قصة النبي لوط للأطفال

كتابة:
قصة النبي لوط للأطفال

نبوة لوط عليه السلام

عاد لوط -عليه السلام- مع عمّه إبراهيم -عليه السّلام- من بلاد الشام إلى منطقة تُدعى سدوم، وعندما أصبح في عمر الأربعين عامًا أرسله الله -تعالى- لدعوة قومه إلى توحيد الله -تعالى- وترك الفاحشة، ومن الجدير بالذّكر أنّ ابنتيه آمنتا به، بخلاف زوجته التي لم تؤمن به، حيث قال الله -تعالى-: (إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ*وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ).[١][٢]


إعراض قوم النبي لوط عن دعوته

أعرض القوم عن دعوة لوط -عليه السلام- حيث قاموا بتهديده وتكذيبه وطرده، ومع ذلك بقي لوطًا -عليه السّلام- مُستمرًّا في دعوته إلى التوحيد، واستمرّ بتذكيرهم أن ما يأتوا به من فاحشة تضرّ عقولهم وتضلّ طريقهم عن كلّ ما هو صحيح، كما وضّح لهم الأثر السّلبي من فعل ذلك، ولكن كان ردّهم في قوله -تعالى-: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّـهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).[٣][٤]


ضيوف لوط وماذا فعل قومه تجاههم

قبل هلاك الله لهم، جاءت ملائكة على هيئة رجال، وعندما علم القوم بذلك جاؤوا، وعرض عليهم لوطًا بتزويجهم ابنتيه بالطريقة التي جاء عليها الشرّع؛ فاستهزؤوا بذلك، وبيّنت الملائكة أنهم جاؤوا لإهلاك القوم ليطمئنّ لوط، حيث قال الله -تعالى-: (وَجاءَهُ قَومُهُ يُهرَعونَ إِلَيهِ وَمِن قَبلُ كانوا يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ قالَ يا قَومِ هـؤُلاءِ بَناتي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلا تُخزونِ في ضَيفي أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشيدٌ* قالوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا في بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُريدُ* قالَ لَو أَنَّ لي بِكُم قُوَّةً أَو آوي إِلى رُكنٍ شَديدٍ).[٥][٤]


زوجة لوط وإفشاؤها أسرار زوجها

إنّ زوجة لوط -عليه السّلام- كانت من المعرضين له، حيث كانت تشجّع على إتيان الفاحشة مع القوم، وكما وُضّح سابقًا سبب مجيء الملائكة إلى لوط، فذهبت مسرعة إلى القوم لإخبارهم بمجيء الملائكة التي جاءت على هيئة رجال ذا شكلٍ جميل، حتى يأتوا لوطًا ويراودوه، فتبيّن بعد ذلك أن هذه الملائكة جاءت لتعذيب القوم.[٦]


عقوبة قوم لوط

أرسل الله تعالى على قوم لوط عذابًا شديدًا، حيث قلب الأرض بهم حتى أصبح أسفلهم أعلاهم، وأنزل عليهم مطرًا من الطّين شديد الصّلابة والحجارة التي لا تُشبه حجارة الأرض في شيء،[٧] وأصبح هذا العذاب مُستقرًا لهم إلى يوم القيامة، ودليل ذلك قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ).[٨][٩]


الدروس المستفادة من قصة النبي لوط

فيما يأتي بيان الدّروس المستفادة من قصة النبي لوط -عليه السّلام-:[١٠]

  • أنّ الابتلاء ليس محصورًا بعامّة النّاس، وإنّما الأنبياء كذلك تعرّضوا للابتلاءات الشديدة، فابتلاء لوط -عليه السّلام- كان بزوجة كافرة ومعرضة ومعينة على فعل الفاحشه مع قومه.
  • أنّ الكفر بالله تعالى والإعراض عن توحيده لا يترتب عليه سوى العذاب الشّديد.
  • أنّ الأسلوب الحَسَن أمرٌ مهمٌ في الدعوة إلى الله -تعالى-.
  • أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب لعدم تفشّي الفاحشة في المجتمع.
  • أنّ ارتكاب الفاحشة سبب رئيس في البعد عن الطاعات؛ لذلك كان لوطًا -عليه السّلام- يحاول معالجة الفاحشة قبل عبادة الأصنام.


ملخّص المقال: أرسل الله -تعالى- لوطًا لدعوة قومه إلى توحيده، ولكن لم يستجيبوا وأصروا على عنادهم وارتكابهم للفاحشة، وبعد أن حاول لوطًا إصلاح الأمر دون جدوى أرسل الله -تعالى- هلاكًا شديدًا باقيًا إلى يوم الدّين.


المراجع

  1. سورة الشعراء، آية:161-164
  2. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1413. بتصرّف.
  3. سورة العنكبوت، آية:29
  4. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 149-152. بتصرّف.
  5. سورة هود، آية:78-80
  6. عمر سليمان الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 71. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، التفسير الميسر، صفحة 231. بتصرّف.
  8. سورة القمر، آية:38
  9. مصطفى العدوي، سلسلة التفسير، صفحة 3. بتصرّف.
  10. أحمد غلوش، دعوة الرسل، صفحة 153. بتصرّف.
4591 مشاهدة
للأعلى للسفل
×