محتويات
من هو النجاشي؟
هو أصحمة النجاشيّ، أسلمَ ومات قبل الفتح، وهو ملك الحبشة، وقد صلّى عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صلاة الجنازة؛ حيث جاءه خبر وفاته ولكنّه لم يره.[١]
للتعرّف إلى النجاشي وشخصيته قم بالاطلاع على هذا المقال: من هو النجاشي
أمر النبي أصحابه بالهجرة إلى الحبشة
كم عدد الذين هاجروا إلى الحبشة أول مرة؟
بدأت الاضطهادات والمضايقات تطال المسلمين منذ منتصف ونهاية السنة الرابعة من النبوّة، وبلغت ذروتها أواسط السنة الخامسة، فكان لا بدّ للمسلمين أن يتحركوا وأن يجدوا حلًّا للخلاص من هذا العذاب، وكان ذلك موافقًا لفترة نزول سورة الكهف، والتي قد ورد فيها عددٌ من القصص والعبر، ومنها أنّ اعتزال الكافرين يقي من الفتن، كما أعقبها نزول سورة الزمر، والتي أشارت إلى الهجرة، وقد كان النجاشيّ معروفًا بأنّه ملكٌ عادل، فأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- المسلمين بالهجرة إلى الحبشة.[٢]
وكان أول وفد من المهاجرين في رجب من السنّة الخامسة من النبوّة، وكان مكوّنًا من اثني عشر رجلًا وأربع نسوة، وكان على رأس الوفد عثمان بن عفان والسيّدة رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنهما.[٢]
لحاق المشركين بالمسلمين إلى الحبشة
كيف تمكن المسلمون من الهجرة إلى الحبشة؟
خرج المسلمون تحت جنح الظّلام قاصدين الحبشة، واختاروا ذلك الوقت كي لا تنتبه لهم قريش، وخرجوا إلى البحر، إلى ميناء شعيبة، وشاءت الأقدار أن تجمعهم مع سفينتين تجاريتين نقلتهم إلى الحبشة، فشعرت قريش بمحاولتهم للذهاب إلى الحبشة وحاولت اللحاق بهم، ولكن ما إن وصلت قريش إلى الشاطئ، كان المسلمون قد انطلقوا آمنين.[٢]
المشركون يطلبون من النجاشي تسليم المسلمين!
لماذا لحق المشركون المسلمين إلى الحبشة؟
وقد أخذت قريش قرارًا في اللحاق بالمسلمين إلى الحبشة، ولكن الحبشة كانت مملكة قويّة لا يمكن مهاجمتها، بالإضافة إلى أنّ هناك علاقات طيّبة بينمكّة والحبشة، فقررت قريش أن ترسل وفدًا إلى الحبشة تطلب منها أن تردّ لها المسلمين، ولأنّ ملك الحبشة -النجاشي- معروفًا بعدله فلا بدّ لقريش أن تستخدم أسلوب الحيلة لتصل إلى مرادها، فبعثت أكثر رجالها حنكةً وأقدرهم على المكر وهما عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة.[٣]
وكان عمرو بن العاص صديقًا للنجاشي، بالإضافة إلى أنّ أخاه وأخا عبد الله كانا من المهاجرين إلى الحبشة، فاجتمعت القضية الشخصية مع المهمّة الرسميّة، وقد بعثت قريش مع الوفد الكثير من الهدايا الثمينة بمثابة رشوة؛ ليقبل النجاشي أن يسلّم المسلمين، ولم يذهبْ عمر بن العاص مباشرةً إلى النجاشيّ، بل ذهب إلى البطارقة وهم كبار رجال الدين والسياسة هناك وأخذ لهم الهدايا، وبذلك ضمن وقوفهم بجانبه ضدّ المسلمين.[٣]
ثمّ دخل عمرو على النجاشيّ وكان لقاءً طيّبًا، وقدم عمرو له الهدايا، ثمّ بدأ بالكلام، وتحدّث له عن المسلمين، ووصفهم بأنهم مجموعة من السفهاء قد دخلوا بلاده، وأنّهم خالفوا دين أهلهم كما أنّهم لم يدخلوا في دين قومك، وبيّن له أنّ أشراف القوم قد جاؤوا إليه ليردوهم، ووقف إلى جانبه البطارقة وأيّدوه بكلامه، وكانت كلّ غاية عمرو وعبد الله ألّا يسمع النجاشي كلام المسلمين فيقتنع به.[٣]
ولكن النجاشيّ كان ملكًا عادلًا، فلم يقبل أن يسمع من طرفٍ واحد، وتشاور الميلون فيما بينهم، واختاروا أن يكون جعفر بن أبي طالب هم المتحدّث الرسميّ باسمهم جميعًا، وذلك لأنّه قد تحدّث مع النجاشي سابقًا وألِف الحديث معه، كما أنّه خطيبٌ قادرٌ عللى الكلام بحكمة، ولأنّه هاشميّ قرشيّ.[٣]
وقوع المناظرة أمام النجاشي
ما الحديث الذي دار أمام النجاشيّ؟
اجتمع الأساقفة والبطارقة وكبار رجال الدولة والنجاشيّ وسط الاجتماع، ومن طرفٍ كان عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، ومن جهةٍ أخرى المسلمين وعلى رأسهم جعفربن أبي طالب، ومباشرةً سأل النجاشيّ المسلمين عن دينهم، فتحدّث له جعفر عن الفرق بين الجاهليّة وعاداتها من عبادة أصنامٍ وغيرها، والإسلام دين التوحيد وعاداته وآدابه السامية من جهةٍ أخرى، فعدّد له جعفر الكثير من فضائل الإسلام، ثمّ روى جعفر ما تعرّض له المسلمون من ظلم واضطهاد من قبل المشركين، وطلب منه أن يكون عادلًا معهم.[٤]
النجاشي يتأمل قول جعفر بن أبي طالب
كيف نظر النجاشي لقول جعفر؟
سمع النجاشيّ أقوال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وأحسّ بالبشاعة والجهل اللذان كانا يعيشان بهما كفّار قريش، وقارن بين حياة الجاهليّة وفضائل الإسلام التي تحدّث عنها جعفر، فصدّقهم.[٥]
النجاشي يطلب من جعفر أن يتلو شيئًا من القرآن
لماذا طلب النجاشيّ سماع القرآن؟
بعد أن سمع النجاشي أقوال جعفر، طلب منه أن يقرأ عليه مما أنزله الله عليهم، فقرأ جعفر له بداية كهيعص؛ فبكى النجاشيّ وبكت أساقفته، ورفض أن يسلّم المسلمين لكفّار قريش؛ حيث رأى أنّ ما تلاه جعفر يخرج هو والذي جاء به عيسى من مشكاةٍ واحدة، وردّ النجاشيّ هدايا المشركين لهم.[٦]
إسلام النجاشي!
كيف أسلم النجاشي؟
عندما سأل النجاشيّ جعفر عن ربّه أجابه أنّه هو الذي بعث فيهم رسولًا، وأنّه هو الرسول الذي بشّر الله به عيسى الذي اسمه أحمد، وعندما سأله النجاشيّ عن قول الله عن عيسى، فقال أنّه روح الله وكلمته أخرجه منمريم العذراء، فمسك النجاشيّ عودًا من الأرض وقال للقسيسين ورجال دولته أنّ قوله عن عيسى ومريم يطابق ما يعرفونه ولم يزد فوق ذلك مقدار ذلك العود، ثمّ نطق الشهادتين.[٧]
المراجع
- ↑ مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير، كتاب جامع الأصول، صفحة 187. بتصرّف.
- ^ أ ب ت صفي الرحمن المباركفوري، كتاب الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 44-45. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية راغب السرجاني، صفحة 4-5. بتصرّف.
- ↑ صفي الرحمن المباركفوري، كتاب الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 47. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية راغب السرجاني، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ صفي الرحمن المباركفوري، كتاب الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 47-48. بتصرّف.
- ↑ سعد المرصفي، كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية، صفحة 277. بتصرّف.