قصة خرافية

كتابة:
قصة خرافية

قصة عقلة الأصبع

يحكى أن زوجة فلاح لم تستطع الإنجاب ذهبت يومًا ما إلى ساحرة وطلبت منها أن تساعدها على الإنجاب، فأعطتها الساحرة حبة شعير وطلبت منها أن تزرعها وتعتني بها، قامت زوجة الفلاح بفعل كل ما طلبت منها الساحرة فعله، فكبرت حبة الشعير وتحولت إلى زهرة جميلة، ثم تفتحت وخرجت منها فتاة رائعة الجمال كانت بحجم عقلة الأصبع، فسمتها زوجة الفلاح عقلة الأصبع.

اهتمت زوجة الفلاح بعقلة الأصبع وربتها كابنتها، وكانت الفتاة الصغيرة تمتلك صوتًا جميلًا، وفي يومٍ من الأيام وهي تغني سمعتها ضفدعة قبيحة، فأعجبت بشكلها وصوتها، فانتظرتها حتى نامت وقامت بسرقتها، ووضعتها على أحد زنابق الماء خوفًا من أن تهرب، وقررت تزويجها لابنها القبيح.

عندما استيقظت عقلة الأصبع وجدت نفسها وحيدة يحيطها الماء من كل الجهات، فجاءت الضفدعة وأخبرتها أنها ستصبح زوجة ابنها، فأجهشت عقلة الأصبع بالبكاء، ومن حسن حظها سمعتها الأسماك الصغيرة، وقامت بأكل ساق الزنبقة، فتحررت عقلة الأصبع، ثم ساعدتها فراشة بيضاء على الخروج من النهر.

أمضت عقلة الأصبع الرصيف في الغابة مستمتعة بصوت العصافير الجميلة، ولكن عندما حل الشتاء لم تكن تدري ماذا تفعل فأخذت تمشي في الغابة الكبيرة، ووصلت إلى بيت فأرة صغيرة، وحينما رأتها الفأرة سمحت لها بالعيش عندها.

كان جار الفأرة الغني (الخلد) يتردد لزيارتها في بعض الأحيان، وأعجب بعقلة الأصبع فطلب الزواج منها، ولكن عقلة الأصبع لم تكن راضية عن هذا الزواج، وفي يومٍ من الأيام أخذها الخلد لترى بيته، وفي الطريق رأت عصفور صغير مرمي ع الأرض فأخبرها الخلد أنه ميت.

حزنت عقلة الأصبع كثيرًا على العصفور وغزلت بعض الصوف وغطته به، وتفاجأت بأن العصفور ما زال حي ولكنه كان مخدر من البرد، فاهتمت به طوال الشتاء، وعندما حل الصيف أخذها العصفور وطار بها إلى بلاد جميلة، وطلب منها أن تختار زهرة صغيرة لتكون مسكنها.

اختارت عقلة الأصبع زهرة وعندما اقتربت منها تفتحت وخرج منها ملاك صغير له جناحان، فأعجب بجمال عقلة الأصبع وطلب منها الزواج، فوافقت وغنى لهما العصفور أغنية الزواج، وعاشا بسعادة لآخر العمر.[١]

قصة تاك الصغير

كان هناك فتى اسمه تاك الصغير، طلبت منه والدته الاعتناء بأخته لحين عودتها، وكان لديه امتحان في مادة الجغرافيا في اليوم التالي، حاول تاك الصغير القيام بالأمرين معًا، وعندما حل المساء أتت والدته، وطلبت من أن يساعد سيدة مسنة بحمل أغراضها إلى المنزل، فركض تاك الصغير لمساعدتها.

وعندما عاد كان الظلام قد حل ولم يكن في المنزل شموع، فلم يستطع تاك الصغير دراسة امتحانه، فاستلقى على فراشه وأخذ يفكر كيف يمكنه الإجابة على أسئلة امتحان الجغرافيا، وكيف سيتذكر المعلومات المهمة عن جميع مدن سيلاند، وفجأة باغته النوم وسمع صوت السيدة العجوز تقول له سأساعدك كما ساعدتني!

ثم سمع تاك الصغير خشخشة أوراق كتاب الجغرافيا، وبعدها أحس وكأن دجاجة سقطت على سريره، وقالت له أنها من مدينة كوجية وأخبرته بعدد سكانها، وبعدها سقط طائر كبير وقال أنه قادم من براستو، وأخبره بعدد سكانها! ثم رأى تاك الصغير نفسه على صهوة جواد جميل أخذ يجري به لمدينة فوردينبورج وتعرف على معالمها الجميلة!

ثم جاء إليه بحار وأخبره أنه سيبحر إلى مدينة كورسو، المدينة النابضة بالحياة والواقعة على ساحل البحر، وفجأة رأى تاك الصغير نفسه في قاعة مليئة بجميع ملوك الدنمارك وتعرف عليهم واحد تلو الآخر!

وفي صباح اليوم التالي استيقظ تاك الصغير ولم يتذكر ما كان قد رآه بالأمس، إلا أنه فتح كتاب الجغرافيا ووجد نفسه يعرف جميع المعلومات التي يحويها! وذهب إلى الامتحان فرأته العجوز من بعيد وتمنت له التوفيق وذهبت.[٢]

قصة الأميرة وحبة البازلاء

يحكى أن أميرًا وسيمًا جاب العالم بحثًا عن أميرة حقيقة ليتزوجها، ولكنه لم يعثر على ما يريد، فرجع إلى قصره حزينًا وأخبره والدته الملكة بأنه لم يجد من يبحث عنها لتكون زوجته، فطمأنته والدته وأخبرته بأنه سيجدها في يوم من الأيام.

وفي مساء يومٍ ممطر حينما كان صوت الرعد المخيف يتردد بقوة، دُق باب القصر، فدخلت فتاة فائقة الجمال والحسن، وأخبرت الملكة أنها أميرة حقيقة وأنها تاهت أثناء سفرها، وطلبت منها أن تنام هذه الليلة في القصر.

فكرت الملكة قليلًا ثم قررت أن تكشف ما إذا كانت هذه الفتاة أميرة حقيقية، فوضعت على السرير حبة بازيلاء، ثم وضعت فوقها 20 فرشة و 20 لحافًا من ريش النعام، وطلبت من الأميرة النوم عليها، وفي الصباح الباكر سألت الملكة الأميرة ما إن ارتاحت في نومها، فأجابت الأميرة بالنفي وقالت أنها كانت نائمة على شيء صلب!

ففرحت الملكة وعرفت أن هذه الفتاة أميرة حقيقية، إذ إن الأميرة الحقيقة حساسة جدًا ويمكنها أن تحس بحبة بازيلاء صغيرة جدًا تحت فراشها، بعدها طلبت الملكة من الأمير أن يتزوجها، فتزوجا وأنجبا الأطفال وعاشا بسعادة كبيرة.[٣]

قصة شجرة التنّوب

في غابة كبيرة نمت شجرة تنّوب صغيرة وجميلة جدًا، كانت دائمًا ما تنظر حولها وترى أشجار التنوب الكبيرة فارعة الطول وتتمنى بأن تصبح مثلها، فعندما يحل الشتاء يأتي بعض الأشخاص ويأخذون أشجار التنّوب العملاقة ويذهبون.

كانت شجرة التنّوب تتساءل: إلى أين تذهب هذه الأشجار؟ فأخبرها طائر اللقلق بأنهم يأخذونها في رحلة عبر البحر، فتمنت شجرة التنّوب أن تذهب في رحلة بحرية كأشجار التنّوب الأخرى، وحينما حل عيد الميلاد جاء أيضًا بعض الأشخاص وأخذوا عدد من أشجار التنّوب كثيرة الأغصان معهم.

وهنا أرادت أن تعرف شجرة التنّوب ما الذي سيحدث لهم، فسألت عصافير الجنة، فأخبرها أحدهم بأنهن يُأخذن إلى قاعة دافئة ويتم تزينهن بالأضواء والشموع والفواكه اللذيذة! ففكرت شجرة التنّوب قليلًا، وقررت بأنها لا تريد الذهاب في رحلة إلى البحر وإنما تريد أن يكون مصيرها كأشجار عيد الميلاد!

مرت الأيام وحينما أتى عيد الميلاد، جاء بعض الأشخاص وقطعوا الشجرة فأحست بالآلام شديدة، ولكنها قاومت الألم وفكرت بأن مصيرها سيكون جميل، وبالفعل تم أخذها إلى قاعة كبيرة وتزيينها بالشموع والكرات الملونة، وعندما نفضت الشجرة نفسها قليلًا سقطت شمعة واحترقت بعض أغصانها فأحست بالألم ولم تستطع التحرك مرة أخرى!

وبعد ذلك جاء العديد من الأطفال ولعبوا مع الشجرة وأنزلوا ما عليها من زينة، ثم فتحوا هدايا الميلاد، كل هذا والشجرة بحالة استغراب مما يحصل، وتتساءل ماذا سيكون مصيرها بعد هذا اليوم!

ظنت بأنها ستزين كل يوم، وستفرح مع الأطفال، إلا أنه بعد نهاية اليوم أخذت ووضعت في غرفة باردة ومظلمة، ومرت الأيام وهي على هذه الحال، إلى أن يبست أغصانها واصفرت أوراقها، فجاء أحد الخدم ووضعها في الفناء وأشعل النار بها! فأنّت الشجرة من الألم وكانت تتمنى بأن تعود لتعيش يومًا مشرقًا في الغابة التي تمنت أن تتركها قبل زمنٍ طويل.[٤]

المراجع

  1. هانس أندرسن، حكايات هانس أندرسن الخيالية، صفحة 51-62.
  2. هانس أندرسن، حكايات هانس أندرسن الخيالية، صفحة 20-35.
  3. هانس أندرسن، قصص وحكايات خرافية، صفحة 87-88.
  4. هانس أندرسن، حكايات أندرسن، صفحة 110-126.
6240 مشاهدة
للأعلى للسفل
×