قصة سيدنا موسى عليه السلام في القرآن الكريم

كتابة:
قصة سيدنا موسى عليه السلام في القرآن الكريم

قصة سيدنا موسى عليه السلام في القرآن الكريم

قصة سيدنا موسى من أكثر قصص الأنبياء ذكراً في القرآن الكريم، فقد ذُكر اسمه في القرآن مئة وست وثلاثين مرة في أربع وثلاثين سورة؛ لتعلُّق قصته ببني إسرائيل اللذين كثر ذكرهم في القرآن الكريم.[١]

قصة موسى مع فرعون

تضمنت قصة موسى -عليه السلام- مع فرعون في أكثر من موضع في سور القرآن، وهذه السور من حيث ترتيب النزول؛ سورة طه، الشعراء، الأعراف، الإسراء، يونس، النازعات، الذاريات، ولقد ذكر الله -تعالى- قصة سيدنا موسى مع فرعون في هذه السور بشكل يتراوح بين الإيجاز كما في سورة النازعات، والتفصيل كما في سورة الأعراف،[٢] وقصة نبي الله موسى بإيجاز ما يأتي:

  • شعر موسى -عليه السلام- بأنَّ العبء ثقيل عليه في مواجهة فرعون؛ لأنَّه تربى في بيته ولأنَّه قتل رجلاً من قوم فرعون، فطلب رفقة أخيه هارون لفصاحة لسانه ولمساندته في الأمر المُسند إليه لأنَّه كان لديه حبسة في لسانه تمنعه من الانطلاق في الكلام، وأيَّده الله بمعجزات أخرى تكون له عوناً في دعوته.[٣]
  • من هذه المعجزات العصا التي كانت سبباً في إيمان السحرة اللذين جمعهم فرعون، ليُثبت لقومه كذب موسى، فلمَّا انقلبت العصا ثعباناً حقيقياً علموا أنَّ الحق هو ما يدعوا إليه موسى، وآمن معهم جماعة من قوم فرعون.
  • أمر الله موسى -عليه السلام- بالهجرة مع من آمن معه، فاتبعهم فرعون وجنوده، فأوحى الله إلى موسى أن يضرب البحر بعصاه فانفلق البحر فبقى موسى ومن معه على اليابسة وغرق فرعون وجنوده.[٤]

قصة موسى مع الخضر

ذُكرت قصة موسى -عليه السلام- والخضر مفصلة في سورة الكهف، وقد روى البخاري -رحمه الله- أنَّ ذهاب سيدنا موسى للقاء الخضر كان بأمر من الله -تعالى-، فقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إنَّ موسى قام خطيباً في بني إسرائيل، فسُئل: أيُّ الناس أعلم، فقال: أنا، فعتب الله عليه إذ لم يردَّ العلم إليه.

فأوحى الله إليه "أنَّ هناك عبداً بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا رب فكيف لي به، قال: تأخذ معك حوتاً فتجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو"[٥] فلمَّا وجد موسى الخضر استأذنه أن يتبعه ليتعلم منه بعضاً مما علمه الله، وقصة نبي الله موسى مع الخضر ما يأتي:[٦]

  • خرق السفينة

انطلق موسى مع الخضر فلمَّا ركب في السفينة، قام الخضر فأحدث ثقباً في السفينة فاعترض موسى، ولم يعلم سبب فعلته، فأخبره الخضر لاحقاً أنَّ السفينة كانت لمساكين استأجروها ليعملوا ويكتسبوا الرزق وكان هناك ملكٌ كافر يستولي على السفن الصالحة فأراد الخضر أن يُحدث عيباً فيها حنى لا يأخذها الملك.

  • قتل الغلام

بعد مغادرتهم السفينة وجدا غلاماً يلعب على الساحل فقتله الخضر، ولم يعلم موسى السبب وراء تصرف الخضر إلا عندما أعلمه الخضر؛ أنَّ هذا الغلام لن يؤمن وسيبقى كافراً، وأهله من محبته له قد يرتدا فيشقيان بسببه.

  • إصلاح الجدار لليتيمين

سار موسى والخضر إلى أن وصلا إلى قرية، وكانا جائعين فطلبا طعاماً، فرفض أهل القرية إطعامهما، ومع ذلك عندما رأى الخضر جداراً كاد أن يسقط قام بإصلاحه، فاعترض عليه سيدنا موسى مرة أخرى.[٧]

لأنَّ أهل القرية لم يقوموا بواجب الضيافة، ولعدم علمه بسبب قيام الخضر بذلك، فأخبره الخضر أنَّ ذلك الجدار تحته كنز لغلامين كان أبوهما صالحاً، فأراد الله حفظ مالهما حتى يبلغا ويستخرجانه.[٧]

قصة موسى مع بني إسرائيل

تفصيل قصة نبي الله موسى -عليه السلام- ما يأتي:[٨]

  • بعد أنَّ نجَّى الله بني إسرائيل وأغرق فرعون وجنوده، سار بهم موسى فوجدوا قوماً يعبدون الأصنام، فطلبوا من موسى أن يجعل لهم آلهة يعبدونها فرفض موسى طلبهم وذكَّرهم بنعمة الله عليهم بنجاتهم من فرعون وبطشه ومن الغرق فلا يليق بهم فعل ذلك.[٩]
  • ترك موسى قومه أربعين ليلة لملاقاة ربه وتلَّقي التوراة، فاستخلف أخاه هارون مكانه، فجمع بنو إسرائيل حِليَّهم وصنعوا منها عجلاً ليتخذوه آلهة يعبدونها من دون الله، فلمَّا أراد هارون منعهم اسضعفوه وكادوا أن يقتلوه، وعندما عاد موسى ومعه التوراة، ووجد ما فعله قومه غضب منهم، ولمَّا علموا أنَّهم قد ضلوا ندموا وطلبوا رحمة الله ومغفرته.
  • لم يتب الله على من عبد العجل وأمرهم بأن يقتل بعضهم بعضاً ليتوب عليهم، وتوسَّل موسى لله بأن يرحمهم ولا يؤاخذهم بما فعل السفهاء، فقال الذين رافقوا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله فأخذتهم الصاعقة فماتوا، فدعا موسى الله فغفر لهم وأحياهم من بعد موتهم، عاد بنو إسرائيل للعصيان مرة أخرى.
  • لمَّا أمرهم الله -تعالى- على لسان موسى بدخول الأرض المقدسة، رفضوا الدخول بحجة أنَّ فيها قوم أقوياء، فعاقبهم الله بأنَّ يتيهوا في الأرض أربعين سنة، ثم أنعم الله عليهم بالخروج من التيه، وظللهم بالغمام، وأنزل عليهم المن والسلوى.

وأمرهم بدخول الأرض المقدسة سجداً، وبأن يقولوا حِطة ليحط الله عنهم سيئاتهم فقالوا حنطة، ودخلوا يزحفون على أدبارهم، فأرسل الله عليهم الطاعون فمات منهم سبعون ألفا في ساعة واحدة.[١٠]

المراجع

  1. جهاد الترباني، مائة من عظماء أمة الإسلام، صفحة 245. بتصرّف.
  2. عبد الكريم الخطيب، التفسير القرآني للقرآن، صفحة 118. بتصرّف.
  3. محمد متولي الشعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 9258. بتصرّف.
  4. محمد أبو زهرة، المعجزة الكبرى القرأن، صفحة 132. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:88.
  6. وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 7. بتصرّف.
  7. ^ أ ب محمد الطنطاوي، التفسير الوسيط، صفحة 561. بتصرّف.
  8. محمد علي الصابوني، صفوة التفاسير، صفحة 443. بتصرّف.
  9. جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية، صفحة 102. بتصرّف.
  10. محمد علي الصابوني، صفوة التفاسير، صفحة 52. بتصرّف.
4972 مشاهدة
للأعلى للسفل
×