قصة الأجنحة المتكسرة (لجبران خليل جبران)

كتابة:
قصة الأجنحة المتكسرة (لجبران خليل جبران)

التعريف بقصة الأجنحة المتكسرة

ألف رواية قصة الأجنحة المتكسرةالأديب جبران خليل جبران الذي يُعد أشهر شعراء العرب في العصر الحديث ويعد من أهم شعراء المهجر الشمالي فهو شاعر ورسام وكاتب ولد في لبنان عام 1883، وله العديد من المؤلفات باللغة العربية والإنجليزية نتيجة سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ صغره.[١]

وصدرت هذه الرواية في عام 1912م باللغة العربية عن دار الإحياء العلوم للنشر، وتتضمن الرواية 95 صفحة غنيّة بالمفردات والتعابير والأحداث والصور، ويروي جبران من خلال تلك الرواية قصة حبّ بدأت بسن الثامنة عشر، بينه وبين سلمى حُب محتوم باليأس لا تشوبه شائبة حب نقي استعرض فيها جمال اللغة الممتلئة بالمشاعر.[١]


ملخص قصة الأجنحة المتكسرة

يتحدث جبران خليل جبران في روايته عن حكاية حُب دارت بينه وبين سلمى ذات الحسب والنسب والجمال وهو في الثامنة عشرة فقط من عمره، أوضح الكاتب أن قصة حبه طاهرة و نقية لا تشبه غيرها إذ أنها تمردت على التقاليد والأعراف والعادات والهواجس السطحية، تبدأ عندما تعرف (جبران خليل جبران) على والد سلمى (فارس كرامة) وهو صديق والده قديمًا.[٢]

ومدح (كرامة) كل الأيام والمواقف التي جمعته مع والد جبران وعرض عليه أن يزروهم بالمنزل، وهناك التقى بسلمى ووقع في حبها وترددت زياراته وكان شعلة الحب البيضاء الأولى تشتعل شيئًا فشيئًا/ ليصطدموا بعدها بحاجز قرار الأب فارس كرامة بخطبة سلمى لشخص آخر يدعى منصور بك عن طريق عمه المطران كان يطمع بجاه والدها.[٢]

فتتزوج سلمى مجبورة وتنقطع الزيارات وتموت سلمى وهي تلد بابنها الأول بعد خمس سنوات من زواجها ليبقى جبران خليل جبران وحيدًا يفتتح أبواب الكآبة من بعدها.[٢]


تحليل القصة الأجنحة المتكسرة

 تحدث جبران خليل جبران في قصته عن الحب النقي والمعطاء العذري الذي اصطدم بجدار النهاية منذ بدايته فكان حبهم محتومًا باليأس وكانت صدمته الكبرى وهو في بداية عمره في سن الثامنة عشرة، حيث تمردوا فيها على التقاليد والهواجس السطحية وعلى الأعراف والعادات فأتى منصور المطران الذي طمع بمالها وهدم حبهما.[٢]

وأوضح جبران مدى تأثره بعد موت سلمى فتغنى بالموت من بعدها مؤمنًا أن أرواحهم ستتلقى، إذ كانت لهذه الحادثة على نفس جبران الأثر الكبير فكان يؤمن بازدواجية الروح والمادة

فكان يقدس الأولى ويحتقر الثانية وظهر ذلك في بعض كتاباته فكان يؤمن بفلسفة الأرواح قائلًا:

"النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنهما… فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها".[١]

لغة القصة جاءت بسيطة للغاية حتى يستطيع إبلاغ رسالته ويتمكن من إيصال مشاعره للقارئ والتأثير فيه، كما جاءت في غاية الإثارة و الحركة، بالإضافة إلى أن اللغة المستعملة في الرواية هي لغة البلاغة -الجبرانية- استخدم فيه الشاعر الحزن العميق و التشاؤم السوداوي في بعض الأحيان كما رسم صورة إنسانية رائعة للقلب البشري وتقلباته..[١]

أما عن أسلوب جبران خليل جبران في كتابة هذه القصة فقد اتسم بالبساطة والوضوح وبالألفاظ التي لها خيال واسع فقد كان جبران خليل جبران لا يكتفي بالكتابة فحسب بل يسرح في ملكوت الروح و الخيال إلى ما بعد الواقع إلى ما بعد التقاليد الى ما بعد الحياة الى التصوف بالموت وذلك قد ظهر ايضًا في عناوين القصة عندما ذكر في فحواها:[١]

  • توطئة
  • الكآبة الخرساء
  • يد القضاء
  • في باب الهيكل
  • الشعلة البيضاء
  • العاصفة
  • بحيرة النار
  • أمام عرش الموت
  • التضحية
  • المنقذ وغيرها


أراء نقدية حول قصة الأجنحة المتكسرة

من أهم الأراء النقدية التي وجهت لقصة الأجنحة المتكسرة للأديب جبران خليل جبران:[٣]


ميخائيل نعيمة

قال الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة أن تعد رواية الأجنحة المتكسرة واحدة من أفضل الروايات العربية التي تأرجح جبران فيها بين الثنائية الرومانسية المعهودة (الروح/المادة) فيقدِّس الروح ويجعل منها مخرجًا لتجاوز الجسد؛ ولكنها ليست الأفضل مقارنة بالمستوى الذي قد وصل إليها بمؤلفاته باللغة الإنجليزية والروسية.[٤]

الكاتب إدوارد سعيد 

قال الكاتب والمفكر الفلسطيني "منذ اللحظة الأولي التي قرأت فيها عنوان الكاتب وأنا على ثقة بأنني ذاهب في رحلة رومانسية مليئة بالمشاعر بين السعادة والحب والأسف والحزن، قائلًا: لقد نجح جبران في وصف دوامة من الأحاسيس والأفكار التي طالما شكلت فكره وأعماله التي مازالت خالدة حتى اليوم".[٣]


اقتباس من قصة الأجنحة المتكسرة

بعض من الاقتباسات الجوهرية لقصة الأجنحة المتكسرة :[١]

  • "فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرِّقها بهجة الأفراح وبهرجتها، فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور".
  • "من يصبر على الضيم ولا يتمرد على الظلم يكون حليف البطل على الحق وشريك السفاحين بقتل الأبرياء".
  • "الفراشة التي تظل مرفرفة حول السراج حتى تحترق هي أسمى من الخلد الذي يعيش براحة".
  • " أما بعد موتي فليفعل الأطباء والكهان ما شاؤوا، فاللجة تنادي اللجّة أما السفينة فتظل سائرة حتى تبلغ الساحل".
  • "إن للجمال لغة سماوية تترفّع عن الأصوات والمقاطع التي تحدثها الشفاه والألسنة، لغة خالدة تضم إليها جميع أنغام البشر تجعلها شعورًا صامتًا مثلما تجتذب البحيرة الهادئة".
  • "تتغيّر الأشياء أمام أعيننا بتغيُّر عواطفنا، وهكذا نتوهّم الأشياء متّشحة بالسّحر والجمال عندما لا يكون السّحر والجمال إلّا في نفوسنا".

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح جبران خليل جبران ، الاجنحة المتكسرة، صفحة 5-100. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "الأجنحة المتكسرة > اقتباسات من رواية الأجنحة المتكسرة > اقتباس"، ابجد ، 26/8/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "إدوارد سعيد... اهتمامات انتقائية متناقضة لا تهدأ"، الشرق الأوسط، اطّلع عليه بتاريخ 4/10/2021. بتصرّف.
  4. ميخائيل نعيمة، أهم آراء ميخائيل نعيمة النقدية، صفحة 1-8. بتصرّف.
5130 مشاهدة
للأعلى للسفل
×