محتويات
سمية بنت الخياط قبل الإسلام
هي سمية بنت الخياط، أم عمار بن ياسر -رضي الله عنه-، وقد كانت سمية أمة لأبي حذيفة بن مخزوم فزوجها من حليفه ياسر بن عامر بن مالك العنسي، وقد ولدت له عمار بن ياسر.[١]
إسلام سمية وجهرها به
أسلمت سمية بن الخياط وزوجها وإبنها عمار منذ بداية الدعوة، فغضب عليهم قومهم ومواليهم بنو مخزوم وقد عذبوهم كثيراً، فقد كانت سمية بنت الخياط كبيرة في السن وهي سابع من أسلم وأظهر إسلامه، وقد ثبتت على إسلامها وتحملت رغم كبر سنها وضعف جسدها.[٢]
تعذيب سمية واستشهادها
عندما أسلمت سمية بنت الخياط جاء أبو جهل وقام بصفعها وضربها وركلها وجرها، وأراد أن تعود عن الإسلام وتترك دين محمد -صلى الله عليه وسلم-، فكانت ثابتة صامدة كالجبال، فكان زوجها يعذب وابنها يعذب وهي تعذب، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لهم: (صبراً آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة).[٣]
وكل أبو جهل عبيداً له ليعذبوا سمية بنت الخياط حتى تترك الإسلام، وقد خرج ذات يوم ورأها تعذب، فاغتاظ أبو جهل منها وكان عبده قد مدوها على الرمل الحار في صحراء مكة، فقام بأخذ حربة من يد أحد العبيد وقام بطعنها بتلك الحربة، فارتقت سمية بنت الخياط شهيدة في سبيل الله، وكانت هي أول شهيدة في الإسلام.[٤]
بماذا وعد النبي سمية وأهل بيتها؟
جاء عمار بن ياسر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد تعب من شدة التعذيب فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اصبر، ثم قال: اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت)،[٥]
وقد وعدهم بالجنة جزاءاً لصبرهم وتحملهم حين قال لهم: (صبراً آل ياسر؛ فإن موعدكم الجنة).[٣][٦]
الدروس المستفادة من قصة سمية بنت الخياط
يُستفاد من قصة سمية بنت الخياط العديد من الدروس والعبر، فقد كانت سمية بنت الخياط مثالاً يحتذى به في الصبر من أجل الإسلام، ومن هذه الدروس:[٢]
- صبر سمية بنت الخياط على الأذى رغم كبر سنها وضعف جسدها يبين لنا قوة الإيمان الذي كان عندها.
- تمسك سمية بنت الخياط بموقفها ودينها حتى لفظت آخر أنفاسها يدل على شدة صبرها وتحملها، فعلى المسلم التحلي بالصبر خصوصاً إذا كان هذا الصبر على أمر مرتبط بالإيمان.
- منزلة الصابرين عظيمة في الإسلام، فقد وعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- آل ياسر بالجنة جزاءاً لصبرهم، وقد أخبرنا الله تعالى أن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب، فهنيئاً لهم هذا الفوز العظيم.
- شدة غيظ الكفار على المسلمين، فلم يكتفي أبو جهل برؤية سمية تتعذب، بل دفعه حقده لطعنها، فهم يحاربون الحق بكل الطرق، لكن الله حفظ الإسلام من كيدهم.
خلاصة المقال: هذه هي قصة سمية بنت الخياط، أول شهيدة في الإسلام، أسلمت منذ بداية الدعوة وهي مثال على الصبر والتحمل في سبيل الدعوة، وهي قدوة لكل امرأة مسلمة، فقد صبرت على العذاب والأذى ونالت الجنة، رحمها الله تعالى.
المراجع
- ↑ "كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 28/8/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب "سُمَيّة أول شهيد في الإسلام"، إسلام ويب، 15/5/2016، اطّلع عليه بتاريخ 28/8/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه الألباني ، في فقه السيرة، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:103، حسن صحيح.
- ↑ سعد البريك، دروس الشيخ سعد البريك، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:439، إسناده ضعيف.
- ↑ المتقي الهندي، كتاب كنز العمال، صفحة 528. بتصرّف.