الخلفاء الراشدون
هم من تولّوا إمامة المُسلمين بعد وفاة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وساروا على نهجه وهديه في إدارة شؤون الرَّعيّة في الدّولة الإسلاميّة، وحراسة الدّين وسياسة الدّنيا، ولُقّبوا بالرّاشدين، بسبب فترة حُكمهم التي كانت من الفترات المتميّزة بالحنكة والحكمة، حيث ساهموا في نشر الدّعوة الإسلامية، وترسيخ القِيَم العميقة، والمُحافظة على العدل بين الناس، والخلفاء الراشدين أربعة، أوّلهم أبو بكر الصّديق، ثمّ عمر بن الخطّاب، ثم عُثمان بن عفّان، ثمّ عليّ بن أبي طالب وهو آخر الخلفاء الرّاشدين، والذي هو محلّ الموضوع في هذا المَقال، فما هي قصة علي بن أبي طالب.
عليّ بن أبي طالب
قبل الحديث عن قصة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، لا بد من ذكر نبذة مختصرة عنه، فهو أبو الحسن الهاشمي علي بن أبي طالب بن عبد المُطّلب بن هاشم أمير المؤمنين، وآخر الخُلفاء الرّاشدين، ابن عمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وزوج ابنته فاطمة -رضي الله عنها-، وأحد العشرة المُبَشّرين بالجنّة، ومن أوائل الّذين أسلموا، وُلِد في سنة 23 قبل البعثة بعشر سنوات فهو أصغر من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بثلاثين عاماً، أبوه عبد مناف بن عبد المُطّلب بن هاشم، ويُكَنّى بأبي طالب وبذلك اشتُهر، وهو عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وشقيق أبيه، وهو أحد شيوخ قُريش، ودافَع عن رسول الله وحماه.[١]
جاهَد علي بن أبي طالب حقّ الجهاد، وصار أحد أبطال الإسلام، وشهد مع النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- جميع الغزوات باستثناء غزوة تبوك، كما أنّه حمل اللّواء بيده في أكثر المشاهد، غير أنه تميّز بفيض علمه وتصدّيه للفُتيا، ونقله الكثير من أحاديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد كان عالمًا مُتحرّيًا ذكيًّا في تنقيب الحديث، وَرعًا في منهج روايته وتحديثه، حيث لم يروِ الحديث المُنكَر وغير المشهور، وسار على هذا النهج حتى استُشهد في السابع عشر من رمضان، في السنة الأربيعين للهجرة تقريبًا.[٢]
قصّة علي بن أبي طالب
عندما قُتِل عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- تعيّن على علي بن أبي طالب الخلافة بالمدينة المنوّرة، فبايعه جميع الصحابة والتابعين، وأول من بايعه من الصّحابة، طلحة والزُّبير، حيث كانت بعض المناطق غير مُستقرة، فقرّر في لحظته الأولى عند استلامه الخلافة إعلان أنّه سيُطبّق مبادئ الإسلام، وغرس القيم العُليا، وتحقيق العدل والمساواة، كما أنّه أعطى وعدًا قاطعًا باسترجاع الأموال من بيت المال لأقاربه والمُقرَّبين له التي اقتطعها عنهم عثمان، إضافة إلى أنّه قام بتعيين ولاة يثق بهم بعد عزل الولاة الذين عيّنهم عثمان، وبعد استلامه الخلافة بعدّة أشهر شارك في العديد من المعارك، ومنها معركة الجمل والتي كان سببها مطالبة بعض الصّحابة بالقصاص من قتلة عثمان، ومن المعارك التي خاضها أيضًا معركة النّهروان، التي وقعت بين الخلافة الراشدة والخوارج، وكانت النتيجة لصالح الخلافة الراشدة، أيْ جيش علي -رضي الله عنه- حيث رفعوا شعار: لا حكم إلا حكم الله، وبعد تحقيق النصر قرر أحد الخوارج وهو عبد الرّحمن بن مُلجم اغتيال علي -رضي الله عنه- فقد باشَرَ مُهمّته عندما كان عليًا يؤمّ المسلمين في مسجد الكوفة، حيث ضربه في سيفه المسموم جراء صلاة الفجر، وظل السّم يسير في جسده وعروقه إلى أن توفاه الله بعدها بثلاثة أيّام.[٣]
المراجع
- ↑ "الخليفة الراشد علي بن ابي طالب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-05-2019. بتصرّف.
- ↑ "علي بن أبي طالب"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-05-2019. بتصرّف.
- ↑ مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أبو بكر عبدالله ابن أبي الدنيا (1422-2001) (الطبعة الأولى)، دمشق: دار البشائر للنشر والتوزيع، صفحة 24-76-25-31-. بتصرّف.