قصة شداد بن عاد

كتابة:

شداد بن عاد

شداد بن عاد: هو شداد بن عاد بن ملطاط بن جشم بن عبد شمس، بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان وقد كان ملكًا وامرءًا حازمًا.[١] وقيل عنه إنه تزوج ألف امرأة، وكان له أربعة آلاف ولد، وعاش ألف عام.[٢]

شداد بن عاد وبناء الجنة

في زمنٍ من الأزمنة الغابرة استبد المُستبدون حتى باتت الأرض تحوي ملوكًا طغاةً ما مرّت على أي حقبة من حِقَبِ التاريخ الإنساني، وقد كان أولئك الملوك يتحدون الله جل وعلا، حتى أن شداد بن عاد ادعى الألوهية وتحدى الله في بناء جنة في الأرض، وكان ملكًا جبّارًا.[٣]

وصف الجنة التي بناها شداد بن عاد

كان شداد بن عاد محبًّا لقراءة الكتب، وكان كلما قرأ عن الجنة دعاه ذلك إلى بناء مثلها، ومما دعاه إلى ذلك أيضًا تجبره ورغبته بمضاهاة خلق الله، فقام ببناء مدينة إِرَم، التي ذكرها الله تعالى في قوله: (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ)[٤].

وقد ذكرت الروايات التاريخية، بأن شداد وظف لبناء هذه المدينة 100 قائد، مع كل واحد منهم 1000 عامل، واختار أفضل أرض في المنطقة لبناء المدينة عليها، وكان قد بنى فيها قصورًا من الذهب والفضة، وجعل فيها أساطين من الزبرجد والياقوت، وأصنافًا من الأنهار والأشجار.

وذُكر في أوصافها: (أن أساسها من الجزع اليماني، وقد بنيت بالذهب والفضة، وأجروا مياهها في قنوات الذهب والفضة، وأقاموا في بنائها ثلاث مئة سنة، فلمَّا كمل بناؤها كتبوا إليه: قد كملت فما ترى؟ فكتب إليهم: ابنوا عليها حصنًا، وابنوا حول الحصين ألف قصر يكون في كل قصر وزير من وزرائي). [٥]

عاقبة شداد بن عاد وقومه

بعد أن أنهى العاملون على الجنة إعدادها، كتبوا إليه أنهم قد انتهوا من إعدادها، فاستعدَّ شداد بن عاد للذهاب إلى الجنة لدخولها، وذكرت الروايات التاريخية أنه قد مكث يتجهز للانتقال إلى هذه الجنة عشرة سنين.

ولما اقترب من جنته بما يقارب مسيرة يوم وليلة واحدة، أهلكه الله تعالى، وأرسل عليه وعلى من معه صيحة من السماء فهلكوا جميعًا، وفيهم يقول الله في محكم آياته: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ۖ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ* فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ).[٥]

المراجع

  1. وهب بن منبه، التيجان في ملوك حمير، صفحة 74. بتصرّف.
  2. محمد بن أحمد بن إياس الحنفي، بدائع الزهور فى وقائع الدهور، صفحة 76. بتصرّف.
  3. عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، التفسير البياني للقرآن الكريم، صفحة 139. بتصرّف.
  4. سورة الفجر، آية:6-8
  5. ^ أ ب سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 352.
4720 مشاهدة
للأعلى للسفل
×