محتويات
حديث: اذهبوا فأنتم الطلقاء
نص الحديث
رُوي في الحديث عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال للمشركين يوم فتح مكة: (يا معشرَ قريشٍ ما ترَونَ أنِّي فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيرًا، أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، فقال: اذهبوا فأنتم الطُّلَقاءُ).[١]
حكم الحديث
وهو حديث ضعيف بهذا اللفظ، وليس له إسناد ثابت، ولكن تسمية الطُّلَقَاء ثابتةٌ في السُّنَّة، والطلقاءُ هم الذين عفا عنهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من قريشٍ وسامَحَهم يوم الفتح.[٢]
قصة حديث: اذهبوا فأنتم الطلقاء
دخلت قبيلة خُزاعة في حلف النّبي -صلى الله عليه وسلم-، بعد صلح الحديبية، ودخلت قبيلةُ بني بكر في حلف قريش، وكانت بينهما حروب وثارات قديمة، فأراد بنو بكر يومًا أن يأخذوا بثأرهم من خزاعة، فأغاروا عليهم في الليل وقتلوا عدداً منهم، وكانت قريش قد ساعدت بني بكر بالرجال والسلاح في هذه الغارة، فذهب عمرو بن سالم الخزاعي مُسرعاً إلى النّبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخبره بغدر بني بكر وقريش، وعندما عرفت قريشٌ بأن الخبر وصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- شعرت بالخطر، فأرسلت أبا سفيان إلى المدينة المنورة لحل المشكلة وتجديد الصلح، إلّا أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد أمر المسلمين بالاستعداد للتوجه إلى مكة، وأمرهم بكتمان الأمر حتى يباغت المشركين الغادرين في عقر دارهم.[٣]
وفي العاشر من شهر رمضان من السّنة الثامنة للهجرة؛ خرج النّبي -صلى الله عليه وسلم- من المدينة على رأس جيشٍ قوامه عشرة آلاف مقاتل متوجهين إلى مكة، وقبل وصولهم إليها انطلق العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- باحثًا عن أحدٍ يخبر قريشًا كي تطلب الأمان من الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل دخوله مكة، وكان أبو سفيان قد خرج من مكة يتجسس ويجمع الأخبار، فوجده العبّاس فنصحه أن يأتي معه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليعطيه الأمان، فذهب معه إليه فوعظه النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم، وأعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- الأمان بقوله: (مَنْ دخلَ دَارَ أبي سُفْيانَ فهوَ آمِنٌ، ومَنْ أَغْلَقَ بابَهُ فهوَ آمِنٌ)،[٤]ثم تابع النّبي -صلى الله عليه وسلم- طريقه إلى مكة، حتى وصل منطقة "ذي طوى" فوزع الجيش هناك، فأمر خالد بن الوليد أن يدخل ومن معه من أسفل مكة، وأمر الزبيرَ بن العوام أن يدخل من أعلاها، وأمر أبا عبيدة بن الجراح أن يأخذ بطن الوادي.[٣]
ودخل الصحابة -رضي الله عنهم- مكة فاتحين، وانهزم أمامهم سفهاء قريش، ودخل النّبي -صلى الله عليه وسلم- مكة من أعلاها مطأطئًا رأسه تواضعًا لله -تعالى- وتذللاً له بعدما أكرمه بالفتح العظيم، ثم دخل المسجد الحرام فقبَّل الحجر الأسود، وطاف بالكعبة، وحطم الأصنام من حولها، ثم دخل الكعبة فصلى فيها ركعتين بعدما أزال ما فيها من صور شركية، فلّما خرج منها وجد صفوفًا من أهل قريش تنتظر ما سَيُفعل بهم، فقال لهم: (يا معشرَ قريشٍ ما ترَونَ أنِّي فاعلٌ بكم؟ قالوا: خيرًا، أخٌ كريمٌ، وابنُ أخٍ كريمٍ، فقال: اذهبوا فأنتم الطُّلَقاءُ)،[١] فأطلقهم النّبي -صلى الله عليه وسلم- وعفا عنهم على الرغم من كل فعلوه به قبل ذلك، وقال لهم: (لا تَثْرِيبَ عليكم اليومَ يَغْفِرُ اللهُ لكم وهوَ أرْحَمُ الرحمينَ)،[٥] وهذا من كرمه ورحمته -صلى الله عليه وسلم- وأخلاقه العظيمة التي لا مثيل لها.[٦]
المراجع
- ^ أ ب رواه الألباني، في السلسلة الضعيفة، عن بعض أهل العلم، الصفحة أو الرقم:1163 ، حديث ضعيف.
- ↑ الإسلام سؤال وجواب (8/7/2018)، "حديث : ( اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ )."، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 25/12/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب "فتح مكة 8 هـ"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/12/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في المطالب العالية، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:408، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في فقه السيرة، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:376، حديث حسن.
- ↑ إيهاب كمال أحمد (2/6/2015)، "التواضع والعفو والتسامح في فتح مكة"، الألوكة. بتصرّف.