السنجاب وشجرة البلوط الكبيرة
في أحد الأيام، كان السنجاب يقف على شجرة بلوط كبيرة في الغابة، وأثناء وقوف السنجاب على الشجرة شاهده طائر السنونو، اقترب السنونو من السنجاب الصغير وقال له: يا لك من سنجابٍ مسكين أنت لا تمتلك أجنحة، ولا تستطيع الطيران مثلي وأتحداكَ: أن تطير أو تقفز في مستوى أعلى مني.
غضب السنجاب كثيرًا من قول السنونو، ولكنه وافق على التحدّي الذي طلبه منه السنجاب: وهو القفز أو الطيران أعلى منه وأمام حيوانات الغابة جميعها.
التحدي بين طائر السنونو والسنجاب
لم يتمكّن السنجاب الصغير من النوم في تلك الليلة، فكيف له أن يسبق السنونو الذي يطير عاليًا ويحلّق في الفضاءات البعيدة؟ ظلّ السنجاب الصغير يفكّر طوال الليل بطريقة تجعله يتغلّب على طائر السنونو المغرور، وفجأة خطرت للسنجاب فكرة ذكيّة جدًا يستطيع من خلالها الفوز في السباق.
وفي صباح اليوم التالي تجمّعت حيوانات الغابة جميعها؛ لكي تشاهد التحدّي الكبير بين السنجاب وطائر السنونو، وكانت جميع الحيوانات تنظر إلى السنجاب على أنه الطرف الأضعف، وحتمًا سيكون خاسرًا في هذا السباق، فكيف لسنجاب يقفز من شجرة إلى أخرى، أن يفوز على طائرٍ له أجنحة ويستطيع التحليق لأبعد المسافات؟.
الحيوانات جميعًا اعتقدت: أن السنجاب سيتعرّض للهزيمة الساحقة وللإذلال أمامهم جميعًا؛ لأن السنونو سيفوز عليه وأما حيوانات الغابة أصدقاء السنجاب: فقد كانوا يهتفون له، وكانوا يؤمنون أن السنجاب سيفوز على السنونو، إذا تحلّى بالشجاعة والصبر والإصرار.
بدأ التحدّي بين السنجاب والسنونو عندما رفعت السلحفاة شارة البداية؛ لانطلاق السنونو والسنجاب، والفائز في السباق سيكون من يطير إلى مسافة أعلى، أو مَن يعلو على الآخر في الطيران أو القفز وانطلق السنونو محلقًا في الفضاء لأقصى مسافة يمكن أن يصلها، وفي هذه الأثناء كان يبحث عن السنجاب هنا وهناك، ولكنه لم يجده أبدًا.
وحتى الحيوانات في الغابة كلّها لم تشاهد السنجاب منذ لحظة إطلاق شارة البدء، فشعروا كلهم بالقلق والخوف على السنجاب وظنّوا أنه ربما انسحب من السباق، أو حصل له مكروهًا؛ جعله يختفي من السباق.
حكمة السنجاب
وفي الحقيقة: فإنّ السنجاب لم يترك السباق أبدًا، لكن عندما أعلنت السلحفاة بدء السباق عند خط البداية، قامَ السنجاب الصغير بالتعلّق على ظهر السنونو المغرور؛ ولأنه خفيف الوزن وصغير الحجم، لم يشاهده السنونو، فطار السنونو بعيدًا ظانًا أنّ السنجاب لن يسبقه أو يتغلّب عليه بأي حالٍ من الأحوال.
وفجأة وعند وصول السنونو إلى خط النهاية، قفز السنجاب الصغير عن ظهره، وقفز عاليًا ووصل إلى خط النهاية؛ وبذلك يكون السنجاب الصغير فازَ على السنونو المغرور، ولقّنه درسًا قاسيًا.
وبالختام نستفاد من تلك القصة القصيرة الجميلة عدد من العبر، على رأسها أن الإنسان عندما يستخدم عقله، ويتحلّى بالإصرار والشجاعة والذكاء، سيفوز على كل التحديات والصّعاب، التي تواجهه في حياته، كذلك ينبغي على الإنسان الابتعاد عن السخريّة والاستهزاء بالآخرين وقدراتهم.
