قصة أصحاب الأيكة من القرآن الكريم

كتابة:
قصة أصحاب الأيكة من القرآن الكريم

قصة أصحاب الأيكة من القرآن الكريم

سموا أصحاب الأيكة بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة الغيضة وهي التي تنبت شجراً ناعماً وكثيفاً ملتفاً بعضه حول بعض، وقد سكنوا في منطقة قريبة من مدينة مدين، وهم قوم النبي شعيب -عليه السلام-، وقد بعث الله -سبحانه وتعالى- من الأنبياء إليهم النبي شعيب -عليه السلام-؛ ليدعوهم إلى عبادة الله -سبحانه وتعالى-.[١]

وكان موقفهم من دعوة النبي شعيب -عليه السلام- التكذيب وبذلك كانوا مكذبين ومنكرين لجميع الرسالات السماوية، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم في العديد من الآيات الكريمة قال -تعالى-: (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ* وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ).[٢][١]

النبي شعيب -عليه السلام- وأصحاب الأيكة

أرسل الله -تعالى- النبي شعيب -عليه السلام- إلى قوم أصحاب الأيكة، وقد كانوا قوماً ظالمين فهم مشركون بالله -سبحانه وتعالى-، وكانوا يقطعون الطريق على الناس، ويطففون في المكيال والميزان، والإنقاص من حقوق الناس، قال -تعالى-: (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ* وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ* وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)،[٣] والإفساد في الأرض.[٤]

وكان النبي شعيباً -عليه السلام- يحذرهم من أفعالهم وأنها تجلب عذاب وسخط الله -سبحانه تعالى-؛ لكي يتعظوا وينتهوا عن ذلك وأنه لا يريد منهم أجراً على ذلك، قال -تعالى-: (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ).[٥][٤]

وأمرهم النبي شعيب -عليه السلام- بأن يقوموا بوزن متاع الناس بالميزان الصحيح العادل والمستقيم، وعدم التعدي على الناس بالقتل والسرقة، وأن الله -سبحانه وتعالى- عالم بأعمالهم وسوف يحاسبهم عليها، فقاموا بالاستهزاء من دعوته، واتهام سيدنا شعيب -عليه السلام- بالسحر والجنون، وأن ما يقوله كذب، وأنه ممثلهم لكنه يدعي النبوة، وأعرضوا عما يقوله ولم يستجيبوا لدعوته.[٦]

العذاب الذي أُرسل على أصحاب الأيكة

قالوا للنبي شعيب -عليه السلام- أنزل علينا كما تدعي يا شعيب عذاباً من السماء إن كنت صادقاً في ذلك، ولكن النبي شعيب -عليه السلام- حذرهم من فعلهم ولم ينتهوا؛ فعاقبهم الله -سبحانه وتعالى- فأرسل عليهم العذاب وهو يوم الظلة، فكانوا يهربون من مكان إلى مكان بسبب الحر الشديد، واستمر العذاب سبعة أيام متتالية، ثم جاءت سحابة من الشمس.[٦]

وكانت شديدة الحرارة، فذهب أصحاب الأيكة لكي يستظلوا بها من الحر، فأسقط الله -سبحانه وتعالى- عليهم من السحابة قطع من النار فأحرقتهم وأهلكتهم جميعاً فكانت كالصاعقة عليهم؛ وهذا بسبب تكذيبهم بالله -سبحانه وتعالى-، وتمردهم على النبي شعيب -عليه السلام-، أما من آمن منهم مع نبي الله شعيب -عليه السلام- فقد حماه الله -سبحانه وتعالى- من العذاب، وهكذا تكون عاقبة المكذبين بالله -سبحانه وتعالى- وبرسله -عليهم الصلاة والسلام-.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، صفحة 557. بتصرّف.
  2. سورة الشعراء، آية:176-180
  3. سورة الشعراء، آية:180-182
  4. ^ أ ب د وهبة بن مصطفى الزحيلي، التفسير البسيط، صفحة 1233. بتصرّف.
  5. سورة الشعراء، آية:180
  6. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، صفحة 558. بتصرّف.
5736 مشاهدة
للأعلى للسفل
×