محتويات
دعوة نوح عليه السلام أهله وقومه للإيمان
أرسل الله نوح -عليه السلام- إلى قومه حتى يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته وحده والإيمان به، وكان أوّل رسولٍ إلى الناس، وكان من بين الناس الذي دعاهم نوح إلى الإيمان؛ أهله، وعشيرته، وزوجته، وأولاده، وذكّرهم بحقّ القرابة بينهم، وبدأ يوضّح لهم حقيقة التوحيد، ونفي الشريك عن الله، واستحقاقه للعبادة وحده، وذكّرهم بسوء مصير من كفر وخالف دعوة الأنبياء، ودعاهم إلى الإيمان باليوم الآخر والبعث والحساب، وبيّن لهم الأدلة على ذلك، قال -تعالى-: (لَقَد أَرسَلنا نوحًا إِلى قَومِهِ فَقالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ إِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ عَظيمٍ).[١][٢]
إعراض زوجة نوح عليه السلام عن الإيمان
بعد أن دعا نوح قومه ومن بينهم امرأته؛ عاندوا واستكبروا واتّهموا نبيّهم بالضلال، قال الله -تعالى-: (قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)،[٣] فذكّرهم نبيّ الله نوح أنّه رسول من الله إليهم، وردّ عليهم قولهم، وبيّن لهم أنّه يريد إرشادهم لطريق الحق والرّشاد، ويريد لهم النجاة والسعادة، لكنّهم بقوا على استكبارهم وعنادهم، فأوحى الله له أنّه لن يؤمن معه إلا القليل، وأمره بالبدء ببناء السفينة،[٢] وكانت امرأة نوح تكيد له، فتنقل أسراره إلى القوم الضالين.
عاقبة زوجة نوح عليه السلام
لاقت زوجة نوح -عليه السلام- سوء العاقبة مع بقيّة من كفر، فقد غرقت في الطوفان، وكان جزاؤها الناء في الآخرة، قال الله -تعالى-: (ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)،[٤] وقال -تعالى- في سورة نوح: (مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَنصَارًا).[٥][٦]
الدروس المستفادة من قصة زوجة نوح عليه السلام
هناك العديد من الدروس والعبر المستفادة من قصة زوجة نبيّ الله نوح -عليه السلام-، أهمّها ما يأتي:
- الثبات على الحق: فالله -سبحانه- قد يبتلي إنساناً بزوجة غير صالحة تريد الدنيا لا الآخرة، وتنقل الأسرار للأعداء، وتُبعد زوجها عن طريق الحقّ والإيمان، فينبغي عليه أن يثبت على الحقّ ولا يتراخى عنه، فمن أراد رضى الله وسعى إليه عوّضه الله خيراً في الدنيا والآخرة.[٧]
- الحرص على اختيار الزوجة الصالحة، التي تُعين الرجل على الصلاح والثبات.
- ليس التفاضل بين الناس في الحسب والنسب، بل معيار التفاضل هو التقوى، وخير شاهدٍ على ذلك زوجة النبيّ نوح وابنه قد كفروا بالله.
- إنّ الإيمان بالله -تعالى- هو طريق النجاة.[٨]
ملخّص المقال: بعث الله نوحٍ إلى قومه ليُرشدهم إلى طريق الحقّ، ويُنجيهم من سوء العاقبة والمصير، وكان من بين القوم زوجته وابنه، فرفضوا دعوته واتّهموه بالضلال، فدعا نوح ربّه، فأوحى الله إليه أن يبدأ بصنع السفينة، فنجا هو والمؤمنون من الطوفان، وكان عاقبة زوجته الغرق، ومصيرها النار، وأهمّ الدروس المستفادة من ذلك أنّ الإيمان هو الطريق الموصل للنجاة، ومعيار التفاضل بين الناس هو التقوى لا النسب والحسب.
المراجع
- ↑ سورة الأعراف، آية:59
- ^ أ ب جامعة المدينة العالمية، التفسير الموضوعي، صفحة 364-377، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:60
- ↑ سورة التحريم، آية:10
- ↑ سورة نوح، آية:25
- ↑ محمد علي قطب (2004)، زوجات الأنبياء وأمّهات المؤمنين (الطبعة 1)، القاهرة:الدار الثقافية للنشر، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ محمد الحسن الددو الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 16، جزء 51.
- ↑ أحمد أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، صفحة 75. بتصرّف.