محتويات
- ١ امتلاك رجل بقرة جميلة
- ٢ رعاية الابن بقرة أبيه بعد موته
- ٣ بنو إسرائيل تقتل رجلًا
- ٤ بنو إسرائيل تقول أن رجلًا آخر هو من قتل الرجل
- ٥ الذهاب إلى موسى عليه السلام
- ٦ سيدنا موسى يطلب من القوم بقرة!
- ٧ القوم يسألون موسى عن صفات البقرة
- ٨ هل وجد القوم البقرة ذات الصفات المخصوصة؟
- ٩ ماذا فعل القوم بعد إيجادهم للبقرة؟
- ١٠ هل عادت الحياة للرجل القتيل؟
- ١١ ما هي الدروس التي تعلمناها من قصة البقرة الصفراء اليوم؟
امتلاك رجل بقرة جميلة
من هو الشَّخص الأول الذي امتلك البقرة؟
كان هناك رجلٌ عجوزٌ وعنده أرضٌ يعمل بها، وكان هذا الرَّجل يمتلك بقرةً جميلةً ولامعةً إلَّا أنَّ هذه البقرة كانت عنيدةً جدًا على الرّغم من صغر سنها، فلم يستطع الرَّجل العجوز أن يدرِّبها على المكوث في الأرض أو يسيطر عليها، فتركها تكبر لوحدها في المروج،[١] وعندما أحس ذاك الرَّجل الصَّالح الذي كان يملك البقرة الجميلة باقتراب موته فأخبر الزَّوجة بأنَّه سيدع تلك البقرة الصَّغيرة في المراعي لوحدها، وذلك من أجل أن يحفظها الله ريثما يكبر ابنه الوحيد الصغير.[٢]
رعاية الابن بقرة أبيه بعد موته
هل استطاع الغلام إحضار البقرة معه إلى بيته؟
مات الرَّجل الصَّالح وبقيت تلك البقرة في المراعي واستودعها عند ربه كي يكون ذلك سببًا لحفظ هذه البقرة لابنه ، وعندما كبر الطِّفل الصَّغير جاء لعند والدته، وأخبرها بأنَّه يريد أن يستردَّ بقرة أبيه ولكنَّه لا يعرف مكانها، فأخبرته الأمُّ أنّ يتوكّل على ربه وهو سبحانه سيُوفّقه لاستردادها، وذكرت له كيف أنَّ أباه لما ترك البقرة في المروج تركها لوحدها وتوكَّل على الله، فذهب الغلام إلى الحقول ودعا ربَّه وتضرَّع إليه بأن يردَّ له البقرة التي استودعها أباه عنده، فإذ بها تأتي إليه طائعةً وهي بكامل قوتها وجمالها وقد حفظها الله لأنَّ أبوه كان يكثر من الأعمال الصَّالحة.[٢]
بنو إسرائيل تقتل رجلًا
ما هي صفات الرَّجل الذي قُتل في بني إسرائيل؟
وفي هذه الأثناء وبينما ذاك الغلام الصَّغير يعتني ببقرته الجميلة، كان بنو إسرائيل يحيكون المؤامرات لبعضهم البعض، يحملون في قلوبهم الغشَّ والخديعة اتِّجاه بعضهم البعض، ومن بين هؤلاء القوم كان هناك رجلٌ غنيٌّ جدًا، وقد أعطاه الله الكثير من المال والبيوت والحقول والماشية، ولكن الله -سبحانه وتعالى- قد قضى أمره وهوأن يُحرم هذا الرَّجل نعمة الأولاد، وأمضى الرجل المسكين عمره وهو يجمع الأموال الكثيرة، ولكن لا يوجد له ابن أو ابنة كي يرثوا تلك الأموال الكثيرة التي أعطاه الله -سبحانه وتعالى- إياها.[٣]
وكان لذلك الرَّجل الثري قريبٌ طمَّاع جدًّا ولا يحفظ الأمانة وكان هذا القريب هو ابن أخيه، وكان قلبه يمتلئ حسدًا من عمّه الغني ويتمنَّى أن يذهب هذا المال كله إليه، وبقي ابن الأخ ينتظر موت عمه الغني بفارغ الصبر حتى يأخذ جميع أمواله ولكنّ هذا الرَّجل الغني لم يمت وطال عمره، ففكر قريبه بحيلةٍ بشعةٍ تدلُّ على سوء خلقه وأدبه مع ربِّه وأقربائه، وقرر أن يقتل ذاك الرَّجل الغني كي يحصل على هذا المال من غير كدٍّ أو تعبٍ وبطريقةٍ سريعةٍ، وعندما أضمر هذا الأمر الشَّنيع في نفسه قرر الاختفاء أثناء قتله كي لا يراه أحد ويُحرم عندئذٍ من الميراث، وتذهب خطَّته الشَّريرة تلك دون جدوى.[٣]
وبعد أن حلَّ الظَّلام تسلل ذاك الرجل الخبيث إلى بيت الرَّجل الغني وقرَّر أن ينفذ خطَّته حينئذٍ، وعندما وصل إلى بيته ليلًا دخل دون أن يشعر به أحدًا، وما إن رأى هذا الرَّجل الشِّرير ذاك الغني حتَّى انقض عليه وقتله، ولكي يخفي هذا العمل البشع ولا يعرف أحدٌ أنَّه هو من قام بفعل تلك الجريمة مع عمه الذي لا يحترمه ولا يحبه، أراد أن يُنفّذ باقي خطته ويتخلص من جثة عمه الميت.[٣]
بنو إسرائيل تقول أن رجلًا آخر هو من قتل الرجل
لماذا اتَّهمت بنو إسرائيل رجلًا بريئًا بقتل الرَّجل الغني؟
ولمّا تأكد الرجل من أنه لا يوجد أي أحد في الطريق ولن يراه أي أحد حمل جسد عمِّه المقتول وذهب إلى قريةٍ غريبةٍ لا يعرف أهلها ولا يعرفونه وألقى جثَّة عمه على باب أحدهم وعاد سريعًا إلى قريته من غير أن يشعر به أي أحد.[٤]
وفي الصَّباح خرج أهل القرية إلى أعمالهم، وإذ بهم يتفاجؤون بوجود جثَّة هذا الرَّجل الغريب وقد فارق الحياة، حاول بعض أهالي القرية التَّعرف عليه والسُّؤال عنه ولكنهم لم يعرفوه، فهو ليس من سكَّان بلدتهم، وبعد جهد طويل وتعب عظيم في محاولة التَّعرف عليه، وصلوا لعائلته ولابن أخيه القاتل، وما إن أخبروه بقصَّة جسد عمِّه الذي وجدوه ملقىً عندهم، حتَّى بدأ بالصُّراخ عليهم واتِّهامهم بأنَّهم هم من قتلوا عمَّه؛ وذلك لإبعاد التُّهمة عن نفسه وفوزه بالأموال والميراث الكبير، وسلك طريق الكذب لإبعاد الشُّبهة عنه.[٤]
الذهاب إلى موسى عليه السلام
لماذا ذهب بنو إسرائيل إلى موسى بعد اقتتالهم؟
وبدأ أهل القتيل وأهل البيت الذين اتُّهموا بالقتل بالشِّجار والاقتتال فيما بينهم، وفي هذا الأثناء تكلَّم بعض النَّاس الذين يتَّصفون بالحكمة، ونصحوا القوم بالتَّوقف عن الاقتتال فيما بينهم، ونهوهم عن هذا العمل خاصة أنَّ نبي الله موسى -عليه السَّلام- مازال بينهم ويستطيع أن يجد حلًّا لهذه القصة بسؤال ربه، فاستمع القوملنصيحتهم وذهبوا جميعًا إلى موسى -عليه السَّلام- كي يجد حلًّا لهذه القصَّة.[٣]
سيدنا موسى يطلب من القوم بقرة!
ماذا طلب النَّبي موسى من قومه أن يفعلوا كي يعرفوا القاتل؟
وعندما استمع موسى -عليه السَّلام- لقصة القوم والقتيل الذي يتَّهمون بعضهم البعض فيه، دعا ربَّه وسأله عن الأمر وطلب منه المعونة كي يستطيع حلّ هذه المشكلة، وإذ بموسى -عليه السَّلام- يأتي إلى قومه ويقول لهم بأنَّ الله يأمركم أن تأتوا ببقرةٍ وتذبحوها كي نستطيع حلَّ هذه القضية، من غير أن نظلم أحدًا منكم، ولكنَّ قومه وقفوا والدَّهشة والحيرة تعلوا وجوههم، وبدأت أصواتهم تعلوا غاضبين وهم يقولون لموسى: هل تسخر منَّا وتستهزء بنا؟ نحنا جئنا إليك كي تحلَّ لنا القضية لا أن تسخر منَّا، ولكنَّ موسى -عليه السَّلام- أصرَّ على طلبه وأخبرهم أنَّه لا يسخر منهم.[٥]
ما رأيك أن نقرأ قصة النبي إبراهيم سويًا، بالاطلاع على هذا المقال: قصة النبي إبراهيم للأطفال
القوم يسألون موسى عن صفات البقرة
كيف عرف بنو إسرائيل البقرة المطلوبة؟
وبعد أن رفض بنو إسرائيل هذا الطّلب واتّهموا موسى -عليه السَّلام- بأنَّه يستهزئ بهم رضخوا في النِّهاية لأمر الله،[٦] ولكنّهم صاروا يسألون أسئلة كثيرة يقصدون فيها معاجزة النَّبي موسى -عليه السلام- وذلك من خلال الاستفسار عن صفات هذه البقرة التي يتوجَّب عليهم ذبحها، فرجعوا مرارًا وتكرارًا، وهم يسألونموسى -عليه السَّلام- عن صفاتها التي اختارها الله لتلك البقرة.[٧]
فأخبرهم موسى -عليه السلام- بأنَّ البقرة يجب أن تكون فتية فلا هي صغيرة ولا هي عجوز مسنَّة، وجاؤوا مرة أخرى يسألونه عن لونها، فقال لهم: أنّه يجب أن تكون صفراء اللون، ثم سألوه مرة ثالثة عن صفاتها الأخرى، فأخبرهم بأنَّها بقرة عزيزةٌ لا تعمل في حراثة الأرض ولا في الزِّراعة.[٧]
هل وجد القوم البقرة ذات الصفات المخصوصة؟
وبعد أن حصل بنوإسرائيل على مواصفات البقرة التي كان عليهم أن يذبحوها بدؤوا عمليَّة البحث عنها، وبعد كثيرٍ من الجهد والعناء في البحث عنها وجدوها عند ذلك الغلامٍ، اليتيم الذي ترك له أبوه البقرة من بعده، فأراد بنو إسرائيل شراءها وطلبوا منه أن يبيعهم إياها، ولكنَّ أمَّه رفضت أن يبيعهم إياها إلَّا بعد أن تتشاور هي وابنها في الأمر.[١]
ماذا فعل القوم بعد إيجادهم للبقرة؟
ولمَّا تشاور الغلام اليتيم وأمه في بيع البقرة رفضوا أن يبيعوها بثمن قليل، وأخبرهم أنَّه يُريد ملء جلدها ذهبًا، وعلى الرُّغم من ارتفاع ثمنها إلَّا أنَّهم وافقوا في نهاية الأمر لأنَّهم يريدون أن يكشفوا الحقيقة.[١]
هل عادت الحياة للرجل القتيل؟
وبعد أن اشتروا البقرة أحضروها لموسى -عليه السَّلام- فقام بذبحها بأمرٍ من الله -سبحانه وتعالى- كي يكشف لهم الحقيقة، وطلب الله منهم أن يضرب الميت ببعض أجزاء تلك البقرة، وقف القوم ينتظرون هذا المقتول كي يحيا مرَّةً أخرى ويدلُ على من قام بهذا الفعل الشنيع، وإذ به قد بدأ بالحركة، والقوم مجتمعون من حوله وبينهم الشَّاب الذي قتله، وما إن ردَّ الله الرُّوح للمقتول حتَّى أشار إلى من قتله أمام الجموع لتنكشف حقيقة القاتل.[٨]
ما هي الدروس التي تعلمناها من قصة البقرة الصفراء اليوم؟
ومن العبر المستقاة من قصة البقرة ما يأتي:[٧]
- القدرة الإلهيَّة تظهر في جميع نواحي الحياة، وظهرت عندما أحيا الله -سحانه وتعالى- المقتول ليحكي عن قاتله.
- الحقيقة مهما اختفت ستظهر في يومٍ من الأيام، فالحق لا يختفي كما ظهرت جريمة هذا القاتل.
- السُّخرية هي طريقة لا يتَّبعها الأنبياء مع أقوامهم؛ لأنّ أخلاقهم الحسنة لا تسمح بذلك الخُلُق.
- التوكل على الله يُسهل كل الأمور، كما سهّل الله مجيء البقرة إلى الولد اليتيم.
- الكذب صفة سيئة يجب على المسلم الابتعاد عنها.
ما رأيك في الليلة القادمة أن نقرأ قصة النبي يونس عليه السلام، وذلك بالاطلاع على هذا المقال: قصة النبي يونس للأطفال
المراجع
- ^ أ ب ت الجرجاني عبد القاهر، درج الدرر في تفسير الآي والسور، صفحة 204. بتصرّف.
- ^ أ ب الشعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 397. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث البيهقي أبو بكر، السنن الكبرى للبيهقي، صفحة 362. بتصرّف.
- ^ أ ب الشعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 398-400. بتصرّف.
- ↑ محمد سيد الطنطاوي، تفسير الطنطاوي، صفحة 163-164. بتصرّف.
- ↑ برهان الدين البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، صفحة 474. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عائض القرني، دروس عائض القرني، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ حمود الرحيلي، منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام، صفحة 585-586. بتصرّف.