محتويات
قصيدة لا يحملُ الحِقدَ
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
- ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ
ومن يكنْ عبد قومٍ لا يخالفهمْ
- إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا
قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمُ
- واليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا
لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا
- منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ العربُ
لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ
- يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَني النَسبُ
إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي
- قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ
اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً
- يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها
- عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً
- وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ
إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ
- وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ
والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا
- والطّعن مثلُ شرارِ النَّار يلتهبُ
إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركةٍ
- تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَبُ
لي النفوسُ وللطّيرِ اللحومُ ولل
- وحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَة السَّلَبُ
لا أبعدَ الله عن عيني غطارفةً
- إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُوا
أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم
- إلاَّ الأَسِنَّةُ والهِنْدِيَّةُ القُضْبُ
تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرةٌ
- مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَببُ
ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً
- بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّببُ
فالعميْ لو كانَ في أجفانهمْ نظروا
- والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا
والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي
- والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُبُ
قصيدة أُعاتِبُ دَهراً
أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ
- وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ
وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني
- وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ
خَدَمْتُ أُناساً وَاتَّخَذْتُ أقارباً
- لِعَوْنِي وَلَكِنْ أصْبَحُوا كالعَقارِبِ
يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبةٍ
- وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ
ولولا الهوى ما ذَلَّ مثلي لمثلهم
- ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ
ستذكرني قومي إذا الخيلُ أصبحتْ
- تجولُ بها الفرسانُ بينَ المضاربِ
فإنْ هُمْ نَسَوْني فالصَّوَارمُ والقَنا
- تذكرهمْ فعلي ووقعَ مضاربيِ
فيَا لَيْتَ أَنَّ الدَّهْرَ يُدني أَحبَّتي
- إليَّ كما يدني إليَّ مصائبيِ
ولَيْتَ خيالاً مِنكِ يا عبلَ طارقاً
- يرى فيضَ جفني بالدموعِ السواكبِ
سأَصْبِرُ حَتَّى تَطَّرِحْني عَواذِلي
- وحتى يضجَّ الصبرُ بين جوانبيِ
مقامكِ في جوِّ السماء مكانهُ
- وَباعِي قَصيرٌ عَنْ نوالِ الكَواكِبِ
قصيدة رمتِ الفؤادَ مليحة
رمتِ الفؤادَ مليحةٌ عذراءُ
- بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ
مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ
- مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ
فاغتالني سَقمي الَّذي في باطني
- أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ
خطرتْ فقلتُ قضيبُ بانٍ حركت
- أعْطَافَهُ بَعْدَ الجَنُوبِ صَبَاءُ
ورنتْ فقلتُ غزالةٌ مذعورةٌ
- قدْ راعهَا وسطَ الفلاة بلاءُ
وَبَدَتْ فَقُلْتُ البَدْرُ ليْلَة تِمِّهِ
- قدْ قلَّدَتْهُ نُجُومَهَا الجَوْزَاءُ
بسمتْ فلاحَ ضياءُ لؤلؤ ثغرِها
- فِيهِ لِدَاءِ العَاشِقِينَ شِفَاءُ
سَجَدَتْ تُعَظِّمُ رَبَّها فَتَمايلَتْ
- لجلالهِا أربابنا العظماءُ
يَا عَبْلَ مِثْلُ هَواكِ أَوْ أَضْعَافُهُ
- عندي إذا وقعَ الإياسُ رجاءُ
إن كَانَ يُسْعِدُنِي الزَّمَانُ فإنَّني
- في هَّمتي لصروفهِ أرزاءُ
قصيدة دهتْني صروفُ الدّهر
دهتْني صروفُ الدّهر وانْتَشب الغَدْرُ
- ومنْ ذا الذي في الناس يصفو له الدهر
وكم طرقتني نكبة ٌبعد نكبةٍ
- ففَرّجتُها عنِّي ومَا مسَّني ضرُّ
ولولا سناني والحسامُ وهمتي
- لما ذكرتْ عبسٌ ولا نالها فخرُ
بَنَيْتُ لهم بيْتاً رفيعاً منَ العلى
- تخرُّ له الجوْزاءُ والفرغ والغَفْرُ
وها قد رَحَلْتُ اليَوْمَ عنهمْ وأمرُنا
- إلى منْ له في خلقهِ النهى والأمر
سيذْكُرني قَومي إذا الخيْلُ أقْبلت
- وفي الليلة الظلماءِ يفتقدُ البدر
يعيبون لوني بالسواد جهالة
- ولولا سواد الليل ما طلع الفجر
وإن كانَ لوني أسوداً فخصائلي
- بياضٌ ومن كَفيَّ يُستنزل القطْر
محوتُ بذكري في الورى ذكر من مضى
- وسدتُ فلا زيدٌ يقالُ ولا عمرو
قصيدة إذا كشفَ الزَّمانُ
إذا كشفَ الزَّمانُ لك القِناعا
- ومَدَّ إليْكَ صَرْفُ الدَّهر باعا
فلا تخشَ المنية واقتحمها
- ودافع ما استطعتَ لها دفاعاً
ولا تخترْ فراشاً من حريرٍ
- ولا تبكِ المنازلَ والبقاعا
وحَوْلَكَ نِسْوَة ٌ ينْدُبْنَ حزْناً
- ويهتكنَ البراقعَ واللقاعا
يقولُ لكَ الطبيبُ دواك عندي
- إذا ما جسَّ كفكَ والذراعا
ولو عرَفَ الطَّبيبُ دواءَ داء
- يَرُدّ المَوْتَ ما قَاسَى النّزَاعا
وفي يوْم المَصانع قد تَركنا
- لنا بفعالنا خبراً مشاعاً
أقمنا بالذوابل سُوق حربٍ
- وصيَّرنا النفوس لها متاعاً
حصاني كانَ دلاّل المنايا
- فخاض غُبارها وشَرى وباعاً
وسَيفي كان في الهيْجا طَبيباً
- يداوي رأسَ من يشكو الصداع
أَنا العبْدُ الَّذي خُبّرْتَ عَنْهُ
- وقد عاينْتَني فدعِ السَّماعا
ولو أرْسلْتُ رُمحي معْ جَبانٍ
- لكانَ بهيْبتي يلْقى السِّباعا
ملأْتُ الأَرضْ خوْفاً منْ حُسامِي
- وخصمي لم يجدْ فيها اتساعاً
إذا الأَبْطالُ فَرَّت خوْفَ بأْسي
- ترى الأقطار باعاً أو ذراعاً