محتويات
اهتمام الملكة بالملك
كان ياما كان كان، هناك مملكة يحكمها الملك وزوجته الملكة، وكانت الملكة صاحبة شخصية قوية وتختار للملكة كل شيء بنفسها، وأنجبت ولدًا جميلًا، وأعطته الكثير من الاهتمام، لدرجة أنها كانت تختار له كل شيء: كيف يأكل، وكيف يلبس، وكيف يتعلم وكيف يلعب، إلى أن كبر الأمير ووصل لسن الزواج.
دعوة الملكة ابنها الأمير إلى غرفتها
دعت الملكة الأمير إلى غرفتها، وسألها الأمير عن مرادها، فأخبرته الملكة: أنت ابني الوحيد وقد كنت أختار لك كل شيء في حياتك، أما الآن فقد كبرت وحان الوقت لأن تختار فتاةً لنفسك لتتزوجها، واشترطت عليه: أن تكون أميرة حتى لتناسبه، ويجب أن تكون أنيقة أيضًا، وتعرف كيف تتحدث وكيف تختار ملابسها والأهم من ذلك أن يكون صوتها جميل.
وأعطت الملكة للأمير، أسماء قصور الملوك في الممالك المجاورة، وبدأ الأمير بزيارة القصور؛ ليجد أميرة ليتزوجها، وفي القصر الأول وجد الأمير أميرة جميلة تقرأ كتابًا، وحين تكلم معها لم يعجبه صوتها، فذهب للملكة الثانية وقابل الملك، وسعد الملك بمعرفته، وعرفه على ابنته، وكانت سمينة، فقد كانت تأكل بنهم ولا تهتم به.
فعاد الأمير إلى مملكته، وأخبر الملكة أنه لم يعثر على العروس المناسبة.
الفتاة التي أقامت في بيت الأمير
في أحد الأيام كان الأمير جالسًا في شرفة قصره، شاهد فتاة تقترب من القصر فنزل الأمير، واستقبل تلك الفتاة، وقد كانت فتاة في غاية الجمال والرقة، وحين سألها عن هويتها قالت له بصوت جميل ورقيق بأنها أميرة، كانت مسافرة وقد منعتها الأمطار من إكمال رحلتها، واستأذنت من الأمير بالسماح لها بالبقاء في القصر حتى تهدأ الأمطار.
ووافق الأمير على الفور وسمح لها الدخول، وحين خلعت معطفها وجد ملابسها متسخة بالطين بسبب المطر والسفر، ومع ذلك أحبها، فذهب للملكة وأخبرها بأمر الفتاة وأنه قد اختارها لتكون زوجة له، فقررت المملكة أن ترى الفتاة، ولكنها حين رأت فستانها الملطخ رفضت طلب ابنها، وأخبرته باستحالة له أن تكون أميرة وملابسها ملطخة.
كما أنها تسافر دون حراس، إلا أن الأمير أصرّ على الزواج من الفتاة، فقررت الملكة أن تعدّ اختبارًا لها، وإذا نجحت فيه فسوف توافق على زواجه منها.
موافقة الملكة على زواج الأمير
أمرت الملكة الخدم أن يجهزوا غرفة للفتاة، وطلبت منهم أن يضعوا عشر مراتب على السرير، ووضع حبة بازيلاء تحت المرتبة الأولى، وذهبت الفتاة إلى الغرفة؛ لتستريح ووجدت أن السرير عال جدًا، فطلبت سلمًا من الخدم لتصعد عليه، وجلب الخدم السلم، وصعدت الفتاة لتستريح، لكنها لم تتمكن من النوم بسبب حبة البازيلاء.
وعند الصباح ذهبت الخادمة وسألتها عن حالها، وأخبرتها الفتاة أنها لم تتمكن من النوم بسبب قسوة الفراش وأن شيء ما كان تحت المراتب يضايقها، وذهبت الخادمة إلى الملكة لتخبرها بكلام الفتاة، وحينها عرفت الملكة: أن فتاة بتلك الرقة لا بدّ أن تكون أميرة، واستدعت الأمير وأخبرته بموافقتها على زواجه.
وبعدها قام الأمير ومجموعة من الحراس، بتوصيل الأميرة إلى مملكتها، وطلب يدها من والدها الملك وخطبها، ثم تزّوجا وعاشا سعداء.
وأخيرًا تعد قصة الأميرة وحبة البازلاء واحدة من أجمل قصص الأطفال القصيرة، المليئة بالدرس المستفادة، على رأسها أنه لا يجب الحكم على الأشخاص من المظاهر فالجوهر هو المهم فالمظهر يتغير حسب الظروف أما الجوهر يبقى كما هو مهما حدث.