قصة الثعلب والخراف
تعدّ قصة الثعلب والخراف من أشهر قصص الأطفال التي تُروى لهم قبل النوم، وهي من القصص التي لها ارتباط بالخيال، حيث يتّخذ كل من الثعلب والخراف أدوارًا غير مألوفة للحيوانات، ويتم ذلك من أجل تقريب الفكرة للأطفال الذين يستمعون إلى القصة، وليستشعروا بأنها تلامس واقعهم كي يستفيدوا منها في حياتهم، وتحدُث قصة الثعلب والخراف في إحدى الغابات، حيث تعيش أم مع خرافها السبعة في كوخ جميل بالقرب من الغابة، وكانت تحتاج بين حين وآخر إلى الذهاب إلى الغابة لجلب الطعام، وكانت الأم توصي خرافها الصغار بعدم الخروج من البيت عند غيابها، وأن لا يفتحوا الباب لأحد مهما كانت الظروف.
وفي أحد الأيام ذهبت الأم إلى الغابة لجلب بعض الطعام، وحذرت الصغار مُجددًا من الخروف من المنزل، خاصة مع سماعها عن وجود ثعلب ماكر يجوب المكان، وقد يحاول إيذاءهم إذا عثر عليهم خارج الكوخ، فطمأنت الخراف السبعة أمهم، ووعدوها ألَّا يخرجوا من البيت، وأن يكونوا حذرين في التعامل مع من يزور المنزل، وكان الثعلب الماكر يراقب الكوخ كلَّ يوم من خلف إحدى الأشجار المُطلَّة عليه، ويحاول التفكير في حيلة يستطيع من خلالها الدخول إلى الكوخ والتهام الصغار، فطرق الباب وحاول تقليد صوت الأم وطلب من الخراف أن يفتحوا الباب، لكن الخراف علمت من صوته بأنه ليس أمهم فلم يفتحوا له الباب.
حاول الثعلب التفكير في حيله يستطيع بها خداع الخراف والدخول إلى المنزل، فابتاع عسلًا وأكل منه كمية كبيرة فأصبح صوته ناعمًا، وعاد يطرق باب الكوخ، وأخبر الخراف بأنه أمهم مرة أخرى وكان صوته يشبه صوت الأم، لكن لون فراء الذيل الذي يظهر أسفل باب الكوخ كان دليلًا قاطعًا بأنه ليس أمهم، فلم تفتح الخراف للثعلب الباب، وهنا حاول الثعلب خداع الخراف بأن أحضر طحينًا ووضع كمية من الطحين على ذيله، وحاول أن يجعله مشابهًا لصوف الأم، وعاد ليطرق الباب مرة أخرى، مستعينًا بصوته الناعم الذي يشبه صوت الأم وبلون الفراء الذي يشبه لون صوف الأم، وهنا خُدعت الخراف وفتحت للثعلب الباب.
وحين دخل الثعلب إلى الكوخ بدأ بالتهام الخراف واحدًا تلو الآخر، باستثناء أصغرها الذي كان مختبئًا خلف ساعة قديمة في الكوخ، وخرج من الكوخ وقد ملأ بطنه بالخراف، وحين عادت الأم وجدت الباب مفتوحًا، وأخبرها صغير الخراف بكل شيء، فحاولت أن تدبر حيلة لتنتقم من الثعلب الماكر، فبدأت بالبحث عن الثعلب ووجده نائمًا قرب النهر وقد امتلأ بطنه بصغارها، وهنا أحضرت الأم مقصًا وإبرة وخيطًا، وأتت ببعض الحجارة، وعملت على عقر الذئب وإخراج الخراف من بطنه، ووضعِ الحجارة في بطنه وخياطته، وحين استيقظ الثعلب أحسَّ بالعطش، واقترب من النهر ليشرب منه، لكن الحجارة الثقيلة ألقت به في النهر لتسحبه المياه ويغرق فيه لتنتهي بذلك قصة الثعلب والخراف.
وهناك العديد من الدروس المستفادة من قصة الثعلب والخراف، ومن أهمّها أن يحرص المرء على وقاية نفسه ممَّن يحاول الإيقاع به، وألّا يغتر بكلام أحدهم مهما كان هذا الكلام منمّقًا وجميلًا، كما تُشير القصة إلى دور الأم في رعاية صغارها، وما تبذله من جهد في سبيل أن يكونوا بأفضل حال، كما يُستفاد من قصة الثعلب والخراف أن الأم قد تُعرّض نفسها للخطر في سبيل حماية صغارها، وهذا ما يجعل واجب الصغار تجاه الأم عظيمًا فهي تقدّم الغالي والنفيس في سبيل سعادة أطفالها مهما كلّفها الأمر.