محتويات
أم حبيبة رضي الله عنها
اسمها ونسبها
أم حبيبة هي إحدى زوجات النبي، وهي الصحابيّة الجليلة وأمّ المؤمنين رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشية الأموية،[١] وأمّها صفية بنت أبي العاص عمّة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-؛ فأمّ حبيبة ذات نسبٍ رفيعٍ في قريش؛ أبوها أبو سفيان زعيم قريش، وأخوها معاوية بن أبي سفيان.[٢]
وقد تزوّجت أم حبيبة -رضي الله عنها- قبل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من عبيد الله بن جحش بن رياب الأسدي، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له ابنته حبيبة في الحبشة، وبها كُنّيت بأم حبيبة.[٣]
إسلامها وهجرتها
كانت أمّ حبيبة -رضي الله عنها- من السابقين الأولين إلى الإسلام، فأسلمت في سنوات البعثة الأولى، وهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش الهجرة الثانية للحبشة، كما هاجرًا بعض المسلمين الأوائل في مكّة؛ هربًا من أذى قريش، وتنقل الروايات أنّ عبيد الله زوج أمّ حبيبة تنصّرها وارتدّ عن الإسلام وهو في الحبشة؛ فتركته أمّ حبيبة وبقيت وابنتها وحدها.[٢]
قصة زواجها بالنبي
بعد أن تركت أمّ حبيبة -رضي الله عنها- زوجها عبيد الله بن جحش، أرسل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى النجاشي ملك الحبشة؛ يطلب الزواج منها، ولمّا أُخبرت أمّ حبيبة بذلك؛ وكّلت خالد بن سعيد بن العاص ليزوّجها، فتزوجها النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وليس في أزواجه من هي أقرب نسبًا إليه.[٤]
وقيل كذلك إنّه ليس من أزواج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الذين تزوّجهنّ أبعد منزلًا ومكان منها؛ حيث عقد عليها وهي في الحبشة وهو في مكة سنة ستٍ للبعثة، كما روي أنّها كانت أكثر أزواج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مهرًا؛ حيث بلغ مهرها أربعمئة دينارٍ كما تذكر الروايات.[١]
قصتها مع أبي سفيان
تذكر الروايات موقفًا لأمّ حبيبة -رضي الله عنها- مع أبيها أبي سفيان؛ أنّه قدم إلى المدينة المنوّرة بعد صلح الحديبية وكان مشركًا؛ ليطلب من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أن يمدّد الصلح، ودخل أبو سفيان إلى بيت أمّ حبيبة، وأراد الجلوس على فراشٍ للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فثنت الفراش وأبعدته عنه، وحين سألها أبو سفيان عن ذلك، أخبرته أنّها تكره جلوسه وهو كافرٌ على فراش رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.[٥]
وفاتها
روى الحاكم في المستدرك أنّ أم حبيبة -رضي الله عنها- حين حضرتها الوفاة أرسلت إلى أمّهات المؤمنين عائشة وأم سلمة تستسمحهنّ، كما جاء في رواية عوف بن الحارث من قوله: (سَمِعْتُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ: دَعَتْني أُمُّ حَبيبةَ زوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْدَ موْتِها، فقالتْ: قدْ كانَ بيْنَنا ما يكونُ بيْنَ الضَّرائرِ، فغَفَرَ اللهُ ذلِكَ كُلَّهُ وتَجاوَزَ، وحَلَّلْتُكِ مِن ذلكَ كُلِّهِ. فقالتْ عائشةُ: سرَرْتَني سَرَّكِ اللهُ، وأرْسلَتْ إلى أُمِّ سَلَمةَ، فقالتْ لها مِثلَ ذلك).[٦][٥]
وكانت وفاتها -رضي الله عنها- في خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، سنة أربعٍ وأربعين للهجرة، وقيل سنة اثنين وأربعين للهجرة في روايةٍ أخرى، وتوفّي في المدينة المنوّرة ودفنت فيها -رضي الله عنها وأرضاها-.[٥]
المراجع
- ^ أ ب الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 477-480. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 96-100. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 303. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 746. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 142. بتصرّف.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن عوف بن الحارث، الصفحة أو الرقم:6951، سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات.