قصة النبي إبراهيم للأطفال

كتابة:
قصة النبي إبراهيم للأطفال


من هو النبي إبراهيم؟

إبراهيم -عليه السلام- هو والد نبيّ الله إسماعيل ونبي الله إسحاق عليهما السلام، وإسحاق هو والد نبي الله يعقوب عليهما السلام، فيصير إبراهيم هو جد يعقوب ويوسف وباقي الأنبياء صلى الله عليهم وسلّم.[١]


دعوة النبي إبراهيم قومه

ماذا كان يعبد قوم إبراهيم عليه السلام؟

لقد بعث الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- إلى قومه في العراق، وكانوا يعبدون الأصنام والكواكب وغيرها من الأشياء التي لا تُفيد عابدها، وقد كان والد إبراهيم -عليه السلام- يصنع الأصنام للقوم لكي يعبدوها، وفي أحد الأيَّام بعث والد إبراهيم بإبراهيم حتى يبيع للنَّاس صنمًا من الأصنام التي صنعها، فصار يُنادي ويقول من يشتري صنمًا لا يضره ولا ينفعه، وكان دائمًا ما ينصح قومه ويقول لهم ما هذه الأصنام التي تعبدونها؟ وكيف تستطيعون أن تعبدوا أشياء أنتم تصنعونها وتنحتونها من الحجر والخشب؟ وما زال يدعوهم ليلًا ونهارًا إلى عبادة الله وحده.[٢]


وكان والد إبراهيم -عليه السلام- أيضًا من العابدين للأصنام، وكان إبراهيم كثيرًا ما يدعو والده ويقول له يا أبت آمن بالله ولا تكن من أتباع الشيطان الذي يُضل الإنسان ويوسوس له حتى يُشرك بالله ويرتكب المعاصي، ودائمًا ما يُحدّث والده بالإيمان وهو يتودد لوالده بالكلام الحسَن ولكنَّ والده لا يستمع له ويقسو عليه بالكلام، فيحزن إبراهيم لأنَّ والده لا يُريد توحيد الله.[٣]


رفض قوم النبي إبراهيم دعوته!

كيف ردَّ قوم إبراهيم -عليه السلام- على دعوته؟

صار القوم يستهزئون بإبراهيم -عليه السلام- ويقولون له هل فعلًا أنت نبي أم أنَّك تمزح معنا ويُطلقون الضحكات بين بعضهم بعضًا، وإبراهيم يصبر على أذاهم ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد ولكن ما من مجيب،[٢] وفي يومٍ من الأيَّام أراد القوم أن يخرجوا من المدينة إلى عيدٍ من أعيادهم، فخرج كل النَّاس ما عدا إبراهيم بقي في المدينة، وقال إبراهيم عندما تخرجون من المدينة سأكيد للأصنام حتى تعرفوا أنَّها لا تقدر على شيء.[٤]


النبي إبراهيم يحطّم الأصنام!

كيف استخدم إبراهيم ذكاءه في الدعوة إلى الله؟

ولمَّا خرج القوم إلى ذلك العيد، ذهب إبراهيم -عليه السلام- إلى المعبد الذي فيه الأصنام التي يعبدونها، وكسر جميع الأصنام ما عدا الصَّنم الكبير تركه وعلَّق الفأس التي كسر الأصنام فيها في رقبته، فلمَّا جاء القوم ورأوا الأصنام مكسرة جُنَّ جنونهم وقالوا: من فعل هذا بالآلهة وغضبوا غضبًا شديدًا، فقال أحدهم: لقد سمعت إبراهيم قبل أن نذهب إلى العيد يقول إنَّه سيُلحق الأذى بهم، ولمَّا جاؤوا بإبراهيم: قالوا له هل أنت حطَّمت هذه الأصنام يا إبراهيم؟ فقال لهم: بل الذي حطَّم الأصنام الصغيرة هو هذا الصنم الكبير، وإن أردتم معرفة الحقيقة تستطيعون سؤالهم إن استطاعوا أن يُجيبونكم.[٥]


إلقاء النبي إبراهيم في النار

من الذي علَّم القوم كيفية صناعة المنجنيق؟

لمَّا تبيَّن للكافرين أنَّ أصنامهم فعلًا هي حجارة ولم تستطع أن تدفع الأذى عن نفسها وعلموا أنَّ إبراهيم -عليه السلام- كان محقًّا تكبروا أكثر؛ إذ لا يُريدون أن يعترفوا أنَّ للكون إلهًا واحدًا، فثاروا يقولون يجب أن نُحرق إبراهيم بالنَّار حتى لا يتجرأ أيُّ أحدٍ ويفعل مثل فعلته، وهكذا بدأ القوم يجمعون الحطب لإحراق إبراهيم عليه السلام، حتَّى إنَّ المرأة منهم إذا مرضت تقول: لو عافتني الآلهة سأذهب لجمع الحطب لحرق إبراهيم، وصاروا يجمعون الكثير الكثير من الحطب، وأشعلوا نارًا عظيمة.[٦]


وبدؤوا يتفكَّرون في الطريقة التي يجب أن يُلقوا بها إبراهيم في النَّار، إذ لا يستطيعون الاقتراب من لهيبها ولو اقتربوا لاحترقت، فجاء الشيطان ودلَّهم على صناعة المنجنيق، ووقتها أول مرة كان يُصنع المنجنيق وهو أداة من الخشب يضعون فيها ما يُريدون ومن ثم يقذفونه من بعيد.[٦]


الله تعالى ينجّي نبيه إبراهيم!

كيف نجّى الله نبيه من النار؟

بدأ القوم بالتجهيز لقذف إبراهيم -عليه السلام- في النَّار، فقال إبراهيم حسبي الله ونعم الوكيل، إبراهيم كان يعلم أنَّ الله لن يتخلَّى عنه في هذا الوضع الصَّعب، فسلَّم كامل الأمر لربه تعالى، وأراد كل شيء على الأرض أن يدافع عن إبراهيم عليه السلام، فملائكة المطر تُريد أن تُهطل المطر والملائكة ما بين السماء والأرض تريد نجدته ودواب الأرض تريد مساعدته، ولكنَّ إبراهيم ما طلب المساعدة والنَّجدة إلا من ربِّه.[٦]


ولكنَّ حكمة الله -تعالى- أن جعل النَّار نفسها لا تُحرق أبدًا وهذه معجزة من الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام، فأمر الله النَّار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، فمعنى بردًا أي باردة وسلامًا أي لا يُؤذيه بردها، فالله هو الذي يُدبر الأساليب للدفاع عن أوليائه الصالحين وأنبيائه،[٦] فصارت النَّار حوله مثل البستان الأخضر الجميل، ولمَّا خرج من النَّار سليمًا قال له أبوه آزر نعم الرّب ربك يا إبراهيم.[٧]


استمرار قوم إبراهيم بكفرهم

هل آمن قوم إبراهيم بعد أن خرج من النار سليمًا؟

بقي قوم إبراهيم -عليه السلام- على كفرهم، ولم يسمعوا من نبيّهم الدعوة، فلم يؤمنوا بالله الأحد، فلذلك أمر الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- أن يهاجر من العراق إلى أرض الشَّام التي بارك الله فيها من عنده.[٦]


هجرة إبراهيم والسيدة سارة

كيف حصلت سارة على هاجر جارية لها؟

بعد أن رأى الله -تعالى- أنَّ قوم إبراهيم لا فائدة منهم ولن يؤمنوا نجى إبراهيم -عليه السلام- منهم فهاجر إبراهيم ومعه ابن أخيه لوط -عليهما السلام- وزوجته سارة، وكانوا هم الموحدين فقط من قوم إبراهيم، فطاف إبراهيم في العديد من البلاد في طريق هجرته في كل بلدٍ يدعوا إلى عبادة الله الأحد وتوحيده، ووصل إلى فلسطين فاستقرَّ فيها هو وزوجته، ولكن حصلت مجاعة في فلسطين فذهب إلى مصر؛ حتى يأتي بالطَّعام والزَّاد.[٨]


وفي مصر ابتُلي إبراهيم -عليه السلام- بالعديد من الابتلاءات حتَّى إنَّ ملك مصر الظَّالم أراد أن يأخذ سارة من إبراهيم فيحبسها، ولكن كلَما أراد أن يأخذها كان يبتليه الله -تعالى- بالصرع، وهو مرض يصيب الرأس ويجعل الإنسان يشعر بألم في رأسه، فخاف ذلك الظالم من سارة وظنَّ أنَّها ساحرة، لكن سارة ما كانت ساحرة ولكنَّها كانت تدعو الله أن يُبعد أذاه عنها، وفي نهاية الأمر أهدى ذلك الملك الظالم لسارة جارية حتى تخدمها، ظنًا منه أنَّه بذلك يأتمن شرها، فأخذت سارة هاجر ومضت هي وإبراهيم -عليه السلام- في طريقهما.[٨]


زواج النبي إبراهيم من السيدة هاجر

مَن تزوّجت هاجر؟


مضى على زواج إبراهيم -عليه السلام- بسارة قرابة عشرين عامًا، ولكنَّ الله -تعالى- لم يأذن أن يكون لهما ولد، فأحبت سارة أن ترى لإبراهيم ولدًا فأهدته هاجر لكي يتزوجها.[٨]


مولد النبي إسماعيل عليه السلام!

من هي أمّ إسماعيل؟

ولمَّا تزوج إبراهيم -عليه السلام- بهاجر فإنّها قد حملت منه، وبعد مضي مدة الحمل ولدت له ولدًا ذكرًا سماه إسماعيل، وهو إسماعيل النبي بن إبراهيم عليهما السلام.[٨]


بناء الكعبة المشرفة

ماذا كان يقول إبراهيم وابنه وهما يبنيان الكعبة المشرفة؟

لمَّا ولد إسماعيل -عليه السلام- ترك إبراهيم هاجر مع ابنها إسماعيل في مكان في الصحراء، وهو اليوم عند الكعبة المشرفة، ولكن في ذاك الوقت لم تكن الكعبة مبنيّة كما هي اليوم، ولمَّا كبر إسماعيل جاء إليه والده إبراهيم -عليهما السلام- وقال له: يا إسماعيل، إنَّ الله أمرني بأمرٍ، فقال له إسماعيل: افعل ما أمرك الله به، فقال له إبراهيم: هل تعينني؟ فقال له إسماعيل: نعم أعينك، فقال له إبراهيم: إنَّ الله أمرني أن أبني بيتًا هنا.[٩]


فبدأ إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- ببناء الكعبة المشرفة ووضع قواعدها، وعندما كانا يبنيانها كانا يُرددان: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}،[١٠] فصحيحٌ أنَّ الله -تعالى- اختاره لبناء الكعبة دونًا عن العالمين، ولكنَّه مع ذلك كان خائفًا ألّا يتقبَّل الله -تعالى- منه ذلك العمل.[٩]


ما هي الدروس التي تعلمناها من قصة النبي إبراهيم؟

كثيرةٌ هي الدُّروس التي يستفيدها المسلم من قصص الأنبياء والصَّالحين، فالقصة ليست للمتعة فقط، بل على المسلم أن يأخذ العبرة منها؛ حتى يحبّه الله تعالى، ومن تلك العبر:[٦]


  • المسلم يتوكَّل على الله وحده في كلّ أموره، فإبراهيم -عليه السلام- لم يطلب من الأرض أن تبتلع النَّار ولم يطلب مساعدة ملَك الأمطار ولو طلب ذلك لساعدوه، ولكن هو طلب من الله وحده أن يُساعده.
  • الدَّاعية إلى الله يُواجه الكثير من المواقف الصَّعبة أثناء دعوته؛ لذلك يجب عليه أن يكون ذكيًا ويستخدم عقله في الدعوة إلى ربه مثلما فعل إبراهيم عندما كسَّر الأصنام وقال الذي حطمها هو كبيرهم.
  • الدعوة إلى الله ليست مهمة الكبار فقط، بل إنّ إبراهيم -عليه السلام- قد دعا والده إلى الإيمان ولم يقل هذا أبي فلن أدعوه لأنَّه أكبر مني سنًّا، بل الجميع يمكنه الدعوة إلى الله -تعالى- إن كان يستطيع ذلك.


في الليلة القادمة!! ما رأيك أن نقرأ سويًا قصة النبي يعقوب عليه السلام: قصة النبي يعقوب للأطفال

المراجع

  1. أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 9. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أبو الليث السمرقندي، تفسير السمرقندي بحر العلوم، صفحة 429. بتصرّف.
  3. عبد العزيز الراجحي، شرح تفسير ابن كثير، صفحة 2. بتصرّف.
  4. محمد خليل ملكاوي، كتاب عقيدة التوحيد في القرآن الكريم، صفحة 196. بتصرّف.
  5. محمد خليل ملكاوي، كتاب عقيدة التوحيد في القرآن الكريم، صفحة 197. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 7 - 8. بتصرّف.
  7. عبد الله حماد الرسي، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي، صفحة 3. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 4. بتصرّف.
  9. ^ أ ب عبد الله حماد الرسي، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي، صفحة 4. بتصرّف.
  10. سورة البقرة، آية:127
4458 مشاهدة
للأعلى للسفل
×