قصة أبي بن كعب مع الجن

كتابة:
قصة أبي بن كعب مع الجن

قصة أبي بن كعب مع الجن

قصة الصحابي أُبي بن كعب -رضي الله عنه- مع الجنّ قصة صحيحة، جاءت في كتب السنن، وأبرز ما جاء فيها ما يأتي:

  • قصة ظهور الجنّ لأُبي بن كعب في صحيح ابن حبان

عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-: (أنَّه كان لهم جَرِينٌ فيه تمرٌ، وَكَانَ مِمَّا يَتَعَاهَدُهُ فَيَجِدُهُ يَنْقُصُ، فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ كَهَيْئَةِ الْغُلَامِ الْمُحْتَلِمِ، قَالَ: فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَ، جِنٌّ أَمْ إِنْسٌ؟ فَقَالَ: جِنٌّ، فَقُلْتُ: نَاوِلْنِي يَدَكَ، فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ، فَقُلْتُ: هَكَذَا خُلِقَ الْجِنُّ، فَقَالَ: لَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ أَنَّهُ مَا فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنِّي، فَقُلْتُ: مَا يَحْمِلُكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُصِيبَ مِنْ طَعَامِكَ، قُلْتُ: فَمَا الَّذِي يَحْرِزُنَا مِنْكُمْ؟، فَقَالَ: هَذِهِ الْآيَةُ، آيَةُ الْكُرْسِيِّ، قَالَ: فَتَرَكْتُهُ، وَغَدَا أَبِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ، فقال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: صدق الخبيث)،[١]والجرين: موضع تجفيف التَّمْر، وهو له كالبيدر للحنطة.

  • قصة ظهور الجنّ لأُبي بن كعب في الترغيب والترهيب

عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-: (أنَّه كان لهم جَرينٌ فيه تمرٌ وكان ممَّا يَتَعاهدُ فيجِدُه ينقُصُ فحرسه ذاتَ ليلةٍ فإذا هو بدابَّةٍ كهيئةِ الغلامِ المُحتلِمِ قال فسلَّم فردَّ عليه السَّلامَ فقلتُ ما أنت جنٌّ أم إنسٌ قال جنٌّ فقلتُ ناوِلْني يدَك فإذا يدُ كلبٍ وشعرُ كلبٍ فقلتُ هذا خلقُ الجنِّ فقال لقد علِمتِ الجنُّ أنَّ ما فيهم من هو أشدُّ منِّي فقلتُ ما يحمِلُك على ما صنعتَ قال بلغني أنَّك تُحبُّ الصَّدقةَ فأحببْتُ أن أُصيبَ من طعامِك فقلتُ ما الَّذي يُحرِزُنا منكم قال هذه الآيةُ آيةُ الكرسيِّ قال فتركتُه وغدا أبي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبره فقال صدق الخبيثُ).[٢]

قدرة الجنّ على التشكل ورؤيتهم

خلق الله -تعالى- الجن وأعطاه القدرة على التشكل، وبيّنت الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك، ويمكن اختصار الأدلة وأقوال أهل العلم فيما يأتي:

  • من القرآن الكريم

قال -تعالى-: (وَإِذ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَإِنّي جارٌ لَكُم فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيهِ وَقالَ إِنّي بَريءٌ مِنكُم إِنّي أَرى ما لا تَرَونَ إِنّي أَخافُ اللَّـهَ وَاللَّـهُ شَديدُ العِقابِ).[٣]

أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية قول ابن عباس: إنّ ذلك كان يوم بدر لما جاء إبليس بجنده مع المشركين في صورة سُراقة بن مالك.[٤]

  • من السنة النبوية

قصة أبي هريرة -رضي الله عنه- لما أمره النبي -عليه الصلاة والسلام- بحفظ أموال الصدقات، عن أبي هريرة قال: (وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - فَذَكَرَ الحَدِيثَ -، فَقالَ: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبُكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ ذَاكَ شيطَانٌ).[٥]

  • أقوال العلماء

تعدّدت أقوال العلماء في مسألة رؤية الجنّ وتشكلهم، ومن هذه الأقوال ما يأتي:[٦]

  • رأي الجمهور، يعتقدون بقدرة الجنّ على التشكّل، وقد يرونهم في غير صورهم الأصلية، أحياناً لبعض الناس.
  • الفريق الثاني، قالوا: إن رؤية الجن مختصة بالأنبياء -عليهم السلام- فقط، وممن قال بذلك: الشافعي، وابن حزم، والنحاس، والقشيري، وبعض المحْدَثين.
  • الفريق الثالث، ينكرون رؤية البشر للجن، سواء كانوا أنبياء أو غير أنبياء، وهو قول لبعض المحْدَثين.
  • الفريق الرابع، توسّعوا في مسألة رؤيتهم، فيثبتونها للأنبياء بصورهم الأصلية، وكذلك من اختصه الله بذلك من غير الأنبياء من البشر، وهو قول الألوسي، وابن العربي.

شواهد قصة أبي بن كعب مع الجنّ

وردت في كتب السنة كثير من الشواهد الصحيحة التي تثبت قدرة الجنّ على التشكل وإمكانية رؤيتهم، وهي من القضايا الغيبية التي ينحصر دور العقل معها في النظر وفي الأدلة وصحتها، وقد تكرّرت رؤية الجنّ لعدد من الصحابة، من أبرزهم:

  • قصة أبي هريرة، سبقت الإشارة إليها.
  • قصة أبي أيوب الأنصاري، رواها الترمذي وفيها أنّ الجنّ أخبرت بقراءة آية الكرسي.[٧]
  • قصة معاذ بن جبل، أوردها السيوطي، وهي قريبة من قصة أبي هريرة.[٨]

فوائد قصة أُبي بن كعب مع الجنّ

ذكر شُرَّاح الحديث فوائد عديدة على أحاديث رؤية الجنّ وتشكلهم، أهمها:[٩]

  • بيان فضل آية الكرسي، وأنّها تحمي من قرأها من الشياطين.
  • ظهور الجن وتكلمهم بكلام الإنس.
  • إن الشيطان قد يتصور ببعض الصور التي تُمكن رؤيته.
  • إنّ الجن تسرق وتخدع.
  • إن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن.
  • إنّ الحكمة قد يتلقاها الفاجر، فلا ينتفع بها وتُؤخذ عنه فينتفع بها.
  • إنّ الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به.

المراجع

  1. رواه محمد بن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:784، قال شعيب الأرناؤوط في تخريج الحديث -إسناده قوي.
  2. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:2/317، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  3. سورة الأنفال، آية:48
  4. إسماعيل بن عمر بن كثير، تفسير ابن كثير (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 64، جزء 4. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3275، معلق.
  6. عبد الكريم عبيدات (1999)، عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 2)، الرياض:دار إشبيليا، صفحة 29. بتصرّف.
  7. رواه محمد بن عيسى الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبو أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:2880 ، قال عنه الألباني صحيح.
  8. رواه جلال الدين السيوطي، في الخصائص الكبرى، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:2/95، إسناده رجاله موثقون.
  9. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، صفحة 489. بتصرّف.
5095 مشاهدة
للأعلى للسفل
×