قصة المنطاد العجيب للأطفال

كتابة:
قصة المنطاد العجيب للأطفال


قصة المنطاد العجيب للأطفال

جاء الصيف وأقبلت الإجازة الطويلة وأنا أحلم أن أشاهد كل الأماكن المميزة في العالم.

قلت لأمي: هل سنسافر هذا العام؟

قالت أمي: لا يا فلاح، قلت لك عدة مرات بأن أباك منشغل في عمله. ولن يستطيع أن يأخذنا هذا الصيف إلى أي مكان.

لم يسعدني هذا الخبر! فأنا أحب السفر. وأود أن أحلق في كل سماء.

ثم قالت أمي: حان وقت النوم يا فلاح، هيا اذهب إلى فراشك.

دخلت غرفتي وأنا حزين، أفكر وأفكر. أريد أن أشاهد أماكن جديدة وفريدة.

وفجأة! سمعت صوتًا يأتي من النافذة، أحدٌ ما يطرق زجاج نافذتي.

فتحت النافذة، وإذا بمخلوق غريب يحاول الاختباء. نظرت إلى الأسفل، فرأيت مخلوقًا فضائيًا يخجل من الدخول، قلت له: تفضل، تعال إلى الداخل. أمسكت بيده ودخل إلى غرفتي.

كانت غرفتي مظلمة ففتحت الأنوار، ولكنني لم أرى المخلوق الفضائي. أين اختفى يا ترى؟

بحثت عنه خارج النافذة ولكنني لم أبصر شيئا، فاعتقدت أنه خرج.

وفي مساء اليوم التالي أغلقت الأنوار واستلقيت على سريري.

شخص ما يطرق النافذة..

فتحت النافذة وإذا بالمخلوق الفضائي يريد الدخول.

غضبت عليه وقلت له: لماذا ذهبت دون أن تودعني؟

فقال لي: أنت السبب.

قلت: أنا!! ماذا فعلت!

فأجاب: بالأمس فتحت الأنوار فهربت بسرعة. قبل أن يحرق الضوء جلدي.

قلت: أنا آسف يا.. ما اسمك؟

قال: اسمي دهشان، وأعيش خارج كوكبك.

قلت: ولماذا جئت إلي؟

قال دهشان: لأنني أحقق أمنيات الصغار.

أثارني الفضول، فقلت له: كيف؟

قال دهشان: تعال معي لنحلق إلى عالم الأمنيات.

أخرج دهشان من جيبه كرة بيضاء وبها زر لونه أحمر، وضغط دهشان على الزر ووصل بالون كبير، كبير جدًا! ملون وجميل، معلق بسلة لنقل الركاب والبضائع، وفي أسفل هذا البالون يوجد موقد للنار صغير الحجم ويعمل بغاز الهيليوم، تسمى هذه الطائرة الخفيفة بالمنطاد.

قال دهشان: هيا اركب منطادي العجيب وسنحلق معا إلى أماكن جميلة في العالم.

ركبت سلة المنطاد وأشعل دهشان غاز الموقد ليسخن الهواء داخل المنطاد، ويا للروعة! المنطاد يرتفع إلى الأعلى وأعلى.. فوق السحب ويطير بسرعة عالية في السماء.

حلّقنا فوق دولة الإمارات وشاهدت أطول برج في العالم وهو برج خليفة وجزيرة النخل المميزة. ثم مررنا بدولة مصر، فقلت لدهشان: انظر إلى أهرامات مصر ما أجملها!

اهتز المنطاد فوق قصر أنيق من الرخام الأبيض، قال دهشان: ما أروع تاج محل في الهند!

نحن هنا فوق أكبر ساعة في العالم وهي ساعة مكة، قلت لدهشان: وهذه الكعبة المشرفة، هيا نهبط يا دهشان لنصلي في جماعة.

أطفأ دهشان الموقد حتى يبرد الهواء، فينخفض البالون تدريجيا، وهبطنا بسلام على أرض مكة المشرفة. وصلينا صلاة الفجر في الحرم الشريف.

ولنحلق من جديد، ركبنا السلة وأشعل دهشان غاز الموقد وارتفع المنطاد شيئا فشيئا إلى الأعلى.

بالمنطاد أستطيع أن أشاهد المناظر الخلابة كالأنهار والسيول والوديان والجبال والصحراء.

رأينا برج إيفيل في فرنسا، وساعة بيج بن ببريطانيا. تمايل المنطاد فوق برج بيزا المائل في إيطاليا، واهتز لجمال آيا صوفيا في تركيا.

يستطيع منطاد دهشان أن يصل إلى ارتفاعات شاهقة حتى الطائرات لا تستطيع بلوغها.

حلّقنا فوق أعلى جبل في العالم وهو جبل إفرست، رأيت جسر البوابة الذهبية وتمثال الحرية في أمريكيا.

نظر دهشان إلى كمية غاز الموقد واضطررنا أن نهبط بالمنطاد خشية أن ينتهي غاز الهيليوم، فهبطنا في أحلى مدن الأردن وهي مدينة البتراء، ملأنا الموقد بالكثير من

غاز الهيليوم حتى لا يتوقف عن التحليق بالسماء.

وطرنا من جديد بالمنطاد العجيب فوق سور الصين العظيم في الصين، ورأينا جبال فوجي في اليابان.

تأخر الوقت وحان وقت العودة إلى البيت، أخمد دهشان الموقد المشتعل وانخفض البالون الكبير شيئا فشيئا، حتى وصل إلى نافذة غرفتي.

دخلت مع دهشان إلى غرفتي، أخرج دهشان كرته البيضاء وضغط على الزر الأحمر، ليختفي المنطاد العجيب.

ودعت صديقي دهشان قائلًا: أمتعتني الرحلة بالمنطاد، وأتمنى أن.. لم أكمل حديثي حتى دخلت أمي الغرفة وفتحت الأنوار واختفى المخلوق المفضائي دهشان هاربًا من الأنوار.

قالت أمي: لم تنم بعد يا فلاح! أما زلت تفكر بالسفر؟

قلت مبتسمًا: لا يا أمي، فأبي منشغل بالعمل وسنسافر في العام القادم.

نمت في سريري ولم أُخبر أحد بسري أنا ودهشان، مع المنطاد العجيب.[١]


نبذة عن الكاتبة

الكاتبة شيماء المرزوقي، كاتبة إماراتية، ومؤلفة لقصص الأطفال. حاصلة على بكالوريوس تربية طفولة مبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية،[٢] وللكاتبة العديد من قصص الأطفال الهادفة والمسلية، ومنها ما يأتي:[٣]

  • ميساء في متحف الاتحاد.
  • لا تخف أبدًا من الظلام.
  • بابا زايد وشعب الإمارات.
  • موزة وجهازها الذكي.

المراجع

  1. "قصة المنطاد العجيب"، يوتيوب. بتصرّف.
  2. "شيماء المرزوقي"، صحيفة الخليج. بتصرّف.
  3. "جميع كتب شيماء المرزوقي"، التربية. بتصرّف.
6624 مشاهدة
للأعلى للسفل
×