قصة أويس القرني

كتابة:
قصة أويس القرني

تعريف التابعين

جاء جيل التابعين بعد عهد النبي -صلى الله وسلم، التقوا بالصحابة الكرام -رضي الله عنهم-، ولا يشترط طول الصحبة لصحابة رسول الله، فكلُّ من لقي الصحابة مسلمًا ومات على الإسلام فهو من التابعين، أخذ التابعون علمهم عن الصحابة، وقد وضع الصحابة البذرة الأولى لهذا الدين وقام بعدهم التابعون بنشره في كل بقاع الأرض واضعين الأساس المتين لدين الإسلام، وحموا الدين الإسلامي من التحريف والضياع بعد دخول الكثير من العرب والأعاجم فيه، فكان جيل التابعين هم حلقة الوصل بين عصر النبوة والصحابة والعصور التي جاءت بعدهم، وسيتحدث هذا المقال عن قصة أويس القرني الذي يُقال عنه سيد التابعين.[١]

أويس القرني سيد التابعين

هو أويس بن عامر بن جزء بن مالك المرادي ثم القرني، أحد أشهر التابعين الزَُّهاد المشهورين، وهو سيد التابعين على اختلاف الآراء حول ذلك، روى أويس عن الصحابة عمر وعلي -رضي الله عنهم-، وقد تعلَّم من الصحابة الكرام ورعهم وعلمهم، وأصبح من أئمة التابعين، وتعلَّم منه كثير من الخَلق، تعلموا من بره لأمه ومن عبادته، وقد كانت له مكانة رفيعة عند الصحابة بسبب الحديث الذي حدثه عنه النبي صلى الله عليه وسلم، سرُّ تقرّبه من الله هو معرفته لحقيقة هذه الدنيا فزهد بها، وقد كان ينصح الناس بأخلاقه وحسن تعامله معهم أكثر من نصحهم بالكلام، فصار قدوة بين الناس، وقد ولد في اليمن وعاش مع قومه بني مراد، ثم انتقل للكوفة، وناصر سيدنا علي في خلافته، واستشهد في معركة صفين، كما كان يريد، فقد كان يدعو الله دائمًا أن يرزقه الشهادة وكان له ما يريد.[٢]

قصة أويس القرني

تعتبر قصة أويس القرني دليل من دلائل النبوة، وقد أخبر النبي صحابته الكرام في الحديث الشريف معلوماتٍ كاملة عن رجلٍ لا يعرفونه ولم يسبق لهم أن سمعوا به، يعرفه أهل السماء ولا يعرفه أهل الأرض، وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- برَّ أويس بأمه المكفوفة البصر، وأخبرهم نسبه ومن أيِّ الأقوام هو، وحتى عن مرضٍ كان فيه وبرئ منه وكان ذلك في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: " بَيْنَمَا النَّبِي بِفنَاء الْكَعْبَة إِذْ نزل عَلَيْهِ جِبْرِيل فَقَالَ: يَا مُحَمَّد إِنَّه سيخرج فِي أمتك رَجُل يشفع فيشفعه الله فِي عدد ربيعَة وَمُضر فَإِن أَدْرَكته فَاسْأَلْهُ الشَّفَاعَة لأمتك فَقَالَ يَا جِبْرِيل مَا اسْمه وَمَا صفته قَالَ: أما اسْمه فأويس وَأما صفته وقبيلته فَمن الْيمن من مُرَاد وَهُوَ رجلٌ أصهب مقرون الحاجبين أدعج الْعَينَيْنِ بكفه الْيُسْرَى وضح أَبيض فَلم يزل النَّبِي يَطْلُبهُ فَلم يقدر عَلَيْهَا فَلَمَّا احْتضرَ النَّبِي أوصى أَبَا بَكْر وَأخْبرهُ بِما قَالَ لَهُ جِبْرِيل فِي أويس الْقَرنِي فَإِن أَنْت أَدْرَكته فَاسْأَلْهُ الشَّفَاعَة لَك ولأمتي فَلم يزل أَبُو بَكْر يَطْلُبهُ فَلم يقدر عَلَيْهِ فَلَمَّا احْتضرَ أَبُو بَكْر الصّديق أوصى بِهِ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَأخْبرهُ بِما قَالَ لَهُ رَسُول الله وَقَالَ يَا عُمَر إِن أَنْت أَدْرَكته فَاسْأَلْهُ الشَّفَاعَة لي وَلأمة رَسُول الله"[٣]، وقد ظلَّ عمر بن الخطاب يسأل عن خبر هذا الرجل حتى وجده وتأكَد أنَّه أويس القرني وسأله أن يستغفر له، وأخبره بحديث النبي عنه، فاستغفر له أويس وذهب للعيش بين عامة الناس، واشتهر بعدها بتخفيفه من الدنيا، ونصحه للناس، وعبادته وورعه. [٤]

المراجع

  1. "من هم التابعون ؟ ومن هم أتباع التابعين ؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2019. بتصرّف.
  2. " من أعلام التابعين.. أويس القرني"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2019. بتصرّف.
  3. رواه السيوطي ، في اللآلئ المصنوعة، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 1/448، إسناده لا بأس به وله طرق عديدة.
  4. "أُوَيْس الْقَرَنِيّ والإعجاز النبوي"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-05-2019. بتصرّف.
4204 مشاهدة
للأعلى للسفل
×