قصة جابر بن عبد الله مع الرسول في غزوة الخندق

كتابة:
قصة جابر بن عبد الله مع الرسول في غزوة الخندق

جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-

هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي من بني سلمة، الخزرجي السلمي المدني الفقيه، ويكنى بأبي عبد الله، صاحبُ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، أسلم صغيراً حين شهد بيعة العقبة الثانية مع أبيه، وشهد جابر بن عبد الله جميعَ الغزوات مع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، باستثناء غزوة بدر وغزوة أحد، حيث منعه أبوه من المشاركة فيهما لأجل أن يرعى أخواته التسع، ولكن بعدما استشهد أبوه في أُحد شهد باقي الغزوات، تُوفي سنة ثمانٍ وسبعين للهجرة، وهو ابنُ أربعٍ وتسعينَ سنة.[١][٢]


قصة جابر بن عبد الله مع الرسول في غزوة الخندق

تفاصيل قصة جابر بن عبد الله

  • وردت هذه القصة في صحيحي البخاري ومسلم، وورد في هذه القصة أكثرُ من مُعجزةٍ للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- هذه القصة بحذافيرها، وقصَّ فيها ما حدث معه مع النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه عندما كانوا يعملون في حفر الخندق، فَذَكَرَ أنهم كانوا يُعانون من التعب وشّدة الجوع أثناء عملهم الشاق، حتى أنهم ربطوا الحجارة على بطونهم ليُسكتوا جوعهم، ومرت عليهم ثلاثةُ أيامٍ لم يأكلوا فيها شيئاً، وفي أثناء حفرهم للخندق اعترضت طريقهم صخرةٌ شديدة الصلابة، تكسرت فيها معاولهم، ولم يستطيعوا إزاحتها، فشَكَوا ذلك إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقام رسول الله -مع ما به من شدة الجوع- إلى تلك الصخرة، وأخذ المعول فضربها، فتحولّت إلى رملٍ ناعم، فكانت هذه مُعجزةً من معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٣]
  • وعندما رأى جابرُ حالَ النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- ومُعَاناتِهِ من الجوع آلَمَهُ ذلك كثيراً، فاستأذنَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- في الرجوع إلى منزله، فأذِنَ له، فأخبر زوجته بما رآه من الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من شدة الجوع، وسألها عمّا عندها مما يَصلُحُ طعاماً لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فوجد عندها صاعاً من شعير، وشاةً صغيرة، فأمر زوجته أن تطحن ذلك الشعير، وقام إلى الشاة فذبحها وقطعها، ووضعها في قدر أوقد النار تحته، وأمر زوجته أن تعجن ذلك الطحين الذي استفادته من الشعير، ثمّ عاد جابر إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وحوله أصحابه، فدعاه إلى تناول الطعام في بيته سرَّاً، وأخبره بالحال، وأنَّ عنده طعاماً يسيراً، واستعان جابر على تقرير قلة الطعام بتصغيره بقوله: (طُعيم لنا)، وأخبره بمقدار ذلك الطعام وقِلَّتِه عندما سأله عن مقداره، وأنّه يكفيه ويكفي رجلاً واحداً أو رجلين من أصحابه، ولكن هذا الطعام كان في نظر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كثيرًا.[٣]
  • طلبَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من جابر أن يَأمرَ زوجتَهُ بألا تُفرغَ القِدر من اللحم، وألا تخبز الخُبز حتى يأتي، ثمّ دعا النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- أهل الخندق، أي جميع المهاجرين والأنصار الموجودين عند الخندق، لتناول الطعام معه، ودعاهم إلى التوجه إلى منزل جابر، وانطلق جابر إلى زوجته يُخبرها، فصُدِمت بذلك الخبر، وخافت من الفضيحة لأنها تعلم أن الطعام لا يكفي إلا لشخصين أو ثلاثة فقط، ثمّ دخل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وأمر أصحابه بالدخول، من غير ازدحام، فأخذ يكسر الخبز، ويجعل عليه اللّحم، ويغطّي القِدر إذا أخذ منه، ويُقرِّبُ إلى أصحابه، حتى شبعَ الصّحابة جميعهم، ثمّ بعد كلّ ذلك بقي طعام، وأمر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- جابر وزوجته أن يأكلوا ويُهدوا إلى جيرانهم منه، فكانت هذه معجزةً أخرى من معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٣]


المراجع

  1. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 546. بتصرّف.
  2. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 189. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 149-151. بتصرّف.
4719 مشاهدة
للأعلى للسفل
×