قصة الأرنب والأسد

كتابة:
قصة الأرنب والأسد

قصة الأرنب والأسد

ذات يوم في قديم الزمان كان هنالك غابة بعيدة تسكنها حيوانات كثيرة، كانت هذه الحيوانات تعيش مع بعضها بعضًا بسلام وحبّ ومودّة وعطف ورحمة، ولكن هذه الحياة الهادئة لم تتم بسبب وجود الأسد الظالم، فقد كان الأسد هو زعيم الغابة ولا يستطيع أحد من الحيوانات أن يعصي أوامره أو يخالف رأيه، وكان هذا الأسد يُجبر الحيوانات على أن تُحضر له طعامها، فكانت الحيوانات لا تأكل إلا قليلًا من الطعام، بينما الأسد يجبرهم على أن يحضروا له طعامهم.


ذات يوم عصى الهر أوامر الأسد، فطرده ذلك الأسد الظالم خارج الغابة هو وأبناؤه الصغار، وكان ذلك درسًا قاسيًا لباقي الحيوانات التي كانت تفكّر في عصيان أمر الأسد، ولكن هذا الأسد لا يمكن التغلب عليه من خلال المواجهة والعصيان، ولكن بالذكاء والحكمة وتعاون الحيوانات مع بعضها بعضًا يمكن قهر هذا الأسد وهزيمته إلى الأبد، ومن هنا قرر الأرنب الذكي أن يضع حدًا لتصرفات الأسد الظالمة التي جعلت الحيوانات تعيش سنوات من الجوع والفاقة.


ذات يوم تبرّع الأرنب للذهاب إلى الأسد ليعطيه الطعام الذي قد فرضه على الحيوانات بالترتيب، فقال الأسد حينما رأى الأرنب: لماذا أتيت أيّها الأرنب، أليس اليوم هو دور الحمار؟ قال الأرنب: بلى يا سيدي الأسد، ولكن الحمار اليوم مريض، فأتيت عوضًا عنه، وأحضرتُ لك معي أطيب الطعام الذي تحبه، ولكن يا سيدي قد ظهر أمامي في الطريق أسد قوي وقد أخذ الطعام مني، وعندما أخبرته أن الطعام لك قال إنّه لا يخشاك، وإن عليك أن تحضر له الطعام بنفسك كل يوم رغمًا عنك.


هنا غضب الأسد وزأرَ بقوة وقال: أين ذلك الأحمق الذي يتحدى زعيم الغابة؟ قال الأرنب: هو قرب البئر البعيد، وقال إنّك قد أخذت زعامة الغابة بالوراثة، وقال أيضًا إنّك أسد غير مخيف وسيأتي إليك قريبًا وينتزع منك حكم الغابة، وقال إنّ هذا اليوم قريب جدًا أيّها الأسد المضحك، وهنا جُن جنون الأسد وصعد الدم إلى وجهه وتغير لون عينيه، ونظر إلى الأرنب وصاح بصوت مرتفع: خذني إلى ذلك الأسد المتعجرف أيها الأرنب، وسأريك كيف أقطعه إربًا إربًا.


راح الأرنب يعدو بسرعة والأسد يركض خلفه إلى أن وصلا إلى البئر البعيدة، وهناك رأى الأسد كثيرًا من حيوانات الغابة الذين كانوا قد اتفقوا مسبقًا مع الأرنب، فكان كل واحد منهم يقول: يا إلهي ما هذا الأسد القوي، لم أرَ أسدًا أقوى منه إلى اليوم، فصاح بهم الأسد الظالم: أين هو ذلك الأسد المتعجرف؟ لقد جئت اليوم لأقضي عليه.


أشاروا له إلى البئر فقال له الأرنب: يا سيدي، إنّه في البئر ويزعم أنّه يمكنه أن يعيش تحت الماء، فوقف الأسد على حافة البئر ونظر إلى الماء، فرأى انعكاس صورته في الماء واعتقدَ أنّ الذي أمامه هو أسد آخر، فانقضّ عليه وإذا به يقع في البئر وينزل إلى قاعه، وبذلك انتهى الأسد وانتهى ظلمه معه.


العبرة من القصة أن الظالم قد يكون قويًا جدًا، والقوة لا نقضي عليها بقوة أخرى، ولكن علينا أن نستعمل قوة العقل فهي لا يُمكن أن تُهزم.



لقراءةِ المزيد من حكايا الأرنب، إليك هذه القصّة: قصة الثعلب والأرنب.

4720 مشاهدة
للأعلى للسفل
×