محتويات
- ١ خروج عمر بن الخطاب لقتل النبي
- ٢ سماع عمر خبر إسلام أخته وزوجها
- ٣ اقتحام عمر بيت أخته وزوجها
- ٤ مدارسة أخت عمر وزوجها القرآن الكريم
- ٥ عمر بن الخطاب يقرأ القرآن للمرة الأولى
- ٦ ذهاب عمر بن الخطاب إلى النبي
- ٧ إسلام عمر بن الخطاب بين يدي النبي
- ٨ الجهر بالإسلام في مكة
- ٩ وصول خبر إسلام عمر لأبي جهل
- ١٠ حال المسلمين بإسلام عمر
خروج عمر بن الخطاب لقتل النبي
لماذا خرج عمر بن الخطاب لقتل النبي صلى الله عليه وسلم؟
ورد في قصة إسلام عمر بن الخطاب، أنه أسلم في الوقت الذي هاجر فيه المسلمون أوَّل مرة إلى الحبشة، وكان حينذاك من أشد أعداء الإسلام وأكثر من يعترض طريق المسلمين عند إعلان إسلامهم أو عند معرفته بإسلام أحد منهم، فقد امتاز بالقوة والبأس الشديد والشخصية القوية، وكان النبي يدعو أن يعزَّ الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام المكنى بأبي جهل،[١] وقد عزم عمر بن الخطاب على قتل النبي محمد بعد أن كثُر عدد الأشخاص الذين دخلوا الإسلام فحمل سلاحه وانطلق إليه.[١]
سماع عمر خبر إسلام أخته وزوجها
من أخبر عمر بإسلام أخته وزوجها؟
التقى عمر بن الخطاب بالصحابي نعيم بن عبد الله النحام وكان من الذين أسلموا سرًّا في مكة، فاستفسر عن المكان الذي يقصده عمر، وكان النحام من الذين يخفون إسلامهم في مكة، فاستفسر منه بعد أن رآه غاضبًا ويسرع في خطواته عن المكان الذي يقصده، فأخبره أنَّه يريد محمدًا، وقال: "هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفَّه أحلامها وعاب دينها وسبَّ آلهتها فأقتله"، فردّ عليه نعيم: والله لقد غرَّتك نفسك يا عمر، هل تظن أن بني عبد مناف وبني زهرة لن ينالوا منك بعد قتلك لمحمد؟.[٢]
ثمَّ أخبر ابنُ النحام عمرَ بن الخطاب أنَّ الإسلام قد دخل إلى بيت أخته وزوجها سعيد بن زيد فقد أسلما وصارا على دين محمد، والأولى له أن يترك محمدًا ويتوجَّه إلى بيتهما ليهتمَّ بأمرهما.[٢]
اقتحام عمر بيت أخته وزوجها
كيف ضرب عمر بن الخطاب أخته؟
عندما سمعَ عمر بن الخطاب بإسلام أخته وزوجها ذهب إليهما، وعندما فتح الباب كان قد سمع صوت حديثٍ غريب بينهما، فسألها: ما هذا الصوت الذي أسمعه؟ فأنكرت عليه ما سمع وأخبرته أنَّ ذلك أحاديثها هي وزوجها، وفي سؤاله عن حقيقة إسلامهم، أجاب سعيد بن زيد: يا عمر أرأيت إن كان الحق على غير دينك، فضربه بعد جملته هذه ضربًا شديدًا، وفي الوقت الذي اقتربت أخته منهما، صفعها على وجهها صفعة قوية فأدماها.[٣]
مدارسة أخت عمر وزوجها القرآن الكريم
مع من تدارس عمر القرآن أول مرة؟
ورد عن أهل العلم في قصة خباب بن الأرت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه في الوقت الذي كان الخباب يتدارس القرآن مع سعيد وزوجته، ويعلمهم ما تعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل عليهم عمر فاختبأ خباب بن الأرت في مخدع داخل البيت، وقد كان رسول الله يأمر بأن يجتمع رجل أو أكثر عند إسلامهم مع رجل آخر تكون له السعة ليأكلوا عنده ويتدارسوا القرآن الكريم.[٢]
عمر بن الخطاب يقرأ القرآن للمرة الأولى
كيف قرأ عمر القرآن أول مرة؟
بعد أن رقّ قلب عمر بن الخطاب ورأى حال أخته وزوجها وما على وجه أخته من دماء، طلب قراءة الصحيفة التي كانوا يقرأون فيها، فأجابته أخته أن هذا القرآن طاهر ولا يمسُّه إلا المتطهرون، ولا يستطيع قراءته إلا إذا توضأ، فأرشدته لطريقة التطهر، وبدأ بقراءة القرآن من الصحيفة، وقال: ما أعجب هذا الكلام.[٤]
ذهاب عمر بن الخطاب إلى النبي
أين ذهب عمر بن الخطاب للقاء النبي أول مرة؟
بعد أن انتهى عمر بن الخطاب من قراءة صحيفة القرآن الكريم، طلب منهم معرفة مكان النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع خباب بن الأرت هذا الطلب فخرج من مخدعه وقال: أرجو أن تكون أنت المقصود بدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليلة الخميس، فقال عمر: وماذا دعا؟ فقال الخباب وكما ورد في كثير من الأحاديث: "اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بعمرَ بنِ الخطَّابِ أو بأبي جهلِ بنِ هشامٍ".[٥][٦]
ومن ثم أخبره عن مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ كان في الدار التي في أصل الصفا وهي ذاتهادار الأرقم، وكان يجتمع فيها مع الصحابة ويتدارس معهم أمور الإسلام ويقرأ معهم القرآن ويعلمهم تعاليم دينهم، بعيدًا عن أعين كفار قريش.[٦]
إسلام عمر بن الخطاب بين يدي النبي
ماذا قال عمر بن الخطاب عندما دخل بالإسلام؟
عندما وصل عمر بن الخطاب إلى دار الصفا، رآه بعض الصحابة ومن ضمنهم حمزة بن عبد المطلب مقبلًا على رسول الله، وقد كان حمزة حديث عهد بالإسلام، إلا أنه لن يتباطأ في الدفاع عن رسول الله، فقال له حمزة: "نعَمْ، فهذا عُمَرُ، فإنْ يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُسلِمْ ويَتَّبِعِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنْ يكُنْ غيرَ ذلك يكُنْ قتْلُه علينا هيِّنًا"،[٧][٨] وحمزة بن عبد المطلب ذو شخصية قوية يمتاز بالصلابة والشجاعة، وبعد ذلك خرج رسول الله على عمر حاملًا سيفه وعدة القتال، وفي هذا إعلان من المسلمين في مواجهة عمر بن الخطاب وتحضيرًا لأمرهم في قتاله.[٨]
وقبل المواجهة ذكَّر رسول الله عمر بن الخطاب بما أنزل الله على الوليد بن المغيرة من عذاب، وضربه له مثلًا وكيف أخزاه الله ونكل به وبفعله، ومن ثم دعا رسول الله دعوته المنشودة لعمربن الخطاب: "اللَّهُمَّ هذا عُمَرُ بنُ الخطَّابِ، اللَّهُمَّ أعِزَّ الدِّينَ بعُمَرَ"،[٧] فبعدما كان عمر قد رق قلبه من كلام القرآن في بيت أخته، وما شهده منها من تمسك في دين محمد، وبعد أن دعا له رسول الله، أنزل الله عليه الهداية والسكينة، فقال عمر رضي الله عنه: "أشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ"،[٧] وأسلم.[٨]
وفي رواية أخرى عن أهل العلم في سرد قصة إسلام عمر بأن الصحابة قد أمسكو عمرًا عندما رأوه قادمًا إليهم، فأخبرهم بأنه يريد الإسلام ولقاء النبي محمد، فكبر الصحابة ووضعوه عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى دنا منه وجلس عمر بن الخطاب بين يدي رسول الله، ومن ثم قام النبي -عليه السلام- بأخذ عمر من مجمع ثيابه، وقال له: "أسلم يا بن الخطاب، اللهمَّ اهدِ قلبه"، فقال عمر بن الخطاب: "أشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله"، فكبر المسلمون تكبيرة عظيمة وبصوت مرتفع حتى سمعت بطرقمكة.[٩]
الجهر بالإسلام في مكة
كيف أعلن عمر بن الخطاب إسلامه؟
بعدما أعلن عمر بن الخطاب إسلامه بين يدي رسول الله سأله فيما إذا كانوا على الحق أم لا، أخبره رسول الله وأقسم له أنَّ المسلمين على الحق في حياتهم ومماتهم، فاستغرب عمر بن الخطاب من الاختفاء والاختباء في دار الصفا بعيدًا عن كفار قريش، ثمَّ أقسم لرسول الله أنَّهم سيخرجون ويعلنون إسلامهم جهارًا نهارًا، فخرج عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب في صفين من المسلمين متجهين إلى الكعبة وأعلن إسلامه أمام قريش.[١٠]
فنظرت قريش إلى حمزة وعمر وقد أصبحا في دين الإسلام وأصابتهم حينها كآبة عظيمة لم تصبهم مثلها، فسمَّى النبيٌّ -صلى الله عليه وسلم- عمر بن الخطاب حينها بالفاروق، لأنَّ الله تعالى قد فرق به بين الحق والباطل.[١٠]
وصول خبر إسلام عمر لأبي جهل
من الذي أوصل خبر إسلام عمر بن الخطاب إلى أبي جهل؟
كان عمر بن الخطاب قد ذهب بنفسه ليخبر أبا جهل عن إسلامه، فذهب وطرق عليه الباب، وإذ بأبي جهل يرحب به ترحيبًا عظيمًا فهو ابن أخته وأحبُّ الناس إلى قلبه، فأخبره عمر بن الخطاب أنَّه جاء يزفُّ له خبرًا هامًا مفاده أنَّه آمنَ بالله وبرسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد صدَّقه بكل ما جاء به وأُنزل عليه، فعندما سمع أبو جهل هذا الكلام صفع الباب في وجهه وقال: قبحك الله وقبح ما جئت به.[١١]
حال المسلمين بإسلام عمر
كيف أصبح حال المسلمين بإسلام عمر؟
كانت أحوال المسلمين قبل عمر تتَّصف بالضعف، فقد كانوا يسلمون سرًا وبالخفاء، ولم يستطع أحد منهم أن يصلِّي أو يظهر أي من التعاليم التي كان رسول الله يعلمهم إياها، فقد كان المشركون يؤذونهم كثيرًا، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمهم القرآن بالخفاء أيضًا، وعند إسلام عمر بن الخطاب ظهرت قوة المسلمين، وبات الجميع يظهر إسلامه ويعلنه أمام قريش، فأضاء الله نورالإسلام به وقويت قلوب المسلمين، وفرج عنهم هذا المنع،[١٢] ومن أقوال الصحابة في ذلك:[١٢]
- قول عبد الله بن مسعود: "مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ".
- قول ابن مسعود أيضًا: "مَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نُصَلِّيَ ظَاهِرِينَ حَتَّى أَسْلَمَ عُمَرُ".
- قولابن عباس: "لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ الْمُشْرِكُونَ: انْتَصَفَ الْقَوْمُ مِنَّا"
كما يمكنك التعرّف على خبرة عمر بن الخطاب الحربية بالاطلاع على هذا المقال: فتوحات عمر بن الخطاب
كما يمكنك أيضًا التعرّف على سيرة حياة عمر بن الخطاب بالاطلاع على هذا المقال: نبذة عن عمر بن الخطابرضي الله عنه
وكما يمكنك كذلك التعرّف على قصص من حياة الفاروق بالاطلاع على هذا المقال: قصص عن عمر بن الخطاب
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 22. بتصرّف.
- ^ أ ب ت موسى بن راشد العازمي، كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 347. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة التاريخية، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة التاريخية، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:9/64، رجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق.
- ^ أ ب عبد السلام بن محسن آل عيسى، كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 135. بتصرّف.
- ^ أ ب ت رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:7/166، سنده ضعيف.
- ^ أ ب ت ابن حجر العسقلاني، كتاب المطالب العالية محققا، صفحة 260. بتصرّف.
- ↑ القسطلاني، كتاب المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 146. بتصرّف.
- ^ أ ب المتقي الهندي، كتاب كنز العمال، صفحة 551. بتصرّف.
- ↑ السهيلي، كتاب الروض الأنف ت الوكيل، صفحة 271. بتصرّف.
- ^ أ ب الآجري، الشريعة للآجري، صفحة 1914. بتصرّف.