قصة شجاعة البراء بن مالك للأطفال

كتابة:
قصة شجاعة البراء بن مالك للأطفال
حفل التاريخ الإسلاميّ والعربيّ بقصصٍ ومواقف لشخصيَّاتٍ عدَّةٍ، كان لها دورٌ كبيرٌ في حياة الأمّة الإسلاميّة وحفظها من أعدائها، منذ عهد الصحابة -رضي الله عنهم- إلى فتراتٍ زمانيَّةٍ ممتدّةٍ بعدهم، ومن هذه الشخصيّات التي خلّد التاريخ الإسلاميّ شجاعتها: البراء بن مالك، فمن هو البراء بن مالك؟ وما هي قصته؟ فيما يلي حديثٌ عن ذلك.


من هو البراء بن مالك؟

هو الصحابيّ الجليل البراء بن مالك الأنصاريّ، أخ الصحابيّ الجليل: أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادم الرسول صلى الله عليه وسلم، كان البراء بن مالك مثلًا يُضرب في الشجاعة والقوّة، وأحد الأبطال في ذلك العصر، وقد شارك مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بكلّ الغزوات إلّا في غزوة بدر، وقد قال عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه مستجاب الدعاء، فقال: "كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَينِ لا يُؤْبَهُ لهُ، لوْ أقسمَ على اللهِ لأبَرَّه، منهم البراءُ بنُ مالكٍ"،[١] وبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان له أثرٌ كبيرٌ في تحقيق الكثير من الانتصارات للأمّة الإسلاميّة، وتوفّي في السنة العشرين للهجرة، واشتملت سيرته على دروسٍ وعبر كثيرةٍ؛ فكان قدوةً في أخلاقٍ وخصالٍ كثيرةٍ، من أبرزها الشجاعة.[٢]


قصة شجاعة البراء بن مالك

عُرف البراء بن مالك بشجاعته وقوّته في معركة اليمامة، وهي معركةٌ وقت بين المسلمين وبين المرتدين عن الإسلام الذين اتبعوا شخصًا يدعى مُسيلمة الكذاب، الذي ادعى النبوّة بعد وفاة النبيّ عليه الصلاة والسلام، وفي أثناء هذه المعركة اختبأ مُسيلمة الكذاب وأتباعه الذين ارتدوا عن الإسلام داخل حديقةٍ وتحصّنوا بها ممّا جعل وصول المسلمين إليهم أمرًا صعبًا للغاية وهنا جاء البراء بن مالك بشجاعته؛ فطلب من المسلمين أن يحملوه ويرموه للجهة الأخرى من جدار الحديقة ثمّ يفتح لهم باب الحديقة؛ ليدخلوا فاستجاب المسلمون له وحملوه، فاستطاع الدخول إلى الحديقة إلّا أنّه قبل أن يفتح الباب لقيه أتباع مُسيلمة الكذاب؛ فهجموا عليه، وحاولوا قتله، إلّا أنه قاتل بشجاعةٍ وقوَّةٍ عظيمةٍ وحده، حتّى استطاع الوصول إلى باب الحديقة، وتمكّن من فتحه، وقيل إنّه أصيب بثمانين جرحًا،[٣] ومن شدَّة شجاعة البراء بن مالك؛ كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رسالةً للأمراء يخبرهم بها: "أن لا تستعملوا البراء بن مالك على جيشٍ من جيوش المسلمين؛ فإنّه مهلكةٌ من المهالك يُقدم بها".[٤]


استشهاد البراء بن مالك

كان البراء بن مالك شجاعًا مقدامًا محبًّا للجهاد في سبيل الله، وطمح إلى الشهادة في سبيله، ودعا الله وألحّ عليه بذلك؛ فاستجاب الله له في معركةٍ تُدعى معركة تستر، وتعدّ هذه المعركة من أشدّ المعارك في تاريخ الأمّة الإسلاميّة، واستشهد فيها البراء بن مالك -رضي الله عنه- بعد أن قاتل قتالًا شديدًا وأبدى شجاعةً كبيرة لم يشهد التاريخ مثلها قطّ.[٤]


المراجع

  1. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6494، حديث صحيح.
  2. "من-أبطال-الإسلام-البراء-بن-مالك"، طريق الاسلام. بتصرّف.
  3. "بطولات البراء بن مالك رضي الله عنه "، شبكة ألوكة. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "البراء بن مالك"، اسلام ويب. بتصرّف.
2557 مشاهدة
للأعلى للسفل
×