قصة ربانزل

كتابة:
قصة ربانزل

قصة ربانزل

حدثت قصة ربانزل منذ زمن قديم، حيث كان يعيش زوج وزوجته في مكانٍ بعيد، ولم يكن لديهما أطفال، وفي يومٍ ما حملت الزوجة، وفرح الزوج كثيرًا بخبر حملها، وأوقفَها عن عمل أي شيءٍ يُتعبها، ووجّهها للراحة التامّة حتى تنجب.


وقد كان يسكن الرجل وزوجته قرب غابة تعيش فيها ساحرة شريرة، كانت هذه الساحرة تزرع ما تشتهي النفس من الأشجار والنباتات، وتُحيط حديقتها بسورٍ عالٍ كي لا يصل إليها أحد، وكي لا يرى الناس ما بداخل الحديقة، وفي أحد الأيام جلست الزوجة في شُرفة المنزل، ونظرت إلى حديقة الساحرة الشريرة، ورأت فيها أطيب أصناف الثمار، وتمنّت لو أنها تتذوق منها، ولم تقاوم الّنظر والتأمل فيها، وعندما عاد زوجها إلى البيت، طلبت منه أن يُحضر لها من فواكه حديقة الساحرة الشريرة.


انتظر الزوج حلولَ الليل كي يذهب إلى حديقة الساحرة الشريرة ويقطف الثمار لزوجته؛ لأنه يعلم جيدًا أن الساحرة الشريرة لن تسمح له بأخذ الفاكهة مهما جرى، وتسلل إلى الحديقة بمجرد أن تأكد من إطفاء الأنوار ونوم الساحرة، وتسلق سور الحديقة العالي، وقطف بعض الثمار ثم عاد إلى زوجته مسرعًا، وغسَلَ الثّمار القليلة التي قطفها، وعاد إلى زوجته كي يقدّمها لها، ففرحت الزوجة كثيرًا، وأكلت الثمار بشهية عالية، وشكرت زوجها كثيرًا، وفي اليوم التالي طلبت الزوجة من زوجها أن يحضر لها المزيد من الثمار، فانتظر زوجها نوم الساحرة مجدّدًا، وذهب لأخذ الثمار.


لكن، في هذه المرة أمسكت الساحرة الشريرة به وقالت له: لمن تسرق هذه الفاكهة؟ فقال لها مرتعبًا: لزوجتي الحامل؛ لأنها تشتهي الفواكه التي في حديقتك، ولم آخذ منها إلا القليل، فأرجوكِ سامحيني وأطلقي سراحي، فضحكت الساحرة الشريرة وقالت له: حسنًا خذ ما شئت من الثمار، لكن بمجرد أن تلد زوجتك سآخذ منها الطفل وأربيه أنا.


وافق الزوج على طلب الساحرة الشريرة ظنًا منه أنها لا تتحدث بجدّيّة، وكي يفلت من عقابها، ولم يكن يظن أن الساحرة تنتظر ولادة الطفل بحماسٍ كبير، وبعد فترة ولدت الزوجة طفلة جميلة جدًا، وفرح الزوجان بها وأطلقوا عليها اسم ربانزل، وكانت ربانزل أجمل من جميع الأطفال، وفجأة! ظهرت الساحرة الشريرة وأخذت ربانزل من والدَيْها وقالت لهما: سآخذ ربانزل كما جرى الاتفاق، فحزن الزوجان وأصابهما مرضٌ شديد حتى خرجت أرواحهما من شدة الحزن والمرض.


وضعت السّاحرة ربانزل في برجٍ عالٍ جدًا، ولم تجعل لهذا البرج أيّ باب أو درج، ولم يكن فيه إلا نافذة صغيرة فقط يدخل منها الهواء ونور الشمس، ومرّت الأيام حتى أصبحت ربانزل فتاة جميلة ذات شعرٍ طويل جدًا؛ لأن الساحرة الشريرة لم تقص شعرها أبدًا، وكانت كلّما أرادت الصعود إلى البرج، تنادي ربانزل كي تدلي بشعرها إلى الأسفل وتستخدمه لتصعد إلى البرج.


كانت ربانزل تظنّ أنّ الساحرة هي أمّها، ومرت الأيام وربانزل تشعر بالحزن لأنها تعيش وحيدة في البرج العالي، وكانت دومًا تغني أغانيَ حزينة، وفي يومٍ ما سمعها أميرٌ وسيم كان يمّر من جانب البرج وهي تغني، فنادى عليها، وما كان من ربانزل إلى أن دلّت شعرها للأمير فصعد إليها، وفرحت ربانزل كثيرًا برؤيته.


فجأة جاءت الساحرة إلى البرج ورأت الأمير عند ربانزل، فقصت شعرها وطردت الأمير بعد أن ضربته وكسرت يده، واستطاع الأمير أن يفلت من يد الساحرة الشريرة بصعوبة، حتى وصل إلى قصره وأحضر جنوده وسلمًا عاليًا لإخراج ربانزل من البرج، واستطاعوا أن يخرجوها بصعوبة بعد أن وجودها حزينة وهي تغني أغانيها الحزينة. اقترب منها الأمير وأخبر ربانزل أن الساحرة الشريرة ليست أمّها، وأن والديها ماتوا حزنًا على فقدانها، وبعد حديث طويل بينهما، أخذالأمير ربانزل معه إلى القصر وتزوّج منها، وعاشا معًا بسعادة وهناء.


العبرة المستفادة من هذه القصة أنّ لكل شيء في الحياة ثمنًا، وجزاء سرقة والد ربانزل من الحديقة كان فقدان ابنته، كما ظهر في القصة كيف أن الخير انتصر في النهاية، لكنه لم ينتصر سريًعا، لهذا يجب ألّا يفقد الإنسان الأمل مهما جرى.

3320 مشاهدة
للأعلى للسفل
×