محتويات
قصة إسلام أسماء بنت أبي بكر
أسلمت أسماء بنت أبي بكر منذ صغرها وهي في مكَّة المكرَّمة، وتعدُّ بذلك إحدى الصحابيات الآتي أسلمن قديماً، وكان ترتيبها بين من أسلم السابعة عشر، ومن المعلوم أنَّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قد أسلم مباشرةً فور نزول الدَّعوة على نبيِّنا محمَّد -صلّى الله عليه وسلّم-،[١] وكانت أسماء تحبُّ والدها حبّاً شديداً وتتأسَّى به، فكان من البديهيِّ أن تُسارع لدخول الإسلام فور إسلام أبيها -رضي الله عنهما-.[٢]
قصة حياة أسماء مع الزبير بن العوام
تزوَّجت أسماء بنت أبي بكر من الصَّحابيِّ الجليل الزُّبير بن العوَّام، وكان فقيراً حينها، ولم يملك سوى فرسٍ كانت أسماء تخدمه وتعلفه وتطعمه، وكانت أسماء امرأةً جلدةً صبورةً تخدم نفسها وأهل بيتها؛ تعجن، وتطبخ، وتنقل النَّوى من الأرض التي يعمل بها زوجها الزُّبير -رضي الله عنه- على رأسها، ثمَّ تدقُّ النَّوى لفرس زوجها، وقد روي أنَّها ذات مرَّةٍ كانت تحمل النَّوى على رأسها، فمرَّ بها رجلٌ ورأف بها وتنحنح لتركب خلفه، لكنَّها رفضت ذلك وأخبرت زوجها، ففرح لصنيعها، ولكن ما لبثت طويلاً حتى أرسل إليها أبوها أبو بكر -رضي الله عنه- خادماً يعينها في شؤون بيتها.[٣]
قصة أسماء ذات النطاقين في حادثة الهجرة
تعدُّ أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- من الصَّحابة الذين برزوا في قصَّة الهجرة النَّبويَّة، وكان لها حدثٌ هامٌّ في كتب السِّيَر، فمن مواقفها في الهجرة:[٤]
- عند مجيء أبي جهل إلى بيت أبي بكر -رضي الله عنه-، باحثاً عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، سأل أسماء عن والدها ولم تجبه، فقام أبو جهل بضربها على وجهها ضربةً مبرحةً، تسبَّبت بسقوط القِرط من أذنها، وسيلان الدَّم من وجهها، ولكنَّها وقفت في وجهه بعزيمةٍ ثابتةٍ ولم تخبره بشيء.
- عندما سمع أبو قحافة -والد أبي بكر الصديق- بخبر الهجرة، جاء إلى بيت أبي بكر الصديق لقلقه على أبنائه بعد أن هاجر وتركهم، وسأل عندها أسماء إن كان قد ترك لهم أبوهم شيئاً -وكان أبو قحافة يومئذ ضريراً لا يُبصر-، فقامت أسماء بجمع الحصى وربطتها، وجعلت جدَّها يتحسَّسها؛ لتوهمه أنَّ أبا بكر الصديق ترك لهم مالاً وفيراً، وكانت تقول: "لقد ترك لنا خيراً كثيراً".
- إعداد أسماء -رضي الله عنها- لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولأبيها سفرةً من الطَّعام والشَّراب، ليقتاتا عليها في سفرهما، وعندما انتهت من إعدادها لم تجد شيئاً تضع فيه الطَّعام، فقامت بشقِّ نطاقها وجعلته نصفين؛ نصفٌ للطَّعام، ونصفٌ وضعت فيه السِّقاء، ولمَّا بلغ ذلك النَّبيَّ -عليه الصّلاة والسّلام- سمَّاها بذات النِّطاقين، وظلَّت طوال فترة بقاء النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلَّم- في غار ثور تنقل لهما الزَّاد والأخبار.
قصة أسماء بنت أبي بكر وابنها عبد الله بن الزبير
أنجبت أسماء بنت أبي بكر الصَّحابيَّ الجليل عبد الله بن الزُّبير، وكان ابنها أوَّل مولودٍ يولد في قباء قرب المدينة المنوَّرة بعد الهجرة، وقد فرح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمجيئه فرحاً شديداً، وقام بتحنيكه.[٥]
وعاشت أسماء مع ابنها بعد طلاق زوجها لها، وعمَّرت كثيراً، وفي زمن الحجَّاج لم يقبل عبدالله بن الزبير مبايعته، فقام الحجاج بقتله وصلبه ثلاثة أيَّامٍ، وجاءت أسماء إلى الحجَّاج وكانت قد رقَّ بصرها، ووقفت في وجهه وأخبرته بأنَّه الكاذب من بني ثقيف الذي أخبر به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فاتَّهمها بالخَرَف،[٦] ولم تلبث بعد ابنها سوى أيَّامٍ قليلةٍ حتى لحقت به.[٧]
المراجع
- ↑ علاء الدين ابن العطار، العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام، صفحة 1590. بتصرّف.
- ↑ غير محدّد، قصة اسماء بنت ابى بكر، صفحة 10-11. بتصرّف.
- ↑ "أسماء بنت أبي بكر .. ذات النطاقين"، قصة الاسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 10/8/2021. بتصرّف.
- ↑ غير محدد، قصة أسماء بنت ابي بكر، صفحة 22-23. بتصرّف.
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ جمال الدين ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 142-143. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 753. بتصرّف.