قصة سيدنا يحيى للأطفال

كتابة:
قصة سيدنا يحيى للأطفال
أرسل الله -تعالى- الأنبياءَ لهداية الناس ودعوتهم لطريق الحق وترك المعاصي وترك عبادة الأصنام، وما كان للأنبياء إلا أن يقوموا بما أمرهم به الله -تعالى- رغم الصعاب التي قد تحيط بهم من تكذيب وأذى من قبائلهم، وقد كان النبي يحيى -عليه السلام- أحد الأنبياء الذين اصطفاهم الله -تعالى- لأداء رسالته.[١]

والنبي يحيى هو ابن النبي زكريا -عليهما السلام-، فقد كان والده نبيًا أيضًا، وقد أرسلهما الله -تعالى- إلى بني إسرائيل لدعوتهم إلى طريق الحق وهدايتهم، فما هي قصة هذا النبي؟[٢]


مولد النبي يحيى عليه السلام

في أحد الأيام ذهب النبي زكريا -عليه السلام- للمعبد من أجل التعبد والتقرب من الله -تعالى-، وعندما قام بالدخول وجد مريم بنت عمران -عليها السلام- في الداخل، وقد كان النبي زكريا -عليه السلام- يَكفَلُها، فوجدها غارقةً في التفكير وشاردة الذهن، وعندما نظر حولها وجد فاكهة الصيف فتفاجئ بذلك، فقد كان ذلك الوقت هو وقت الشتاء، فسألها على الفور من أين حصلت على تلك الفاكهة، فأجابته مريم أنها من عند الله.[٣]

وقد كان النبي زكريا -عليه السلام- متقدمًا في السن وكانت زوجته لا تستطيع الإنجاب ولطالما حلم بولد له فعندما سمع جواب مريم -عليها السلام- دبَّ الأمل في قلبه، وقال لنفسه أن من استطاع أن يُنزل هذه الفاكهة في الشتاء، قادرٌ أيضًا على أن يرزقه بولدٍ ليرثه.[٣]

فذهب زكريا -عليه السلام- مسرعًا لأداء الصلاة، ودعا الله بإلحاح وخشوع أن يرزقه بولد، فاستجاب الله -تعالى لنبيه- الكريم زكريا، وبشره بولد اسمه يحيى، فكانت ولادة النبي يحيى -عليه السلام- معجزة من عند الله -تعالى-.[٣]

دعوة النبي يحيى عليه السلام

لقد اختار الله -تعالى- يحيى -عليه السلام- ليكون نبيًا، وأمره أن يأخذ الكتاب بقوة، الكتاب هو التوراة، ومعنى أن يأخذه بقوة: أي أن يقرأه ويفهمه بشكل صحيح، وقد آتاه الله الحكمة والعلم والقوة منذ صغره، فحفظ التوراة وفهمها وطبق أحكامها وهو في سن السابعة من عمره.[٤]

وكان عابداً تقياً صالحاً، باراً بوالديه، لم يرتكب معصيةً واحدةً في حياته كلها، وكان من أنصار وأتباع النبي عيسى -عليه السلام-، وهو ابن خالته، وكان ينصح الناس ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولا يخجل من قول الحق، ولا يخاف من أحد، وكان صاحب مكانة عالية عند الناس، وعند الملك الذي كان حاكماً عليهم في ذلك الزمن.[٤]

موت النبي يحيى عليه السلام

وفي أحد الأيام أعجب الملك بابنة أخيه الجميلة، وأراد أن يتزوجها، وطلب من النبي يحيى -عليه السلام- أن يقوم بتزويجهما، لكن النبي يحيى -عليه السلام- نهى الملك عن فعل ذلك، فهو أمرٌ محرم، وغير جائز، فلا يجوز أن يتزوج العم ابنة أخيه، فاستجاب الملك له ولم يتزوجها.[٥]

ولكن أم الفتاة غضبت مما قاله النبي يحيى -عليه السلام- للملك، ومن منعه من الزواج بابنتها، فحاولت إغراء الملك بابنتها ونجحت في ذلك، وقالت لابنتها أن تطلب من الملك أن يقتل يحيى -عليه السلام-، لكن الملك رفض في البداية، لكنها ألحت عليه حتى وافق على طلبها، وأمر جنوده بقتل النبي يحيى -عليه السلام-، ففعلوا ذلك، فمات النبي يحيى -عليه السلام- شهيداً في سبيل الدفاع عن الحق.[٥]

المراجع

  1. "تعريف عام بدين الإسلام وما جاء به الرسل"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
  2. د. محمد منير الجنباز (2/8/2021)، "يحيى بن زكريا عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت عبد الإله بن عبد الله السعيدي، كتاب قصة الحياة، صفحة 144-145. بتصرّف.
  4. ^ أ ب إسلام ويب (10/8/2011)، "قصة يحيى عليه السلام في القرآن"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب د. محمد منير الجنباز (2/8/2021)، "يحيى بن زكريا عليه السلام"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2022. بتصرّف.
4970 مشاهدة
للأعلى للسفل
×