قصة الأميرة صوفيا

كتابة:
قصة الأميرة صوفيا


قصة الأميرة صوفيا

في مملكة كبيرة ومن زمنٍ بعيد عاشت فتاة صغيرة تُدعى صوفيا مع والدتها ميرندا، وكانت تعمل معها في صناعة الأحذية، وكان يحكم المملكة ملك طيِّب يُدعى رولاند، وفي يوم من الأيام أرسل الملك وراء ميراندا لأنَّه كان يريد منها أن تصنع له حذاءً جديدًا يليق به كملك، فرحت صوفيا كثيرًا لأنها كانت متشوقة لرؤية القصر الملكي، وعندما ذهبت مع والدتها للقاء الملك، أعجبَ الملك بميراندا والدة صوفيا وطلب منها الزواج فورًا، ولم تتردّد ميراندا في الموافقة على الزواج، وتمَّ تحديد موعد حفل الزواج بسرعة، وبعد الزواج انتقلت ميراندا وابنتها صوفيا إلى القصر الملكي بعد أن أقام الملك رولاند حفل زفافٍ كبير لاستقبال الملكة الجديدة ميراندا.


تعرفت صوفيا في ذلك الوقت على الأميرين الصغيرين وهما: الأميرة آمبر والأمير جيمس ابنا الملك رولاند، رحّبَ الأمير جيمس بقدوم صوفيا وعاملها بلطف كبير، أمَّا الأميرة آمبر فقد نظرت إليها باحتقار وعاملتها بغلظة وجفاء، وبعد ذلك أعلن الملك رولاند أنَّ صوفيا أصبحت أميرة، ويجب أن يقوموا بتنظيم حفلٍ ملكيٍّ للترحيب بها في آخر الأسبوع، ويجب على الأميرة صوفيا أن ترقص مع الملك، وهذا ما أصابها بالقلق لأنَّها لم تكن معتادة على حياة الأميرات وطريقة تصرفاتهم، وفوجئت بالغرفة المخصصة لها بعد أن دخلتها فقد كانت كبيرة ومقسمة إلى مكان للقراءة ومكان للملابس الملكية وغير ذلك، وكانت مسرورة كثيرًا بها ولكن القلق لم يغادرها حول الحفل الذي سيُقام في نهاية الأسبوع.


أخبرت صوفيا والدتها عن قلقها، لكنَّ الملك رولاند ووالدتها زرعا الطمأنينة والثقة فيها، وقدَّم لها الملك قلادة ثمينة ملكية هديةً لها، وأخبرها أنَّها في صباح اليوم التالي سوف تذهب إلى الأكاديمية الملكية مع الأميرين جيمس وآمبر للتعلُّم فيها كيف ستتصرف مثل الأميرات، وفعلًا في الصباح انطلقت صوفيا مع جيمس وآمبر في عربة فخمة تجرها خيول لها أجنحة، وهذا ما أثار استغراب صوفيا، ولكنَّها شعرت بالإثارة أكثر عندما طارت بهم العربة متوجهة إلى المدرسة.


عند وصولهم كانت ثلاث ساحرات باستقبالهم وقد رحّبنَ بصوفيا كثيرًا كما رحَّب بها زملاؤها في المدرسة وأحسَن الجميع استقبالها، وهذا ما أثار غيرة الأميرة آمبر من صوفيا، فخدعتها لتركب أرجوحة سحرية قذفت بها بعيدًا داخل حوض في الحديقة، فشاهدت عصفورًا قد سقط من عشه، فأعادته إلى مكانه ففرح كثيرًا هو ووالدته، وأحسَّت آمبر بخطأها وقررت ألّا تخدع صوفيا مرةً أخرى.


عندما عادت صوفيا إلى القصر تعرّفت على الساحر سيدريك، وطلب منها زيارته في غرفته لأنه كان يريد أن يأخذ القلادة الملكية منها، وادعى أنَّه يريد أن يتأكد إذا كانت أصلية ولكنها رفضت ذلك لأنها وعدت الملك أنها لن تخلعها، وفوجئت في صباح اليوم التالي أنَّ بعض الحيوانات والطيور تقف على شرفتها، وأنَّها بدأت تفهم لغة الحيوانات، وعرفت أنَّ القلادة قد منحتها مكافأة لأنها ساعدت العصفور المسكين.


تعلمت صوفيا في المدرسة كيف تتصرف مثل الأميرات، ورغم أنها وجدت صعوبة في ذلك ولكن الأمير جيمس ساعدها في تعلُّم الرقص، وأحضرت لها الأميرة آمبر حذاءً جديدًا هدية، ارتدت صوفيا ذلك الحذاء في أحد دروس الرقص، فأخذ يدور بها ويقفز حتى سقطت أرضًا، وفرحت آمبر لأنّها خدعت صوفيا مرة أخرى فقد كان الحذاء مسحورًا أيضًا، وعندما اقترب موعد الحفل شعرت صوفيا بالحزن لأنها لم تتعلم الرقص، فطلبت من الساحر سيدريك أن يعطيها تعويذة تساعدها في الرقص يوم الحفل، فأعطاها تعويذة شريرة وطلب منها أن تستعملها يوم الحفل فقط، وأراد بذلك أن يستولي على قلادة صوفيا ليستطيع السيطرة على المملكة.


وفي يوم الحفل حضر الجميع باستثناء آمبر فقد تأخرت قليلًا، وعندما ألقت صوفيا التعويذة نام الجميع بمن فيهم الساحر الشرير لأنه كان من المدعوين، وعندما جاءت آمبر طلبت منها صوفيا مساعدتها في إبطال مفعول التعويذة، وذهبتا إلى غرفته وطلبت مساعدة بعض الحيوانات في ذلك أيضًا وفعلًا نجحت محاولتهما وقام الجميع وكأن شيئًا لم يحدث وأكملوا الاحتفال ورقصت صوفيا مع الملك، وأصبحت صوفيا وآمبر صديقتين منذ ذلك اليوم.


العبرة المستفادة من القصة أنَّ الخير يعود على صاحبه بالخير، ويجب على الإنسان أن يقوم بفعل الخير مع الجميع، حتى يعمُّ السلام وتنتشر السعادة بين الناس.


لقراءة المزيد من القصص، انظر هنا: قصة الأميرة المتكبرة.

4080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×