قصة عن الأمانة في عهد الرسول

كتابة:
قصة عن الأمانة في عهد الرسول
إنّ الأمانة من الأخلاق العظيمة التي حثّ عليها الشرع، ولها منزلةٌ عظيمةٌ وفضلٌ كبيرٌ، كما أنّ التزامها ليس بالهيّن، قال تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)،[١] وتتنوّع الأمانات بين ماديَّةٍ ومعنويَّةٍ؛ فالدِّين هو أكبر الأمانات التي يحملها الإنسان، والمحافظة عليه ونشره وتعليمه للناس بصورةٍ سليمةٍ أمانةٌ، ومن الأمانات أيضًا إقامة العدل بين الناس، وعدم إفشاء أسرارهم، والمحافظة على الوعود؛ بإيفائها، ورد الأمانات الماديَّة لأصحابها وعدم استخدامها بدون إذنهم؛ فمقصود الأمانة الحفظ في كل ما عُهد للإنسان المكلف، وتتمثّل في حفظ العهود والأسرار، والبعد عن شهادة الزور، والقيام بالعبادات على الوجه المطلوب، وفي حفظ الأهل والمال من التلف والضياع، قال تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلى أَهْلِهَا).[٢][٣]


قصة عن الأمانة في عهد الرسول

قصة عن أمانة النبيّ

عُرف النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بين قومه بالأمانة من قبل بعثته؛ فكانوا يضعون الأمانات عنده، ومن القصص التي تذكر في أمانته -عليه الصلاة والسلام- ما يأتي:[٤]

  • عندما أراد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الهجرة إلى المدينة المنوّرة، كان عنده أمانات لقريش؛ فطلب حينها من علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن يردّ الأمانات إلى أهلها.
  • من الشواهد على أمانة النبيّ عليه الصلاة والسلام؛ إرجاعه مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة بعد أن أخذه منه يوم فتح مكّة المكرّمة.
  • كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لشدّة أمانته يتورّع ويمتنع عن أكل التمرة التي يجدها في بيته أو على فراشه؛ مخافةً أن تكون من التمر المعدّ للصدقة، والصدقة محرّمةٌ على النبيّ وأهله، وإنّما هي حقٌّ للفقراء والمحتاجين.


قصص عن حرص النبيّ على الأمانة

حثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في مواطن كثيرةٍ على الأمانة، ونبّه أصحابه عليها، وحذّرهم من تضييعها، وآتيًا ذكرٌ لشواهد على ذلك:

  • قصّة أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في قوله: "قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قالَ: فَضَرَبَ بيَدِهِ علَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قالَ: يا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ، وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا"؛[٥] فبينّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لأبي ذر -رضي الله عنه- أنّه غير قادرٍ على القيام بالقيادة والرئاسة على الوجه المطلوب، ويجب على من يتولّى ولايةً أن يكون أهلاً لما يحمله؛ فهي أمانةٌ من الأمانات التي يحاسب الإنسان عليها.[٦]
  • أكّد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على وجوب إسناد الأمر إلى أهله، واعتبر إسنادها إلى غير أهلها خيانةً للأمانة، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا ضُيِّعَتِ الأمانَةُ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ قالَ: كيفَ إضاعَتُها يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إذا أُسْنِدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فانْتَظِرِ السَّاعَةَ".[٧]


المراجع

  1. سورة الاحزاب، آية:72
  2. سورة النساء، آية:58
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 236. بتصرّف.
  4. قصة الاسلام (23/9/2009)، "الأمانة روائع أخلاق الرسول"، قصةالاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 24/2/2022. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:1825، حديث صحيح.
  6. عبد الرحمن حبنكه الميداني، الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم، صفحة 394. بتصرّف.
  7. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6496، حديث صحيح.
5736 مشاهدة
للأعلى للسفل
×