قصة أصحاب الأخدود من سورة البروج

كتابة:
قصة أصحاب الأخدود من سورة البروج


قصة أصحاب الأخدود من سورة البروج

عند تتبع القصة من خلال السورة نجد أنها تُبيّن ما يأتي:[١]

  • يبدأ الحديث بلعن الظلمة الذين قاموا بإحراق المؤمنين بالنار في الخندق الكبير الذي حفروه: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ* النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ).[٢]
  • ثم تبين أنهم ظلوا ملازمين حول الخندق يتأملون إحراق المؤمنين، وهذا دليل قسوتهم: (إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ* وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ).[٣]
  • ثم تُبيّن الآيات سبب هذا الظلم، وهو أنّ المؤمنين قد اتبعوا الدين الحق فآمنوا بالله -سبحانه وتعالى-، العزيز الذي لا يُغالب المستحق للحمد على كل شؤونه، الذي يملك السماوات والأرض، والذي يشهد كل شيء ومنه هذا الحادث: (وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ* الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).[٤] 
  • ثم تبيّن الآيات مصير هؤلاء الظلمة إن أصرّوا على كفرهم: (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ).[٥]
  • أخيراً تبيّن مصير المؤمنين الذين تحمّلوا هذه الفتنة العظيمة: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ).[٦]

ملخص القصة

قصة أصحاب الأخدود هي قصة حاكم طاغية زعم أنه إليه، وكان لديه ساحر يساعده في السيطرة على الناس وإغوائهم وإضلالهم عن دين التوحيد، فلما كَبُر طلب مساعداً له يعلمه السحر فجاءه فتى ذكي.

وأخذ يتعلم السحر، وفي أثناء تعلّمه صادف راهباً فدعاه إلى الدين الحق، فتنازعت الفتى قوتان فتردد في الأمر، ولم يعرف ما هو الصواب: السحر أم دين الراهب، ثم هداه الله -عز وجل- للحق، فنشط لتبليغ الحق للناس.[٧]

وكان من توفيق الله -سبحانه وتعالى- للفتى ومما زاد في انتشار دعوته أنّ الله -عز وجل- جعل على يديه شفاء لأمراض القوم مثل: العمى والبرص، فلما علم الحاكم بذلك حاول أن يقتله بأكثر من طريقة، ولكنه فشل في ذلك، فدله الفتى على طريقة يتمكن بها من قتله، وهي أن يجمع الناس في مكان واحد، ثم يصلبه ويتناول سهما من كنانة الفتى، ثم يصوب عليه قائلا: "بسم الله رب هذا الغلام".[٧]

وفعل ذلك الحاكم، فلما سمع الناس قول الحاكم دخلوا جميعهم في الدين؛ لأنهم عرفوا أنّ الحاكم لم يستطع قتل الفتى إلا بأمر الله الحق -سبحانه وتعالى- فقام عندها الطاغية بإحراق رعاياه بالنار في خندق عظيم.[٧]

التعريف بسورة البروج

سورة البروج سورة مكية، تسمى سورة "الروج"، كما تسمى سورة "السماء ذات البروج"، وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- أنه يصلي بها العشاء، وعدد آياتها: اثنتان وعشرون آية، وقد نزلت بعد سورة الشمس وقبل سورة التين، وتهدف السورة إلى تثبيت المؤمنين، وتسليتهم عما أصابهم من أعدائهم، عن طريق ذكر جانب مما تحمله المجاهدون من قبلهم.[٨]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين (2009)، التفسير الميسر، السعودية:مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 590، جزء 1. بتصرّف.
  2. سورة البروج، آية:5-4
  3. سورة البروج، آية:6-7
  4. سورة البروج، آية:8-9
  5. سورة البروج، آية:10
  6. سورة البروج، آية:11
  7. ^ أ ب ت ابن كثير (2003)، البداية والنهاية (الطبعة 1)، صفحة 23-26، جزء 3. بتصرّف.
  8. محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 341، جزء 15. بتصرّف.
6875 مشاهدة
للأعلى للسفل
×