قصة أويس القرني مع والدته

كتابة:
قصة أويس القرني مع والدته

سبب منقبة أويس برِّه بأمه

كان أويس حياً في زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- وآمن به، لكنه لم يلقه ولا كاتبه؛ ففاته شرف الصحبة؛ لذلك هو من التابعين المخضرمين،[١]وسبب عدم قدومه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بره بأمه.[٢]

ولا شك أن شرف صحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- يستحق أن يرحل بسببه أويس من بلده إلى المدينة النبوية من أجله؛ لكن يبدو أن سفره يتعارض مع البقاء لخدمة أمه والبر بها، فآثر أن يبقى إلى جانبها يؤدي حقها عليه، وفي مقابل ذلك فاته شرف لقاء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وصحبته والتعلم منه.[٣]

وكان عوضه من الله -تعالى- بهذه المنقبة العظيمة أن ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالاسم والصفة، وأثنى عليه بخير، وجعل تضحيته بشرف الصحبة من أجل البر بأمه فضيلة عظيمة؛ كانت سبباً في رفع منزلته عند الله -تعالى-؛ بأن صار مجاب الدعوة، وبلغ من رفعة مقام أويس أن يطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصحابة أن يطلبوا منه الدعاء والاستغفار لهم.[٤]

التعريف به

هو أبو عمرو أويس بن عامر المرادي القرَني اليماني،[٥] يخطئ الكثيرون في لفظ نسبته، فيقولون القرْني بسكون الراء، والصحيح بفتحها، وصفه العلماء بأنه سيد التابعين في زمانه، وإمام الزهاد وسيد العُبّاد.[٦]

ذكر النبي صلى الله عليه وسلم له

انفرد أويس بفضيلة لم يشاركه فيها أحد؛ فقد ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، وأثنى عليه ولقّبه بخير التابعين، وذكر أنه بارّ بأمه، وأنه مجاب الدعوة، وطلب ممن يلقاه من الصحابة أن يطلب منه الدعاء والاستغفار له.

وقد ثبت ذكره في السنة النبوية عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ فقد كان ‌عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن يسألهم: (أفيكم أويس ابن عامر؟ حتى أتى على أويس، فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد ثم من قرن؟، قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم).[٧]

(قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي!، فاستغفر له).[٧]

وقد أراد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يكتب لعامله على الكوفة أن يستوصي خيراً بأويس، لكنه رفض؛ فكان أويس ورعاً ويريد أن يبقى مغموراً رغبةً في الإخلاص وعدم الشهرة،[٨] وهذا من تواضعه وشدة إيمانه -رحمه الله-.

المراجع

  1. الأثيوبي، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج، صفحة 162. بتصرّف.
  2. أبو نعيم الأصفهاني، حلية الاولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 87. بتصرّف.
  3. عبد الباري محمد داود، أويس القرني سيد التابعين وعلم الأصفياء، صفحة 117. بتصرّف.
  4. عبد الباري محمد داود، أويس القرني سيد التابعين وإمام الأصفياء، صفحة 118. بتصرّف.
  5. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 19. بتصرّف.
  6. أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 79. بتصرّف.
  7. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:2542، صحيح.
  8. مسلم، صحيح مسلم، صفحة 189. بتصرّف.
4204 مشاهدة
للأعلى للسفل
×