قصة الزبير بن العوام

كتابة:
قصة الزبير بن العوام

قصة إسلام الزبير بن العوام

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصيّ بن كلاب القرشي الأسدي، أبو عبد الله، وحواريّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابن عمته،[١] وهو أحد العشرة المبشرين بالجنَّة، تزوَّج أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-، وقد أسلم الزبير بن العوام -رضي الله عنه- وكان من أوائل من أسلم؛ فقد كان سابعهم، وعمره آنذاك 15 سنة.[٢]

قصة تربية أم الزبير له

كانت أمُّه صفية بنت عبد المطلب -رضي الله عنها- تقسو عليه في صغره؛ فتضربه ضرباً شديداً، فعوتبت في ذلك، وظنَّ الناس أنَّها لا تحبُّه، فردَّت عليهم إنَّما تفعل ذلك ليشتدَّ عُوده ويصبح فارساً قوياً يهزم الأعداء ويجلب الغنائم.[١]

وهو ممن تربُّوا في دار الأرقم، ومن مواقفه المبكِّرة التي تنمُّ عن شخصيه الفذَّة أنَّه أشيع في يومٍ أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قد قتل، فشهر سيفه وذهب يتأكَّد الخبر إنْ كان حقَّاً فسيقتل الفاعل، ولو كانت قريشاً بأسرها، وبينما هو كذلك إذ التقى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأخبره الخبر فدعا له -صلى اللَّه عليه وسلم- بالخير ولسيفه بالظفر.[٢]

قصة جهاد الزبير بن العوام

لو كان لنا أن نصف الزبير ونلخص حياته، لكان الجهاد والبطولة أهمُّ مميزاته، فلم توجد معركة إلَّا وكان له فيها صولة وجولة، وفيما يأتي بعض تلك المواقف:

  • موقفه بعد غزوة أحد

كلّفه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو وأبا بكر أن يقودا كتيبة من سبعين رجلاً؛ لملاحقة جيش قريش المنتصر بعد أحد، واستطاعوا أن يُشعروا المشركين بأنَّهم طليعةٌ قويةٌ لجيش المسلمين، فأسرع جيش المشركين في سيرهم إلى مكة، وفهموا أنَّهم لم يُضعفوا قوّة المسلمين.[٢]

  • موقفه في معركة اليرموك

من مواقفه العظيمة ما كان في معركة اليرموك عندما رأى الوهن في نفوس بعض المسلمين الذين يقابلون جيشاً كثيفاً من الروم لم يروا مثله من قبل، فصاح يكبِّر الله وهجم على أعداء الله -عزَّ وجلَّ-، واخترق صفوفهم التي كانت مثل البحر، ثمَّ عاد سالماً منتصراً إلى إخوانه، فارتفعت معنوياتهم.[٢]

  • موقفه في فتح مصر

ومما يُبين شجاعته وإقدامه وكفاءته الحربية أنَّ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- طلب ثلاثة آلاف رجل كمدد لفتح مصر، فبعث له عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بثلاثة رجال هم: الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة بن الصامت، وقال إنَّ كلّ واحدٍ منهم بألفِ رجل، وأمر عمرو بن العاص أن يجعلهم في مقدمة الجيش لأنَّهم لا يفرون، ويتشجَّع بهم الجنود.[٣]

قصة تبشير الزبير بن العوام بالشهادة

ذكر الإمام مسلم في صحيحه: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ علَى جَبَلِ حِرَاءٍ فَتَحَرَّكَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اسْكُنْ حِرَاءُ فَما عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ وَعليه النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ).[٤]

قصة شهود عثمان بن عفان للزبير بالخيرية

أصاب عثمان بن عفان -رضي الله عنه- مرضٌ منعه من الحجِّ في زمن خلافته، فاقتُرح عليه أن يستخلف، وذُكر له الزبير بن العوام وهو أحد الستَّة الذين استخلفهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فقال عثمان: (أمَا والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّه لَخَيْرُهُمْ، ما عَلِمْتُ، وإنْ كانَ لَأَحَبَّهُمْ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[٥]

قصة نزول الملائكة يوم بدر في سيماء الزبير

نزلت الملائكة يوم بدر لِتُقاتل مع المسلمين في تلك الوقعة العظيمة في تاريخ المسلمين، وقد نزلوا وعليهم عمائم صفراء،كتلك التي كان يلبسها الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وفي ذلك دِلالة على فضله -رضي الله عنه-.[٦]

قصة استشهاد الزبير بن العوام

في معركة الجَمل في إحدى مُجريات المعركة؛ نادى عليّ على الزبير، وذكَّره بحديثٍ للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقضي أنّهما سيتقاتلان ويكون الزبير ظالماً لعليٍ فيها، فلمَّا سمع الزبير ذلك تذكَّر الحديث وقال: "نعم ولم أذكره إلّا في موقفي هذا"، ثم انصرف مبتعداً عن الفتنة، واستشهد أثناء ذهابه من بعض الرّجال.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ابن حجر العسقلاني (1415)، الإصابة في تمييز الصحابة (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 457، جزء 2. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث خالد محمد خالد (2000)، رجال حول الرسول (الطبعة 1)، بيروت:دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 268. بتصرّف.
  3. محمد الددو، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 7، جزء 8. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2417، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:3717، صحيح.
  6. ابن عساكر (1995)، تاريخ دمشق، صفحة 354، جزء 18. بتصرّف.
  7. محمد عويضه، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 555، جزء 1. بتصرّف.
4208 مشاهدة
للأعلى للسفل
×