قصة الأسد الملك

كتابة:
قصة الأسد الملك

قصة الأسد الملك

في غابةٍ يملؤها الأمنُ والأمان، وقفت الحيوانات جميعًا عند الصخرة الكبيرة بانتظار إعلان المولود الصغير للأسد الملك، وعند المغيب رفع القرد الحكيم شبلًا صغيرًا، مُعلنًا ميلاد الوريث الشرعيّ للعرش بعد موت الأسد الملك وأطلق عليه والده اسم سمبا، أعلنت الحيوانات بفرحها وسعادتها من أجل المولد الجديد، ولكن هناك أحدٌ ما بَدا عليه الغضب والحسد والحقد، إنّه ذكار شقيق مفاسا الأسد الملك فهو بهذا قد فقد العرش والحكم بعد موت أخيه.


قرَر ذكار أن يدبّر المكائد لسمبا لقتله، وبذلك يستطيع أن يسيطر على العرش بعد موت أخيه الأسد الملك، لم يكن سمبا يدري بالحقد والحسد في قلب عمه ذكار وكان عنده يلعب فقال لعمه: إن مملكة والدي كبيرة، وقد زرت أراضيها كلها برفقة والدي الأسد الملك كي أعرف مناطق حكمي عندما أكبر، اشتعلت نار الحسد بقلب ذكار وقال لسمبا: ولكنك لم تقم بزيارة مقبرة الفيلة، دهش سمبا باسم وقال له: ولكن أي توجد هذه الأرض، أرشده ذكار عليها وبعث خلفه عدة ضباع كي يقضوا عليه هناك، علم الأسد الملك بأن سمبا ذهب لتلك المنطقة الخطيرة وذهب لإنقاذه وقد غضب منه؛ لأنّه ذهب بدون مشورته، وعده سمبا بعدم الذهاب إلى تلك الأرض مرةً أخرى، أما ذكار فقد غضب كثيرًا من الضباع لأنها لم تفلح بالقضاء على سمبا، وقرر أن يدبر له مكيدةً أخرى.


في يوم من الأيام رافق ذكار ابن أخيه سمبا إلى وادٍ فسيح بحجة أنه يريد أن يدربه على الزئير، وكان في أخر الوادي قطيعٌ كبيرٌ من الثيران وكانت ترعى باطمئنان، ترك ذكار سمبا بالوادي وذهب لتحريض الثيران كي تركض باتجاه الوادي وتقتل سمبا بحوافرها، وفعلاً تحركت الثيران بقوة وخوف اتجاه سمبا ولكنّ المفاجئة أن الأسد الملك كان يسير بالقرب من الوادي، وعندما شاهد سمبا فقز في الوادي وأنقذه ولكن الأسد الملك مات بحوافر الثيران الهائجة.


هرب سمبا لاعتقاده أن الجميع سيلومونه لموت الأسد الملك، وعاش في الغابة مع حيوانين لطيفين هما تيمون وبومبا، فعاش سمبا في الغابة معهما ونسي كل شيء عن عائلته وغابته لأنه كان يشعر بالذنب كلما تذكرهما، وكبر سمبا لصبح أسدًا قويًا يشبه أباه الأسد الملك إلى حدٍ كبيرٍ، وفي أحد الأيام سمع سمبا صوت استغاثة فهرع لسماعدة صاحب الصوت، وإذ بها صديقة طفولته لالا التي عرفته فور رؤيته وفرحت كثيرًا لرؤيته وحدثته عن شوق أمه له، وعن الظلم الذي يعانيه أهل الغابة من معاملة ذكار لهم، وكيف أنه سلط الضباع عليهم، وتحدثت له عن القحط الذي أصاب الغابة وكيف استأثر ذكار والضباع بالغنائم، حزن سمبا لهذه الأخبار كثيرًا وغضب من عمه ذكار لأنه شعر أنه هو وراء مقتل أبيه وبعده عن الغابة، فقرر الرجوع لأخذ الثأر من عمه عل الظلم الذي عانت منه أمه وأهل غابته.


رجع سمبا لغابته لرفع الظلم، وهو في الطريق ضرب الرعد العشب الجاف وسبب اندلاع النار، فخرج سمبا من بين ألسنة النيران وكان أشبه بأبيه، ليقتص من ظلم ذكار وأعوانه وطارده إلى أن وصل لصخرة الحكم التي كان يقف عليها والده في اجتماعاته، فارتعب كثيرًا ذكار من رؤية سمبا وشعر وكأن الأسد الملك قد عاد للحياة من جديد، وما إن وصلا لتلك الصخرة حتى ضرب سمبا ذكار وأسقطه صريعًا جراء ظلمه الذي أذاقه لشعبه، ورجع سمبا ابن الأسد الملك ليحكم الغابة بالعدل كما كان والده من قبل.

6875 مشاهدة
للأعلى للسفل
×