قصة سورة الشمس

كتابة:
قصة سورة الشمس

قصة سورة الشمس

تضمّنت سورة الشمس قصة النبيّ صالح -عليه السّلام- مع قومه ثمود بالتفصيل، وفيما يأتي بيان هذه القصة كما جاءت في الآيات الكريمة:

طلب قوم النبي صالح لمعجزة (قصة النبي صالح)

ابتدأت قصة صالح -عليه السّلام- مع قومه ثمود عندما طلبوا منه آية ومعجزة تدلّ على صدق دعوته ورسالته، وهذا حال الأقوام المكذّبة دائماً.

فأخرج الله -تعالى- لهم ناقةً عظيمة من الصخرة، وكانت تشرب في يوم معلوم حددّه الله -تعالى-، وطلب منهم نبيّهم صالح -عليه السلام- أن يتركوها تأكل من أرض الله، وألّا يمسّوها بسوء أبداً.[١]

قتلهم الناقة التي كانت معجزة الله لهم

بعد أن أنزل الله -تعالى- لهم الآيات والمعجزات ليؤمنوا، كذّبوا نبيّهم صالح، ولم يحفظوا العهد، فيقول الله -تعالى- فيهم في سورة الشمس: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها* إِذِ اِنْبَعَثَ أَشْقاها* فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها* فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها).[٢]

أيّ كذّبوا رسولهم بسبب تماديهم في الطغيان.[٣]

وقام أحدهم وهو أشقاهم وأخزاهم، وبدأ بتحريض قومه على قتل ناقة الله -تعالى-، ولكن نبيّ الله صالح -عليه السّلام- حذّرهم من عصيان أوامر الله -تعالى-، فطلب منهم أن لا يعقروها.

وطلب منهم أن يتركوها دون منعها من الشرب في اليوم الذّي أمرهم الله -تعالى- به، ولكنّهم لم يستجيبوا، فقام شقيّهم هذا بعقر ناقة الله وقتلها أي نحرها.[٣]

عاقبة ثمود قوم صالح

تتعرّض الآيات في سورة الشمس لذكر عاقبة قوم صالح؛ لما قاموا به من مخالفة أوامر نبيهم عندما طلبهم عدم المساس بناقة الله، واستهزائهم برسولهم صالح، واستعجالهم العذاب من الله -تعالى-، فكان حقّاً على الله أن يُهلكهم كما الأقوام السابقة المُكذّبة بأنبيائها، قال الله -تعالى-: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها* وَلا يَخافُ عُقْباها).[٤][٥]

وكان عذابهم بالصّيحة الشديدة التي أهلكتهم عن بكرة أبيهم، فدمدم عليهم الأرض؛ أيّ سوّاهم بالأرض وأطبقها عليهم من شدّة صيحة الغضب، فلم يبقَ أحد منهم، وشملهم العذاب جميعاً، سواء من اشترك في قتل الناقة، ومَن لم يشترك فيها؛ وذلك لأنّهم ارتضوا جميعاً هذا الفعل الشنيع، وأقرّوهم على ذلك.[٥]

مقاصد سورة الشمس

اشتملت سورة الشمس على مقاصد ومعان عظيمة، فيما يأتي بيانها:[٦]

  • قسم الله -تعالى- بمخلوقاته العظيمة، وهي: الشمس، والقمر، اللّيل والنهار، والأرض والسماء، والنفس بأنّ الفلاح والفوز في الآخرة يكون فقط لمن تمسّك بدينه وخلُقه، ومن حاد عن هذا الطريق وخالف ذلك فإنّه في طريق الغواية والشقاء.
  • ذكر حال بعض الأقوام المكذّبة، وهم ثمود قوم صالح -عليه السّلام- كما أسلفنا، وبيان سنّة الله -تعالى- الثابتة في الكون من إهلاكه الكفرة والطغاة.

التعريف بسورة الشمس

سورة الشمس سورة مكيّة، عدد آياتها خمس عشرة آية، نزلت بعد سورة القدر، وهي سورة قصيرة، لكنّها تحوي سجعاً ونغماً فائقاً في الدّقة، وتحمل معانٍ وحكم جامعة.

المراجع

  1. عثمان الخميس، فبهداهم اقتده قراءة تأصيلية في سير وقصص الأنبياء عليهم السلام، صفحة 102-104. بتصرّف.
  2. سورة الشمس، آية:11-14
  3. ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 262. بتصرّف.
  4. سورة الشمس، آية:14-15
  5. ^ أ ب ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 375 . بتصرّف.
  6. جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 280. بتصرّف.
3950 مشاهدة
للأعلى للسفل
×