارُ وهي جِوارَهُ

وتَعودُ طاهرةً هناكَ الأَنفُسُ

حَرَمُ الحَيَاةِ بِطُهْرِها وحَنَانِها

هل فوقَهُ حَرَمٌ أَجلُّ وأَقدسُ

بوركتَ يا حَرَمَ الأُمومَةِ والصِّبا

كم فيكَ تكتملُ الحَيَاةُ وتَقْدُسُ

قصيدة: وجه أمي

يقول الشاعر محمد خضير:[٢]

يا وجهَ أمّي

هذه القَسَماتُ منْفىً

حين يلفظُني الحصَى

أخلو بها

لأنامَ بين ظِلالها

فهناكَ رائحةُ الخيامِ

وبعضُ ذكرى

من أغانٍ ساهرةْ.

يا وجهَ أمّي

من ملامحِكَ العتيقةِ

قدْ نثرتَ العمرَ فوضى

في تلابيبِ الحياةِ

وصِرْتَ كَهْلًا...

ها بياضُ الشَعْرِ دُفلى

وانحناءُ الظهرِ عيبٌ طارئٌ

بشوارعِ المنفى

وما في العُمرِ مِنْ سَعَةٍ

وما للعمْرِ من قَدَمٍ

تعيدُ إلى الطريق خُطاكِ.

عُكّازكِ الخشبيُّ صارتْ

ثالث الأقدامِ فوقَ جِناننا

فتريَّثي بالمشي

نحنُ العابرونَ

إلى الجنانْ.

يا وجهَ أمّي

ألفُ ذكرى تستبيحُ الروحَ

رَجْعًا

نحو حضن من بلادٍ

فاجمعي كفيَّ عشرًا

كي أعانقَ ما تبقّى

منْ حياةْ...

غَرِقتْ بِحارُ العُمرِ

في زَبَدِ انتظاري

والمدائنُ في زَحامٍ

من فراغٍ آدميٍّ.

مَنْ سِواكِ يلمُّ بعْضي

إذْ تَناثرَ في المنافيْ

والشتاتِ!

ومَنْ سِواكِ

يُعيدُ شكلَ الأغنياتِ

لمهدِ طفلٍ في قميصِ الأمنياتِ!

ومن سواكِ

يقود ليلَ المتعبينَ إلى النهار

بركب كفٍ أو دعاءْ!

يا وجهَ أمّي

يا بلادَ الأنبياءْ

شُهداؤنا خُضْرُ السَنابلِ

إنْ ذَراها الريحُ

عادتْ بعدَ تِسْعٍ في انحناءٍ

ثم هاجَتْ

تحملُ الأكفانَ بِيْضًا

نحو موتٍ في البلادْ

فاصْفرَّ وجهُ الحاملينَ مناجلًا

عَقِبَ الحصادْ.

يا وجهَ أمّيْ

مَنْ سِواك

يشدُّ أزْرَ الموتِ

حينَ يباغت الأطفالَ

في وضَحَ البَراءةِ

ثمَّ راحَ الّلحمُ يلهو

ظنَّ أنَّ الحربَ ألعابٌ

فألقى للعناقيدِ

التحيّة!

يا وجهَ أمّي

ما عَساني إن تكالبت الّلغاتُ

وصارَ قلبي أعجميًّا!

أيُّ ضادٍ

في نحول الحرف يكفي

كي يصيرَ الشعرُ صوتَ البندقيَّةْ!

يا وجهَ أمّيْ

من سواك؟

قصيدة: إلى أمي

تقول الشاعرة بهيجة مصري إدلبي:[٣]

كأن الغيم ينهض من جبيني

ويأخذني إلى سري يقيني

إذا ما طيفكِ الدافي دعاني

ليغسلني من الصمت الحزينِ

ويسكب في دمي كل الأغاني

فيعشب بالرؤى والسر طيني

يصير الوردُ يا أمي سريرا

يهدهدني فأغفو في سكونِ

يلملمني على بعضي حنينا

فأدخل كالفراشة في الحنينِ

أرى شَعري تغطيه الحكايا

فأطوي ما أشاء من السنينِ

أفتش في حنانكِ عن صلاتي

وعن آياتِ قرآن مبينِ

قضى ربي لكِ الإحسانَ فرضا

وفيضك بالندى كم يعتريني

قرأتُ شرائع الدنيا جميعا

فكنتِ محبة في كل دينِ

إذا ما الدهر أضناني ظنونا

تفكين المتاهة في ظنوني

وإن هامت مسافاتي ضلالا

تعيدين السبيل إلى سفيني

وتحتضنين أشواقي وسهدي

فقلبك لي كما الحصن الحصينِ

تضيئين المدى إن صار عتما

وتستند السماء على الجبينِ

تبوح الأرض بالأسرار لما

يغطيها حنانك كالجفونِ

وتختلج الجهات أمام عيني

إذا ما نام وجهك في عيون

جناح الذل أخفضه لأرقى

إلى نجواكِ يا أمي خذيني

قصائد في مدح الأم

وفيما يأتي أجمل القصائد التي قيلت في مدح الأم:

قصيدة: الأم

يقول الشاعر كريم معتوق:[٤]

أوصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ

والشعرُ يدنو بخوفٍ ثم ينصرفُ

ما قلتُ والله يا أمي بقافيةٍ

إلا وكان مقاماً فوقَ ما أصفُ

يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها

غيمٌ لأمي عليه الطيبُ يُقتطفُ

والأمُ مدرسةٌ قالوا وقلتُ بها

كل المدارسِ ساحاتٌ لها تقفُ

ها جئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي

كأنما الأمُ في اللاوصفِ تتصفُ

إن قلتُ في الأمِ شعراً قامَ معتذراً

ها قد أتيتُ أمامَ الجمعِ أعترفُ

قصيدة: بطاقة حب .. إلى أمي

يقول الشاعر لطفي زغلول:[٥]

كتبتُ أحدّثُ عنكِ الجُموعا

وأوقدتُ أحلى القوافي شُموعا

وأطرقتُ بينَ يديكِ خُشوعا

وحبُّكِ يغمرُ منّي الضُّلوعا

وردَّدتُ أمّاهُ بينَ يديكِ

سلامٌ عليكِ .. سَلامٌ عليكِ

سلامٌ على بَسمةٍ ..

تُمطرُ الحبَّ من مقلتيكِ

سلامٌ على قُبلةٍ ..

تَغمرُ الرّوحَ من شَفتيكِ

سلامٌ على لَمسةٍ من يَديكِ

سَلامٌ عليكِ .. سَلامٌ عليكِ

توضَّأَ قلبي بفيضِ حنانكِ ..

كبًرَ بين يديكِ وصلّى

فمن منكِ أُمّاهُ بِالحُبِّ أوْلى

ومن مِنكِ أحلى .. ومن مِنكِ أغلى

لكِ الشِّعرُ في عرشِهِ يتجلّى

قصائِدَ حُبٍّ لعينيكِ تُتلى

وها أنا أصبحتُ في العُمرِ .. كَهْلا

وحينَ تَضمينني أتمنّى ..

لَوَانّي أعودُ كما كنتُ ..

بينَ ذِراعيكِ طِفلا

ومهما قَسوتُ ومهما سَلوتُ

فأنّي الحَبيبُ المُفدّى لَديكِ

أيمِّم في العمرُ منكِ إليكِ

سَلامٌ عليكِ .. سَلامٌ عليكِ

تَباركتِ بينَ الخَلائِقِ أمّا

فَحبُّكِ ما زالَ يكبرُ ..

في القَلبِ يَوماً فَيوما

فهل كانَ غَيرُكِ يَأسو جِراحي

ويَحنو إذا أيُّ خطبٍ ألمّا

وهلْ غيرُ قُربِكِ فَرَّجَ همّا

وهوَّنَ غمّا

سأبقى أُجلُّكِ مَهما تَقلَّدتُ ..

أعلى المَراتبِ جاهاً وعِلما

فأنتِ أجلُّ وأغلى وأسمى

وهل من عظيم على الأرض إلا

صنيع يديك

سلام عليك .. سلام عليك

سأبقى الصَّغيرَ الَّذي كنتُ يَومًا ..

بِحضنكِ أحبو

سأبقى إلى قُبلَةٍ ..

مِنكِ أهفو .. أحنُّ .. وأصبو

وأقسمُ ما غيرُ قلبِكِ قَلبُ

وحُبُّكِ ما قَبلَهُ كان حُبٌّ

ولا بَعدَهُ كانَ واللهِ حُبُّ

وأُقسمُ أنّي سَأبقى

إلى آخرِ العُمرِ ..

من نبعِ حُبِّكِ أُسقى وأُسقى

وقَلبي سَيورِقُ شَوقاً ..

ورُوحي سَتزهِرُ عِشقاً

ومَهما بَعدتُ رُجوعي إليكِ

سَلامٌ عليكِ .. سَلامٌ عليكِ

قصيدة: أمي هي الكون الفسيح كما أرى

يقول الشاعر جابر العثواني:[٦]

أمي هي الكون الفسيح كما أرى

لكنني كل الحياة كما ترى

حتى مع التوصيف يصعب أن أفي

كالفرق ما بين الثريا والثرى

نفسي فدى أمي، وروحي ظلها،

حبي لها، هل ذاك حب يا ترى؟!

ما بال عيني بالدموع تسربلت

وفمي به كل ابتسامات الورى

حتى المشاعر لا تلام إذا غدت

متداخلات، من يعبر أو يرى

قصائد حزينة عن الأم

وفيما يأتي مجموعة من القصائد الحزينة التي قيلت في الأم:

قصيدة: إلى أمي

يقول الشاعر محمود درويش:[٧]

أحنُّ إلى خبز أمي

وقهوة أُمي

ولمسة أُمي..

وتكبر فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدر يومِ

وأعشَقُ عمرِي لأني

إذا مُتُّ،

أخجل من دمع أُمي!

خذيني، إذا عدتُ يوماً

وشاحاً لهُدْبِكْ

وغطّي عظامي بعشب

تعمَّد من طهر كعبك

وشُدّي وثاقي..

بخصلة شعر..

بخيطٍ يلوَّح في ذيل ثوبك..

عساني أصيرُ إلهاً

إلهاً أصيرْ.

إذا ما لمستُ قرارة قلبك!

ضعيني، إذا ما رجعتُ

وقوداً بتنور ناركْ...

وحبل غسيل على سطح دارك

لأني فقدتُ الوقوف

بدون صلاة نهارك

هَرِمْتُ، فردّي نجوم الطفولة

حتى أُشارك

صغار العصافير

درب الرجوع ...

لعُشِّ انتظارِك!

قصيدة: أمي

يقول الشاعر عبدالله البردوني:[٨]

تركتني ها هنا بين العذاب

ومضت، يا طول حزني واكتئابي

تركتني للشقا وحدي هنا

واستراحت وحدها بين التراب

حيث لا جور ولا بغي ولا

ذرة تنبي وتنبي بالخراب

حيث لا سيف ولا قنبلة

حيث لا حرب ولا لمع حراب

حيث لا قيد ولا سوط ولا

ظالم يطغى ومظلوم يحابي

خلفتني أذكر الصفو كما

يذكر الشيخ خيالات الشباب

ونأت عني وشوقي حولها

ينشد الماضي وبي – أواه – ما بي

ودعاها حاصد العمر إلى

حيث أدعوها فتعيا عن جوابي

حيث أدعوها فلا يسمعني

غير صمت القبر والقفر اليباب

موتها كان مصابي كله

وحياتي بعدها فوق مصابي

أين مني ظلها الحاني وقد

ذهبت عني إلى غير إياب

سحبت أيامها الجرحى على

لفحة البيد وأشواك الهضاب

ومضت في طرق العمر فمن

مسلك صعب إلى دنيا صعاب

وانتهت حيث انتهى الشوط بها

فاطمأنت تحت أستار الغياب

آه “يا أمي” وأشواك الأسى

تلهب الأوجاع في قلبي المذاب

فيك ودعت شبابي والصبا

وانطوت خلفي حلاوات التصابي

كيف أنساك وذكراك على

سفر أياتي كتاب في كتاب

إن ذكراك ورائي وعلى

وجهتي حيث مجيئي وذهابي

كم تذكرت يديك وهما

في يدي أو في طعامي وشرابي

كان يضنيك نحولي وإذا

مسني البرد فزنداك ثيابي

وإذا أبكاني الجوع ولم

تملكي شيئاً سوى الوعد الكذاب

هدهدت كفاك رأسي مثلما

هدهد الفجر رياحين الروابي

كم هدتني يدك السمرا إلى

حقلنا في (الغول) في (قاع الرحاب)

وإلى الوادي إلى الظل إلى

حيث يلقي الروض أنفاس الملاب

وسواقي النهر تلقي لحنها

ذائباً كاللطف في حلو العتاب

كم تمنينا وكم دللتني

تحت صمت الليل والشهب الخوابي

كم بكت عيناك لما رأتا

بصري يطفا ويطوى في الحجاب

وتذكرت مصيري والجوى

بين جنبيك جراح في التهاب

ها أنا يا أمي اليوم فتى

طائر الصيت بعيد في الشهاب

أملأ التاريخ لحناً وصدى

وتغني في ربا الخلد ربابي

فاسمعي يا أم صوتي وارقصي

من وراء القبر كالحور الكعاب

ها أنا يا أم أرثيك وفي

شجو هذا الشعر شجوي وانتحابي

قصيدة: قلب الأم

يقول الشاعر أديب مظهر:[٩]

أغرى امرؤٌ يوماً غلاماً جاهلاً

بنقوده حتى ينالَ به الوطرْ

قال: ائتني بفؤاد أمّكَ يا فتًى

ولكَ الجواهرُ واللآلئ والدُّرَر

فمضى وأغمدَ خِنجراً في صدرها

والقلبُ أخرجَه وعاد على الأثر

يا هولَ ما فعل الغلامُ كأنّهُ

من دون قلبٍ أو له قلبٌ حَجَر

ولفرط سرعته هوى فتدحرج الْـ

قلبُ المعنّى في التراب كما عثر

ناداه ذاك القلبُ وهو مُعفَّرٌ

ولدي حبيبي هل أصابكَ من ضرر

قد كان هذا الصوتُ رغمَ حُنوِّهِ

غضبَ السماءِ به على الولدِ انهمر

ورأى فظيعَ جنايةٍ لم يأتها

أحدٌ سواه منذ تاريخِ البشر

فارتدَّ نحو القلبِ يغسله بما

فاضت به عيناه من سيل العِبَر

ويصيح مُرتعداً: أيا قلبُ انتقمْ

منّي فإنّ جريمتي لا تُغتفر

واستلَّ خنجرَه ليطعنَ قلبَهُ

طعناً سيبقى عِبْرةً لمنِ اعتبر

ناداه قلبُ الأمِّ: كُفَّ يداً ولا

تذبحْ فؤادي مَرّتين على الأثر

المراجع

  1. " الأم تلثم طفلها وتضمه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023.
  2. "وجه أمي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023.
  3. "إلى أمي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023.
  4. "الأم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023.
  5. "بطاقة حب .. إلى أمي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023.
  6. "أمي هي الكون الفسيح كما أرى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023.
  7. "إلى أمي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023.
  8. "أمي"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023.
  9. "قلب الأم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023.
4080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×